متى يبدأ الوحام للبكر؟

الوحام هو أحد الأعراض الشائعة التي تمر بها المرأة الحامل في مرحلة الحمل المبكر. يُعتبر الوحام بمثابة تغيرات فسيولوجية وعاطفية تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية التي تصاحب الحمل. تتفاوت تجربة الوحام من امرأة إلى أخرى من حيث التوقيت والشدة، لكن هناك العديد من الدلالات التي تشير إلى بداية هذه الظاهرة.

ما هو الوحام؟

الوحام هو شعور قد يصاحبه رغبة في تناول أنواع معينة من الطعام أو حتى التوقف عن تناول أطعمة معينة، إلى جانب الشعور بالغثيان، والتقلبات المزاجية، في فترة مبكرة من الحمل. يبدأ الوحام نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم عند الحمل، وهو أحد الأعراض المرتبطة في الغالب بالحمل في الأسابيع الأولى. قد يرتبط الوحام أحيانًا بأعراض أخرى مثل الدوخة، أو الغثيان الصباحي، أو اضطراب في الشهية.

بداية الوحام للبكر

تبدأ أعراض الوحام غالبًا بعد مرور أسبوعين من حدوث التخصيب، أي بعد فترة قصيرة من تأخر الدورة الشهرية. أما بالنسبة للبكر أو المرأة التي تحمل لأول مرة، فالتجربة قد تختلف عن النساء اللاتي سبق لهن الحمل. يتفاوت التوقيت بداية الوحام لدى النساء، حيث يمكن أن يبدأ الوحام في الأسبوع الرابع أو الخامس من الحمل، لكنه يختلف بين النساء وقد يبدأ في وقت أبكر أو يتأخر في بعض الحالات.

عند الحمل للمرة الأولى، قد تلاحظ المرأة البكر بعض الأعراض في وقت مبكر جدًا، ويمكن أن تتفاوت شدة هذه الأعراض. في البداية، قد تلاحظ المرأة وجود بعض التغيرات البسيطة مثل التغير في حاسة التذوق أو شم الروائح، ولكن عندما يتطور الوحام بشكل أكبر، تبدأ الأعراض في الظهور بوضوح. في هذه المرحلة، قد تبدأ المرأة في التفاعل بشكل أكبر مع الطعام والروائح.

الأعراض التي ترافق الوحام

1. الغثيان الصباحي:
   من أشهر أعراض الوحام التي تبدأ عادة في الأسابيع الأولى من الحمل. يتسبب في شعور بالغثيان المستمر، وخاصة في الصباح. ومع أن هذا العرض يرتبط غالبًا بالفترة الأولى من الحمل، فقد يمتد إلى فترات لاحقة، ولكن يتلاشى عادة بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

2. التغيرات في الشهية:
   من الأعراض الأخرى للوحام رغبة مفاجئة في تناول أطعمة معينة، مثل المخللات أو الأطعمة الحلوة، أو على العكس، قد تشعر المرأة النفور من بعض الأطعمة التي كانت تحبها سابقًا.

3. التقلبات المزاجية:
   الهرمونات التي تتغير بشكل كبير خلال الحمل يمكن أن تؤثر أيضًا على المشاعر والمزاج. تشعر بعض النساء بتغيرات مفاجئة في مشاعرهن، حيث قد تنتابهن مشاعر من الحزن أو السعادة العارمة.

4. الحساسية تجاه الروائح:
   قد تصبح حاسة الشم لدى المرأة أكثر حساسية من قبل، مما يجعل الروائح التي كانت مألوفة في السابق تصبح مزعجة أو مكروهة. في بعض الأحيان، قد تكون بعض الروائح مثل روائح الطعام أو العطور قوية جدًا على الحامل، مما يتسبب في الغثيان.

5. التعب والإرهاق:
   في المرحلة الأولى من الحمل، تشعر المرأة البكر بإرهاق شديد بسبب التغيرات الهرمونية. قد تكون هذه علامة أيضًا على بداية الوحام، حيث يتطلب الجسم طاقة إضافية لتنفيذ التغيرات في الأنسجة والأعضاء.

مدة الوحام

على الرغم من أن الوحام عادة ما يختفي مع بداية الشهر الرابع من الحمل، إلا أنه قد يستمر لبضعة أسابيع أو حتى أشهر لدى بعض النساء. في حالات قليلة، قد تستمر أعراض الوحام حتى نهاية الحمل، ولكن هذا أمر نادر.

عادةً ما تبدأ الأعراض بالزوال تدريجيًا بعد الأسبوع 12 من الحمل، حيث يبدأ الجسم في التكيف مع التغيرات الهرمونية. ومع ذلك، قد تستمر بعض الأعراض مثل التغيرات في حاسة التذوق والشهية طوال فترة الحمل، لكنها لا تتسم بالشدة التي كانت في الأشهر الأولى.

العوامل المؤثرة في بداية الوحام

هناك عدة عوامل قد تؤثر على توقيت بدء الوحام ومدى شدته، ومنها:

1. العوامل الهرمونية:
   التغيرات في مستويات هرمونات الحمل، مثل هرمون “hCG” (هرمون الحمل)، وهرمونات الإستروجين والبروجسترون، تلعب دورًا مهمًا في بداية الوحام. يؤدي ارتفاع مستوى هذه الهرمونات إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وحاسة التذوق والشعور بالغثيان.

2. العوامل النفسية والعاطفية:
   الحالة النفسية للمرأة الحامل قد تؤثر على تجربة الوحام. في بعض الحالات، قد يؤدي الضغط النفسي أو التوتر إلى زيادة حدة الأعراض. على الرغم من أن الوحام لا يُعتبر مرضًا نفسيًا، فإن المشاعر والعواطف يمكن أن تؤثر على شدة الأعراض.

3. الوراثة:
   بعض النساء قد يكن أكثر عرضة للوحام إذا كانت لديهم تاريخ عائلي من هذه الأعراض. الوراثة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد شدة أو حتى وجود الوحام لدى المرأة.

4. التغذية والعادات الصحية:
   التغذية السليمة والابتعاد عن بعض الأطعمة والمشروبات قد يؤثر أيضًا على مدى شدة الوحام. بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات والمعادن يمكن أن يساعد في تقليل حدة الوحام.

كيفية التعامل مع الوحام

توجد عدة طرق قد تساعد النساء الحوامل في التعامل مع أعراض الوحام:

1. تناول وجبات صغيرة ومتكررة:
   من المهم تناول الطعام بشكل متكرر وبكميات صغيرة لتجنب الإحساس بالغثيان. ينصح بتناول الوجبات التي تحتوي على كربوهيدرات معقدة مثل الخبز الأسمر أو الحبوب الكاملة.

2. الابتعاد عن الروائح المزعجة:
   إذا كانت حاسة الشم أصبحت شديدة الحساسية، ينبغي على المرأة تجنب الروائح التي تثير الاشمئزاز أو تسبب الغثيان.

3. الحفاظ على الترطيب الجيد:
   من المهم شرب الكثير من الماء، خاصة إذا كانت الحامل تعاني من الغثيان، لأنه يساعد في تجنب الجفاف.

4. الراحة:
   يجب على المرأة الحامل أخذ فترات راحة كافية، حيث يمكن أن يتسبب الإرهاق في زيادة شدة الأعراض.

5. مراجعة الطبيب:
   إذا كانت الأعراض شديدة أو مستمرة لفترة طويلة، ينصح بزيارة الطبيب لتقديم الاستشارات الطبية والعلاج إذا لزم الأمر.

خلاصة

يعد الوحام أحد الظواهر الطبيعية التي تصاحب الحمل، وخاصة في البداية. تتفاوت شدة أعراض الوحام وتوقيت بدايتها من امرأة لأخرى، لكن من المرجح أن يبدأ في الأسابيع الأولى من الحمل، تحديدًا بعد الأسبوع الرابع أو الخامس. بالنسبة للبكر، قد تظهر الأعراض بشكل تدريجي وتستمر حتى نهاية الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتختلف هذه الأعراض في شدتها ومدتها. من خلال الفهم العميق لهذه التغيرات الجسمانية والعاطفية، يمكن للمرأة الحامل التكيف معها بشكل أفضل، مع الحفاظ على صحتها وصحة الجنين.