متى يبدأ الطفل بالتقلب؟
تقلب الطفل هو أحد المهارات الحركية الأساسية التي يبدأ الأطفال في تعلمها خلال الأشهر الأولى من حياتهم. يعد التقلب من جانب إلى آخر، والذي يعتبر أحد مراحل النمو الحركي للطفل، علامة على تطور القوة العضلية والتنسيق العصبي الذي يساعده في اكتساب المزيد من المهارات الحركية المتقدمة مثل الزحف والمشي. تختلف بداية تطور هذه المهارة من طفل إلى آخر، حيث تعتمد على العديد من العوامل مثل القوة العضلية، التنسيق العصبي، والنشاط البدني اليومي للطفل.
في هذا المقال، سنتناول مراحل تطور حركة التقلب عند الأطفال، والعوامل التي تؤثر في هذه العملية، وكيفية دعم الوالدين لتطور هذه المهارة بشكل صحيح.
مراحل نمو حركة التقلب عند الأطفال
1. الشهر الأول إلى الثالث: بداية الحركة
في الأشهر الأولى من حياة الطفل، تكون الحركات محدودة جدًا. غالبًا ما يكون الطفل في هذه الفترة غير قادر على تحريك جسده بالكامل بطريقة منسقة، ولكن يكون لديه بعض الحركات العشوائية التي هي جزء من تطور الجهاز العصبي. في هذا العمر، يستطيع الطفل تحريك رأسه وتحريك الأطراف بشكل عشوائي، إلا أن التقلب من جانب إلى آخر ليس ممكنًا بعد.
2. الشهر الرابع إلى الخامس: بداية التقلب
مع حلول الشهر الرابع، يبدأ الطفل في اكتساب قوة عضلية أكثر في الرقبة والظهر، وهو ما يسمح له بتحريك رأسه بشكل أكثر استقرارًا. في هذه المرحلة، يبدأ الأطفال في محاولة رفع رأسهم أثناء التمدد على بطنهم، وهي خطوة هامة نحو اكتساب القدرة على التقلب. قد يبدأ بعض الأطفال بتقلبهم من جهة إلى أخرى بشكل غير متقن، إذ أنهم لا يملكون بعد التنسيق الكامل بين عضلات الجسم التي تمكنهم من إتمام الحركة بسهولة.
في هذه الفترة، قد يلاحظ الوالدان أن الطفل يبدأ في الضغط على ذراعيه أو يحاول رفع جسمه عن الأرض باستخدام ذراعيه وأرجلهم. هذه الحركات هي بداية عملية التقلب. عادةً ما يكون الأطفال في هذه الفترة قادرين على التقلب من البطن إلى الظهر، إلا أن تقلبهم من الظهر إلى البطن يحدث في وقت لاحق.
3. الشهر السادس إلى السابع: تقلب الطفل من الظهر إلى البطن
بحلول الشهر السادس أو السابع، تبدأ معظم الأطفال في إظهار المزيد من التنسيق العضلي، حيث يصبحون قادرين على التقلب من الظهر إلى البطن بسهولة أكبر. في هذا الوقت، يبدأ الطفل في اكتساب قدرة أكبر على تحريك أجزاء جسمه بشكل أكثر تنسيقًا، ويستطيع التفاعل مع محيطه بشكل أكثر استقلالية. قد يلاحظ الوالدان أن الطفل أصبح أكثر نشاطًا في هذه المرحلة، حيث يبدأ في التحرك بشكل أكثر حرية والبحث عن الأشياء من حوله.
4. الشهر الثامن إلى التاسع: التنقل والمهارات الحركية المتقدمة
مع بلوغ الطفل الشهر الثامن أو التاسع، يصبح التقلب حركة طبيعية بالنسبة له، حيث يتقن الطفل بشكل أكبر تحريك جسمه من الظهر إلى البطن والعكس. في هذه المرحلة، يصبح الطفل أكثر قدرة على التحرك بشكل مستقل على الأرض، حيث قد يبدأ في الزحف أو التحرك للبحث عن الأشياء التي تثير اهتمامه. تصبح مهارة التقلب جزءًا من التمرينات اليومية التي يقيمها الطفل لتحسين مهاراته الحركية الأخرى مثل الزحف والمشي.
العوامل التي تؤثر في تطور التقلب
1. القوة العضلية
تعد القوة العضلية من أهم العوامل التي تؤثر في تطور التقلب. يحتاج الطفل إلى أن يكون لديه عضلات قوية في الرقبة، الظهر، والبطن لكي يتمكن من تحريك جسده من جانب إلى آخر بشكل منسق. الأطفال الذين يتمتعون بقوة عضلية جيدة يبدأون في إظهار هذه المهارات الحركية في وقت مبكر مقارنةً بالآخرين.
2. التنسيق العصبي
التنسيق العصبي بين الدماغ والعضلات هو العامل الآخر الذي يؤثر في قدرة الطفل على التقلب. عندما يبدأ الطفل في التحكم في عضلاته بشكل أكبر، يصبح لديه القدرة على تنفيذ الحركات المعقدة مثل التقلب بشكل طبيعي. الأطفال الذين لديهم تطور عصبي سليم يمكنهم تعلم هذه المهارات بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
3. التحفيز البيئي
البيئة المحيطة بالطفل تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز مهاراته الحركية. الأطفال الذين يتمتعون ببيئة غنية بالتحفيز والتفاعل، مثل اللعب على الأرض أو التفاعل مع الوالدين، يطورون مهاراتهم الحركية بشكل أسرع. كما أن تمارين التحفيز مثل وضع الطفل على بطنه لأوقات قصيرة يوميًا يساعد في تقوية عضلات الرقبة والظهر ويسهم في تعلم مهارة التقلب.
4. الأوضاع البدنية والتغذية
الأوضاع البدنية للطفل مثل التغذية السليمة والراحة الجيدة تلعب دورًا هامًا في دعم تطور الحركة. الأطفال الذين يحصلون على غذاء متوازن مليء بالعناصر الغذائية الضرورية مثل البروتينات والكالسيوم والفيتامينات ينمون بشكل أفضل. كما أن الراحة الجيدة والنوم الكافي يساعدان في تجديد طاقة الطفل وتعزيز نموه العقلي والبدني.
5. العوامل الوراثية
العوامل الوراثية تلعب دورًا غير مباشر في تطور الحركة. قد يكون لبعض الأطفال قدرة أكبر على التطور الحركي المبكر بفضل العوامل الوراثية الموروثة من الآباء. قد يلاحظ بعض الوالدين أن الأطفال في العائلة يميلون إلى الوصول إلى مراحل التطور الحركي في نفس الوقت أو بشكل مشابه.
كيفية دعم تطور التقلب عند الطفل
1. وضع الطفل على بطنه
من النصائح الهامة لتحفيز تطور حركة التقلب، وضع الطفل على بطنه بشكل يومي لفترات قصيرة. هذا الوضع يساعد على تقوية عضلات الرقبة والظهر والبطن، مما يجعل من السهل عليه أن يبدأ في تحريك جسمه بشكل منسق. يمكن للوالدين أيضًا استخدام الألعاب أو الألوان الجذابة لجذب انتباه الطفل وتحفيزه على رفع رأسه وتحريك جسمه.
2. توفير بيئة آمنة
من المهم أن يتم توفير بيئة آمنة للطفل أثناء تعلمه مهارات التقلب. يجب التأكد من أن سطح المكان الذي يتم وضع الطفل عليه ليس به أشياء قد تشكل خطرًا عليه، مثل قطع صغيرة قد يضعها في فمه. كما يجب أن يكون المكان ناعمًا بما يكفي لتقليل تأثير الحركات المفاجئة.
3. التحفيز الجسدي
التحفيز الجسدي مثل حمل الطفل بشكل مناسب، وتمرينات التمدد، يمكن أن تساهم في تحسين القوة العضلية. على سبيل المثال، يمكن حمل الطفل ووضعه في أوضاع مختلفة مثل رفعه إلى الأعلى والضغط على بطنه، مما يساعده في تقوية عضلاته وتحفيز عملية التقلب.
4. التفاعل مع الطفل
يعد التفاعل مع الطفل مهمًا جدًا في تعزيز تطوره الحركي. الحديث مع الطفل، اللعب معه، والتفاعل معه يساعد على تنمية التنسيق العصبي والعضلي. هذه الأنشطة تزيد من رغبة الطفل في الحركة والاستكشاف.
الخلاصة
بداية تقلب الطفل هي مرحلة حيوية من مراحل تطوره الحركي، حيث تعتبر مؤشرًا على قدرة الطفل على التحكم في عضلاته بشكل أكثر تنسيقًا. يختلف الوقت الذي يبدأ فيه الطفل بالتقلب من طفل لآخر، ولكنه في العادة يحدث بين الشهر الرابع والسابع من عمر الطفل. يختلف تأثير العوامل الوراثية والبيئية على هذا التطور، مما يجعل من المهم أن توفر الأسرة بيئة محيطية مناسبة تدعم نمو الطفل.
