تقدم سلسلة “الخلفاء والأمراء: ذو النورين القائد” للكاتب بسام العسلي مدخلاً جديداً ومميزاً في عالم الدراسات التاريخية والسياسية، حيث تتمحور حول جانب مهم وغالباً مهمل في حياة الحكام والقادة، وهو جوانب إدارة الحروب والصراعات التي شهدتها جيوشهم. بينما تركز العديد من الكتب على الجوانب السياسية والثقافية لهؤلاء القادة، تأتي هذه السلسلة لتسلط الضوء على دورهم في قيادة الجيوش وتخطيط الحروب وصناعة الاستراتيجيات العسكرية.
بفضل تركيزها العميق على هذه الجوانب، تنقل السلسلة للقارئ رحلة شيقة ومليئة بالتفاصيل حول كيفية تدبير الحروب وإدارتها من قبل الخلفاء والأمراء الذين كانوا يشغلون مناصب القيادة العسكرية في الدولة الإسلامية. فكل خليفة أو أمير كان عليه دور كبير في تحديد الاستراتيجيات العسكرية الرئيسية، وتعيين وتوجيه القادة العسكريين، ومراقبتهم ومحاسبتهم عن أدائهم في ساحات المعركة.
واجهت السلسلة تحدياً كبيراً في اختيار اسمها، حيث حاولت أن تختار اسماً يعبر بدقة عن مضمونها وفلسفتها. فلم يكن بالإمكان اختيار أي اسم بسيط يعبر عن المحتوى الغني والمعقد لهذه السلسلة، بل كان يتطلب الأمر اسماً يحمل الرمزية والتاريخية والدلالية المناسبة. وباعتبار أن ليس كل ملك أو سلطان هو خليفة، وبمراجعة تاريخ الإسلام وتراثه، فإن اختيار اسم “مشاهير الخلفاء والأمراء” يعكس بدقة ما تسعى إليه السلسلة في تسليط الضوء على أبرز الشخصيات التي تمتلك قدرات القيادة والتحكم في الشؤون العسكرية.
من الجوانب الملفتة للانتباه في هذه السلسلة هو تناولها لأحداث ومعارك تاريخية هامة، والتي غالباً ما يغفل عنها المؤرخون في كتاباتهم، مما يجعلها مرجعاً مهماً لمن يهتم بدراسة تاريخ الدولة الإسلامية وتطورها عبر العصور. كما تمتاز السلسلة بأسلوبها السلس والشيق، الذي يجمع بين العمق الأكاديمي والقراءة الشيقة، مما يجعلها محط اهتمام الباحثين والقراء على حد سواء.
باختصار، فإن سلسلة “الخلفاء والأمراء: ذو النورين القائد” تعد إضافة قيمة للمكتبة العربية، حيث تقدم رؤية جديدة وممتعة لدور القادة العسكريين في تاريخ الإسلام، وتسلط الضوء على جوانب حياتهم وأعمالهم التي غالباً ما يتم تجاهلها في الدراسات التقليدية.