كيف تبحث عن وظيفة وأنت على رأس عملك؟
البحث عن وظيفة جديدة أثناء العمل في وظيفة حالية يعد من أكبر التحديات التي يمكن أن يواجهها أي فرد. فهي تتطلب منه الجمع بين التزامات عمله الحالية، وكذلك التخطيط لمستقبله المهني. يتطلب الأمر استراتيجية دقيقة، توازنًا بين المسؤوليات، وفهمًا عميقًا لكيفية إدارة الوقت والموارد المتاحة. في هذا المقال، نستعرض كيفية إجراء بحث فعال عن وظائف جديدة بينما تظل تفي بتزاماتك الوظيفية الحالية، دون التأثير على أدائك المهني أو المصداقية.
أولاً: تقييم الوضع الحالي وتحديد الأهداف
قبل البدء في البحث عن وظيفة جديدة، يجب على الشخص أن يقوم بتقييم وضعه الحالي بعناية. هذا يشمل فهم الأسباب التي تجعله يفكر في الانتقال إلى وظيفة جديدة. هل هي رغبة في تطوير مهارات جديدة؟ أم أن البيئة الحالية لا تشجع على النمو؟ قد يكون السبب أيضًا هو تحقيق توازن أفضل بين الحياة الشخصية والعملية.
من المهم وضع أهداف واضحة من البحث عن الوظيفة الجديدة. هل الهدف هو تغيير المجال المهني؟ أم السعي وراء بيئة عمل أكثر مرونة؟ تحديد الأهداف بوضوح يساهم في توجيه الجهود بشكل فعال.
ثانيًا: بناء استراتيجية للبحث عن الوظائف
البحث عن وظيفة وأنت لا تزال موظفًا يتطلب تنظيمًا استراتيجيًا لكي تتمكن من إدارة الوقت والموارد المتاحة بشكل جيد. يجب أن تبدأ بتخصيص وقت مناسب للبحث عن وظيفة دون أن يتعارض مع واجباتك اليومية في العمل.
تخصيص وقت مناسب
من الأفضل تخصيص وقت محدد للبحث عن وظائف جديدة. يمكنك تخصيص فترة من الوقت في الصباح قبل بدء يوم العمل أو في المساء بعد الانتهاء من العمل. بعض الأشخاص يفضلون استخدام عطلات نهاية الأسبوع لتنظيم وقتهم بشكل جيد للبحث عن وظائف. المهم أن يكون الوقت الذي تخصصه بعيدًا عن ساعات العمل الرسمية حتى لا تؤثر سلبًا على أدائك الوظيفي.
استخدام الإنترنت بشكل فعال
استخدام منصات البحث عن وظائف مثل LinkedIn، Indeed، Glassdoor، وغيرها يمكن أن يكون مفيدًا للغاية. يجب عليك تحديث سيرتك الذاتية بشكل مستمر على هذه المواقع والبحث عن فرص تتناسب مع مهاراتك وأهدافك المهنية. يمكنك ضبط تنبيهات لتلقي إشعارات فورية عند نشر وظائف تتناسب مع اهتماماتك.
ثالثًا: الحفاظ على سرية عملية البحث
من الضروري الحفاظ على سرية بحثك عن وظيفة جديدة أثناء عملك الحالي. إذا كنت تبحث عن وظيفة في نفس المجال الذي تعمل فيه حاليًا، قد يكون من الصعب إخفاء ذلك. ولذلك، يجب أن تكون حذرًا عند استخدام البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أو حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المهنية. من الأفضل تجنب الحديث عن البحث عن وظيفة مع زملائك في العمل أو استخدام موارد العمل (مثل الكمبيوتر أو الهاتف) في البحث عن وظائف جديدة.
التعامل مع الملفات الشخصية
تأكد من أن سيرتك الذاتية وخطاب التقديم الخاص بك يتم تحديثها بشكل احترافي على الإنترنت وأنها لا تتضمن أي تفاصيل تشير إلى أنك حاليًا في وظيفة قائمة. يمكنك أيضًا تعديل الإعدادات على منصات مثل LinkedIn بحيث لا تظهر إشعارات بتحديثات السيرة الذاتية أو التغيرات في الحالة الوظيفية.
رابعًا: تطوير مهاراتك وتعزيز سيرتك الذاتية
أثناء عملية البحث عن وظيفة، يجب أن تستمر في تطوير مهاراتك بشكل مستمر. التحديث المستمر لمهاراتك سيجعل سيرتك الذاتية أكثر جاذبية لأصحاب العمل في المستقبل. يمكن أن تشمل هذه المهارات الجديدة تعلم أدوات أو تقنيات جديدة في مجالك، الحصول على شهادات إضافية، أو تحسين المهارات اللغوية.
من المهم أن تتفاعل بشكل إيجابي مع محيطك المهني في العمل الحالي. يمكن أن يساعدك التفاعل مع زملائك في التعرف على الفرص الوظيفية الجديدة في المستقبل، كما يمكن أن تسهم هذه العلاقات في الحصول على توصيات قوية في حال قررت التقدم لوظيفة جديدة.
خامسًا: التعامل مع المقابلات
المقابلات هي خطوة حاسمة في عملية البحث عن وظيفة جديدة. من المهم أن تكون مستعدًا جيدًا لها، ولكن أيضًا يجب أن تتمكن من إخفاء هذه العملية عن بيئة العمل الحالية. يمكنك ترتيب المقابلات خلال ساعات غير العمل الرسمية، مثل العطلات الأسبوعية أو في أيام الإجازة السنوية.
الإعداد الجيد للمقابلات
عند التحضير للمقابلات، يجب أن تكون لديك معرفة شاملة بالوظيفة والشركة التي تتقدم لها. ابحث عن تاريخ الشركة وثقافتها وأهدافها المستقبلية. لا تتردد في إجراء مقابلات تجريبية مع أصدقاء أو أفراد العائلة لممارسة الإجابات على الأسئلة الشائعة وتقديم نفسك بشكل احترافي.
التعامل مع المقابلات عبر الإنترنت
أصبحت المقابلات عبر الإنترنت أكثر شيوعًا، مما يتيح لك التقدم لوظائف في أي مكان دون الحاجة للسفر. يجب أن تتأكد من أن لديك بيئة هادئة ومناسبة للمقابلة عبر الإنترنت، بعيدًا عن أي تشويش من مكان العمل الحالي.
سادسًا: إدارة وقتك بشكل فعال
البحث عن وظيفة جديدة أثناء العمل في وظيفة أخرى يتطلب إدارة وقت دقيقة وفعالة. لكي تحقق التوازن بين العمل والبحث عن وظائف، يمكنك استخدام تقنيات إدارة الوقت مثل تحديد الأولويات والابتعاد عن التشتت.
تحديد الأولويات
من الضروري وضع أولويات في حياتك اليومية. يجب أن تضع في اعتبارك أن مسؤولياتك الحالية في العمل يجب أن تكون في المقدمة. بعد ذلك، حدد الوقت الذي ستخصصه للبحث عن وظيفة جديدة، وأيضًا تخصيص وقت للعائلة والنشاطات الشخصية. باستخدام تقنيات مثل مبدأ “إيتا” (80/20) في تحديد الأولويات، يمكنك التركيز على الأنشطة التي ستقربك أكثر من هدفك الوظيفي الجديد.
تجنب الضغط الزائد
من خلال تخصيص وقت محدد للبحث عن وظيفة جديدة، والابتعاد عن تحميل نفسك بمسؤوليات إضافية قد تؤدي إلى الشعور بالإرهاق، تستطيع الحفاظ على صحة نفسية جيدة وأداء عالي في عملك الحالي. لا تنسَ أن تبحث عن طريقة للتخفيف من الضغط النفسي، مثل ممارسة الرياضة أو التأمل.
سابعًا: الحفاظ على علاقات مهنية جيدة
حتى أثناء البحث عن وظيفة جديدة، من المهم الحفاظ على علاقات مهنية جيدة مع زملائك ورؤسائك. هذا سيساعدك في الحفاظ على سمعتك في مكان العمل الحالي، كما يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على فرصك المستقبلية في الحصول على توصيات قوية أو حتى فرص عمل جديدة في نفس المجال.
الاتصال الجيد مع المسؤولين
من المفيد أن تبقى على تواصل مستمر مع مسؤولك المباشر بشكل دوري. تجنب الإفراط في الكشف عن خططك المهنية الخاصة، لكن كن صريحًا بما يكفي إذا كان هناك مشروع أو مهمة تتطلب تعاونًا منك.
الثامن: التفكير في التفاوض على العروض
إذا تم عرض عليك وظيفة جديدة في مرحلة متقدمة من البحث، عليك أن تكون مستعدًا للتفاوض بشكل جيد. النظر في الراتب، المزايا، وساعات العمل، بالإضافة إلى الفرص المستقبلية التي قد تقدمها الشركة، هو جزء أساسي من اتخاذ القرار النهائي.
من المهم أن تدرس جميع العروض بعناية، وتحاول مقارنة ما تقدمه الوظيفة الجديدة مع وضعك الحالي. لا تتعجل في اتخاذ القرار وكن متأكدًا من أنك تقوم بالاختيار الذي يتماشى مع أهدافك المهنية والشخصية.
في الختام
البحث عن وظيفة جديدة أثناء العمل في وظيفة أخرى يتطلب مرونة، تخطيط دقيق، وإدارة فعالة للوقت. باتباع النصائح السابقة، يمكن أن تتمكن من إجراء بحث ناجح بدون التأثير على حياتك المهنية الحالية.
