إجراءات عاجلة لدغات الأفاعي والعقارب

ما تفعل إذا لدغتك أفعى أو عقرب؟

تعد لدغات الأفاعي والعقارب من الحوادث التي قد يتعرض لها الإنسان في العديد من البيئات المختلفة، خاصة في المناطق التي تتمتع بتنوع حيوي كبير. قد تكون هذه الحوادث مقلقة للغاية، ولكن مع العلم الكافي والإجراءات السريعة، يمكن تقليل مخاطر هذه اللدغات. في هذا المقال، سنناقش في تفصيل كيفية التصرف إذا تعرضت للدغة أفعى أو عقرب، وما هي الخطوات التي يجب اتباعها للتعامل مع المواقف الطارئة من هذا النوع.

أولاً: الفهم الأساسي للمخاطر

قبل الخوض في التفاصيل حول كيفية التعامل مع لدغات الأفاعي والعقارب، من المهم أن نفهم المخاطر التي تشكلها هذه الكائنات. الأفاعي قد تكون سامة أو غير سامة، وكذلك الحال بالنسبة للعقارب. السم الذي تفرزه بعض أنواع الأفاعي والعقارب يحتوي على مواد كيميائية سامة تؤثر على الجهاز العصبي أو الدورة الدموية أو حتى على الأنسجة والأعضاء الداخلية.

على الرغم من أن معظم الأفاعي ليست سامة، إلا أن هناك العديد من الأنواع التي يمكن أن تسبب أضراراً خطيرة. أما العقارب، فبعض الأنواع قد تسبب لدغات شديدة الألم، وقد تكون هناك أنواع سامة من العقارب التي تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.

ثانياً: أنواع الأفاعي السامة

هناك العديد من أنواع الأفاعي السامة التي يمكن أن تلدغ الإنسان. من بين هذه الأنواع:

1. الأفعى المقرنة (Vipera): تعتبر من أكثر الأفاعي السامة انتشاراً في العديد من المناطق الصحراوية، وتتميز بسمها الذي يؤثر على الأنسجة وقد يسبب الوفاة إذا لم يتم التعامل معه بشكل سريع.

2. الكوبرا: تعد من أخطر الأفاعي السامة، ويوجد العديد من الأنواع التي تفرز سمومًا تؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى شلل أو حتى الوفاة إذا تأخر العلاج.

3. الأسود (Black Mamba): تعتبر من أسرع الأفاعي السامة في العالم، ويمكن أن تسبب الوفاة خلال ساعات قليلة إذا لم يتم توفير العلاج المناسب.

ثالثاً: أنواع العقارب السامة

1. العقرب ذو الذيل الأصفر (Scorpius): يتواجد هذا النوع في العديد من المناطق الصحراوية. وتتميز لدغته بسموم تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب التورم والألم الشديد.

2. العقرب الصحراوي (Androctonus): من أخطر أنواع العقارب السامة في العالم، ويتواجد بشكل رئيسي في الصحارى الحارة. سم هذا العقرب يؤثر على القلب والأوعية الدموية بشكل كبير.

رابعاً: أعراض لدغة الأفعى والعقرب

أعراض لدغة الأفعى السامة:

تختلف الأعراض بناءً على نوع الأفعى والمكان الذي تعرضت فيه للدغة، ولكن بشكل عام، تشمل الأعراض التالية:

• ألم حاد في موقع اللدغة: غالباً ما يكون الألم شديدًا وفوريًا بعد اللدغة.

• تورم واحمرار: قد يظهر التورم في المنطقة المصابة في غضون دقائق.

• غثيان ودوار: قد يشعر الشخص بالغثيان وقد يعاني من دوار أو ضعف.

• صعوبة في التنفس: نتيجة تأثير السم على الجهاز التنفسي.

• شلل تدريجي: في بعض الحالات، قد يؤدي السم إلى شلل في بعض أجزاء الجسم.

• ارتفاع في درجة الحرارة: نتيجة لتفاعل الجسم مع السم.

أعراض لدغة العقرب السامة:

أما بالنسبة لدغة العقرب، فقد تتضمن الأعراض:

• ألم حارق أو طاعن: يبدأ الألم في موقع اللدغة وقد ينتشر إلى المناطق المجاورة.

• تورم واحمرار: يظهر التورم في المنطقة المصابة.

• التعرق المفرط: يمكن أن يظهر تعرق مفرط في الجسم كله.

• صعوبة في التنفس أو بلع: خاصة إذا كانت السموم قد أثرت على الجهاز التنفسي.

• تشنجات أو نوبات: بعض الأنواع السامة قد تتسبب في نوبات أو تشنجات عضلية.

خامساً: كيفية التصرف عند التعرض للدغة أفعى أو عقرب

1. الهدوء والابتعاد عن الخطر

في لحظة التعرض للدغة، يجب أن تحافظ على هدوئك قدر الإمكان. التوتر قد يزيد من سرعة انتشار السم في جسمك. حاول الابتعاد عن المكان الذي تعرضت فيه لللدغة لتجنب المزيد من الخطر.

2. تحديد نوع الكائن الذي لدغك

إذا كنت قادرًا على تحديد نوع الأفعى أو العقرب الذي لدغك، فهذا يمكن أن يساعد في تقديم العلاج المناسب بشكل أسرع. في حالة العقرب، حاول معرفة لونه وشكله وحجمه؛ أما في حالة الأفعى، فلا تقترب منها حتى لو كانت ميتة.

3. عدم محاولة استخراج السم

من الأخطاء الشائعة التي قد يرتكبها البعض محاولة استخراج السم عن طريق مص الجرح أو الضغط عليه. هذه الطريقة غير فعالة وقد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

4. تجنب الحركة الزائدة

من المهم أن تبقى هادئًا وتحاول تقليل الحركة قدر الإمكان. إذا كانت اللدغة في أحد الأطراف، حاول أن ترفعها إلى مستوى القلب لتقليل تدفق السم إلى باقي الجسم.

5. الاتصال بأقرب مركز صحي أو مستشفى

الخطوة الأهم بعد التعرض للدغة هي الحصول على المساعدة الطبية في أسرع وقت ممكن. عند الاتصال بالطوارئ، قد يطلب منك المساعدة في توفير بعض التفاصيل عن نوع الكائن المهاجم، مما يساعد الفريق الطبي في اتخاذ الإجراءات اللازمة.

6. إجراء الإسعافات الأولية (حسب نوع اللدغة)

– في حالة لدغة الأفعى:

• لا تحاول قتل الأفعى أو الإمساك بها بعد اللدغة. من المهم أن تحافظ على هدوئك وتطلب المساعدة الطبية فورًا.

• حاول تحديد نوع الأفعى إن أمكن، ولكن دون أن تقترب منها.

• في حالة الأفاعي السامة مثل الكوبرا أو الأسود، قد يتطلب الأمر مضادات السموم الخاصة بها.

– في حالة لدغة العقرب:

• قد تحتاج إلى تطبيق الكمادات الباردة لتخفيف الألم والتورم في المنطقة المصابة.

• في بعض الحالات، قد يتطلب العلاج تناول مضاد السموم العقربي، وهو متاح في بعض المناطق.

7. مراقبة الأعراض حتى وصول المساعدة

مراقبة حالتك الصحية بعد التعرض للدغة أمر بالغ الأهمية. إذا لاحظت تفاقم الأعراض مثل صعوبة في التنفس أو عدم القدرة على تحريك الأطراف، يجب أن تخبر الطاقم الطبي بذلك فورًا.

سادساً: العلاج الطبي المتخصص

بمجرد الوصول إلى المستشفى أو المركز الطبي، يقوم الأطباء بتقييم حالة المصاب بناءً على الأعراض التي تظهر عليه. في بعض الحالات، قد يكون العلاج الأساسي هو إعطاء مضادات السم والتي تساعد في تحييد السم المتسبب في التسمم. أما بالنسبة للعلاج الداعم، فقد يتضمن إعطاء مسكنات للألم، مضادات حيوية لمنع العدوى، مراقبة ضغط الدم، وعلاج الأعراض الأخرى التي قد تكون ناجمة عن تأثير السم على الجسم.

سابعاً: الوقاية من لدغات الأفاعي والعقارب

أهم سبل الوقاية من لدغات الأفاعي والعقارب هي:

1. الحذر في المناطق البرية: عند السير في مناطق صحراوية أو جبلية، يجب التأكد من ارتداء أحذية سميكة وملابس طويلة.

2. الانتباه عند الجلوس أو النوم في الهواء الطلق: خاصة في الأماكن التي تنتشر فيها الأفاعي والعقارب، يجب التأكد من فحص المكان قبل الجلوس أو النوم.

3. استخدام المبيدات الحشرية: قد يساعد استخدام المبيدات الحشرية في تقليل خطر التعرض للعقارب في بعض المناطق.

ختاماً

لدغات الأفاعي والعقارب قد تكون من الحوادث المخيفة، ولكن يمكن التعامل معها بشكل فعال إذا تم اتباع الخطوات المناسبة في الوقت المناسب. التوعية والإلمام بهذه الإجراءات يمكن أن ينقذ الحياة في المواقف الطارئة.