يعد كتاب “الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون” للمؤلف شمس الدين الصالحي أحد الأعمال البارزة والمميزة في تاريخ الأدب الإسلامي، إذ يقدم للقارئ نظرة شاملة وعميقة في حياة هذا الشخصية التاريخية المهمة. يبدأ الكتاب بسرد نشأة محمد بن طولون وبداية تعلمه وتأثره بالمعارف والعلماء في فترة زمنية معينة، ويوثق الكتاب جهوده العلمية وتفانيه في العلم والمعرفة.
من خلال تتبع مسار حياة محمد بن طولون، يقدم الكتاب صورة شاملة عن المناصب والوظائف التي شغلها، مما يسلط الضوء على دوره البارز في الساحة السياسية والاجتماعية للعصر الذي عاش فيه. ولا يقتصر دور محمد بن طولون على السياسة فقط، بل يمتد إلى مجالات أخرى من الحياة العامة والثقافية.
كما يوثق الكتاب قائمة ضخمة من مؤلفاته التي تناولت مواضيع متنوعة تتعلق بالدين والثقافة والفلسفة والأدب، والتي تعد إسهاماته في الثقافة الإسلامية الكبيرة والتي لا زالت تؤثر في العقول والأفكار حتى يومنا هذا.
وبجانب تسليط الضوء على الأعمال العلمية والأدبية لمحمد بن طولون، يتطرق الكتاب أيضاً إلى جوانب شخصية له، مثل مدحه في الشعر والأبيات التي خصته بالثناء والإشادة. كما يعرض الكتاب بعض الجوانب الشخصية الأخرى التي تلقت اهتماماً خاصاً من قبل المؤلف، مما يجعل من هذا العمل الأدبي قطعة فريدة وشاملة تستحق الاطلاع عليها.
من الجدير بالذكر أن جهد المحقق في تحرير الكتاب وتقديمه بشكل جميل ومنسق له الفضل الكبير في إبراز قيمة هذا العمل الأدبي الرائع. وبفضل دار الذاكرة للطباعة والنشر والتوزيع التي قامت بنشر الكتاب وتوزيعه، أصبحت هذه القطعة الأدبية القيمة متاحة للقراء للاستفادة منها والتمتع بمضمونها الثري والمفيد.