كتاب “محمد المقراني وثورة 1871 الجزائرية” من تأليف بسام العسلي يعتبر جزءًا من سلسلة الكتب المعنونة بـ “جهاد شعب الجزائر”، والتي تمثل الركيزة الأولى في مجموعة الكتب المقررة للنشر في السنوات الأولى من القرن الخامس للهجرة. تتناول هذه السلسلة جوانب مختلفة من تاريخ الجزائر والمقاومة الشعبية والجهاد فيها. ومن الجدير بالذكر أن تسمية هذه الكتب جاءت استنادًا إلى التسميات السائدة في العصر الحاضر والحدود السياسية المعترف بها، التي تُظهر على الخرائط الرسمية في الوقت الحالي.
يأتي إصدار هذه السلسلة مترافقًا مع عدة دوافع مهمة، أبرزها ندرة الكتب التي تتناول موضوع جهاد الشعوب العربية والإسلامية في العصور المتأخرة، حيث كان التركيز التقليدي يتجه نحو الفترة الأولى من الفتوحات الإسلامية فقط، مما ينعكس عادةً على الفهم الشامل للتاريخ الإسلامي والعربي. ورغم أهمية فترة الفتوحات الإسلامية الأولى، إلا أن هناك صفحات مهمة في تاريخ الشعوب العربية والإسلامية في فترات متأخرة لا ينبغي تجاهلها أو إغفالها، فهناك مظاهر من البطولة والمقاومة والثورة تستحق الاهتمام والدراسة.
تحديدًا، يسلط كتاب “محمد المقراني وثورة 1871 الجزائرية” الضوء على حياة ونضالات الزعيم محمد المقراني ودوره في ثورة عام 1871 في الجزائر. فهو يعرض للقراء تفاصيل مثيرة حول الصراعات السياسية والاجتماعية في تلك الفترة، وكيف أن المقراني كان رمزًا للمقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي وسياساتهم الاستعمارية.
ومن الملاحظ أن الكتاب يتألف من 208 صفحة، وقد صدر عن الدار العربية للموسوعات عام 2011، مع وجود غلاف كرتوني يضفي لمسة تقديرية على مظهره الخارجي. يندرج هذا الكتاب تحت فئة السير والمذكرات، وتحديدًا في فئة السياسيين، مما يشير إلى أهمية الشخصية التاريخية لمحمد المقراني وتأثيره في الساحة السياسية والاجتماعية في الجزائر وخارجها.