في عالم الأدب الذي يعتبر ملتقى للعواطف الإنسانية والفلسفة العميقة، يتألق كتاب “مذكّرات الأرقش”، الذي خرج من أنامل الكاتب الرائع ميخائيل نعيمه، ليروي لنا قصة حب ملحمية تنطوي على أبعاد فلسفية وعواطف متقدة.
في قلب الرواية، نلتقي بشخصية الأرقش، الشاب الأرجنتيني ذو الأصول اللبنانية، الذي يغرم بفتاة تتميز بجمال فائق. يصفها بمعشوقته، ويعيش في عالمها الخاص الذي يتخذه مأوىًا لعواطفه الجارفة. ومع ذلك، يتغير مجرى الأحداث عندما يكتشف الأرقش أن الحب ليس مجرد رحلة سعي وراء الجمال والانجذاب السطحي.
تعتبر الرواية من خلال تفاصيلها الرشيقة واللغتها الفلسفية الرصينة، منبرًا لاستكشاف طبائع الحب وتعقيداته. ينقلنا الكاتب إلى عوالم مظلمة ومشرقة في آن واحد، حيث يصطدم الأرقش بقوى الحب المتناقضة التي تشكلت عبر الدهر، وتنغصص القصة على تفاصيل تباين القوى بين الحب الجسدي والحب الروحي.
على الرغم من جمال اللحظات الرومانسية، يجد القارئ نفسه متورطًا في تشويشات وتعقيدات الحب، حيث يتقاطع الشغف مع التفكير العميق في محنة الأرقش. يُسلط الضوء على الجانب المظلم للعواطف، حيث يُجبر البطل على التصالح مع الجدل الداخلي والصراعات الشخصية.
تأتي الرواية في 136 صفحة، وتحمل بين طياتها عمق الفلسفة وجمال الأدب. صدرت عام 2014 عن نوفل / هاشيت أنطوان، وتتميز بغلاف ورقي يعكس بروعة التصميم والانسجام مع مضمون الرواية.
في فئة الأدب والخيال، وتحديدًا في فرع السير والذكريات، تبرز “مذكّرات الأرقش” كمحطة أدبية مميزة ترسم لنا صورة تفصيلية وعميقة عن تجربة الحب، وتترك في النهاية تأثيراً عميقًا في نفوس القرّاء، يمتد ليتسلل إلى ذاكرتهم ويظل حاضراً في تفكيرهم طويلاً بعد إغلاق آخر صفحة.