مخاطر العلاج بتقويم العمود الفقري: تحليل شامل
يعد العلاج بتقويم العمود الفقري، أو ما يُعرف بالعلاج بتقويم الفقرات، أحد أساليب العلاج الشائعة التي تركز على محاذاة العمود الفقري والجهاز العصبي لتحسين الصحة العامة وتخفيف الألم. على الرغم من أن هذه الطريقة تحظى بشعبية كبيرة بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مثل آلام الظهر، والصداع النصفي، وآلام الرقبة، إلا أن هناك بعض المخاطر والآثار الجانبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اللجوء إليها.
مفهوم العلاج بتقويم العمود الفقري
العلاج بتقويم العمود الفقري يعتمد على الفكرة القائلة بأن اضطرابات العمود الفقري يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي، وبالتالي تؤدي إلى مشاكل صحية في أنحاء أخرى من الجسم. يُعتبر العلاج الأساسي في هذا المجال هو التعديل اليدوي للمفاصل والفقرات لضبط محاذاة العمود الفقري بشكل صحيح. يتم ذلك باستخدام تقنيات يدوية مختلفة مثل التعديلات والتسطيحات، وغالبًا ما يوصى به للأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة في الرقبة أو الظهر، أو مشاكل في المفاصل.
رغم أن العلاج بتقويم العمود الفقري قد يكون فعالًا في العديد من الحالات، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أنه قد يكون مصحوبًا ببعض المخاطر التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة المريض.
المخاطر المحتملة للعلاج بتقويم العمود الفقري
-
الإصابات في الأنسجة الرخوة والمفاصل
أحد المخاطر الأكثر شيوعًا التي قد تنجم عن العلاج بتقويم العمود الفقري هو الإصابة في الأنسجة الرخوة مثل العضلات والأربطة. عند تطبيق التعديلات اليدوية على المفاصل والفقرات، قد تتعرض الأنسجة المجاورة للتمدد المفرط أو الضغط الزائد، مما يؤدي إلى آلام العضلات أو تمزق الأنسجة الرخوة. في بعض الحالات، قد يكون هناك تمزق في الأربطة أو التهاب في المفاصل نتيجة التعديلات غير الدقيقة.
-
الإصابات العصبية والألم الحاد
من أهم المخاطر التي يثيرها العلاج بتقويم العمود الفقري هو إمكانية حدوث إصابات عصبية. بعض التقارير الطبية تشير إلى أن التعديلات اليدوية قد تؤدي إلى تهيج الأعصاب أو الضغط عليها، مما يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل التنميل، وخدر الأطراف، وفقدان القوة العضلية في بعض الحالات. في حالات نادرة، يمكن أن يسبب التعديل اليدوي الحاد إصابة خطيرة مثل الانزلاق الغضروفي أو الشلل الجزئي نتيجة للضغط المفرط على الأعصاب.
-
الإصابات في الشرايين والأوعية الدموية
أحد المخاطر الأكثر خطورة في العلاج بتقويم العمود الفقري هو احتمال تأثير التعديلات على الأوعية الدموية، وخاصة الشرايين التي تغذي الدماغ. يُعتقد أن التعديلات العنيفة على العمود الفقري قد تؤدي إلى قطع في الأوعية الدموية الصغيرة، مما قد يؤدي إلى حدوث تمدد في الشرايين أو انسدادها. هذا النوع من الضرر يمكن أن يؤدي إلى حالات خطيرة مثل السكتة الدماغية، حيث يعتبر هذا الخطر نادرًا، لكنه موجود في بعض الحالات.
-
تفاقم حالات صحية موجودة مسبقًا
العلاج بتقويم العمود الفقري قد يكون غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية المزمنة أو الخطيرة، مثل هشاشة العظام أو سرطان العمود الفقري. في هذه الحالات، قد يؤدي العلاج إلى تفاقم الأعراض أو حتى إلى حدوث أضرار جسيمة. على سبيل المثال، التعديلات اليدوية قد تزيد من خطر الكسور في الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، أو قد تؤدي إلى تحرك الأورام في حالات السرطان.
-
المضاعفات القلبية والتأثير على ضغط الدم
في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي العلاج بتقويم العمود الفقري إلى تغييرات في ضغط الدم أو في وظائف القلب. يُعتقد أن التعديلات التي تتم على الرقبة أو العمود الفقري العلوي قد تؤثر على الأعصاب التي تتحكم في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تغييرات في ضغط الدم. بعض المرضى قد يعانون من انخفاض مفاجئ في ضغط الدم بعد العلاج، بينما قد يشهد آخرون زيادة في معدلات ضربات القلب.
-
مشاكل في المفاصل والأربطة نتيجة للتقنيات غير المناسبة
تعتمد فعالية العلاج بتقويم العمود الفقري بشكل كبير على خبرة المعالج وطريقة تطبيقه للتقنيات المختلفة. إذا تم استخدام تقنيات غير مناسبة أو تم تطبيق الضغط الزائد على المفصل أو الفقرة، فقد ينتج عن ذلك التهاب في المفاصل أو تمزق في الأربطة. هذا يمكن أن يؤدي إلى آلام شديدة وتدهور في حركة المفصل.
-
الآثار الجانبية النفسية
لا تقتصر المخاطر فقط على الأضرار الجسدية، بل يمكن أن تشمل أيضًا التأثيرات النفسية. يشعر بعض المرضى بالقلق أو التوتر بعد العلاج، خاصة إذا تعرضوا لإصابة أو أثر جانبي غير متوقع. قد يؤدي هذا إلى تفاقم مشاعر القلق أو التوتر المرتبطة بالحالة الصحية للمريض، مما قد يؤثر على تجاوبه مع العلاج في المستقبل.
-
التفاعلات مع العلاجات الأخرى
في بعض الأحيان، قد يحدث تفاعل بين العلاج بتقويم العمود الفقري والعلاجات الأخرى التي يتلقاها المريض. على سبيل المثال، قد يتداخل العلاج بتقويم العمود الفقري مع العلاجات الدوائية أو الجراحية، مما يسبب مضاعفات غير متوقعة. بالإضافة إلى ذلك، في حالة وجود حالات صحية مزمنة، قد تحتاج العلاجات الأخرى مثل العلاج الفيزيائي أو الأدوية إلى تعديل أو تغيير في الجرعات لتجنب التفاعل السلبي مع العلاج
