عندما تستقر أعيننا على كتاب “متاهة”، الجزء الأول من “ثلاثية لانغدوك”، نعود بالزمن إلى يوليو 2005 في جبال البيرينيه بالقرب من كاركاسون، حيث تعثرت أليس، المتطوعة في حفريات أثرية، على كهف واكتشفت شيئًا مذهلاً – هيكلي عظام متداعين، وكتابات غريبة على الجدران، ونمط متاهة. وقبل ثمانمائة عام، على عتبة حملة صليبية وحشية ستفجّر جنوب فرنسا، أعطى والد الشابة الألمانية الفرنسية المدعوة آلايس خاتمًا وكتابًا غامضًا للحفاظ عليهما، وقال لها إن الكتاب يحتوي على سر الكأس الحقيقي، والخاتم، المنقوش بمتاهة، سيحدد حارس الكأس. الآن، ومع تجمّع جيوش الحملات خارج أسوار مدينة كاركاسون، ستتطلب الحفاظ على سر المتاهة تضحية هائلة.
تصنف هذه الرواية تحت فئة الخيال والأكشن والمغامرة، وهي من تأليف كيت موس. صدرت عن دار النشر بيركلي في فبراير 2007. تتميز الرواية بأسلوب سردي جذاب يأسر القارئ ويأخذه في رحلة عبر الزمن والمكان، ممزوجة بالألغاز والأسرار التي تكشف عنها صفحة تلو الأخرى.
تتقاطع قصتين، فوقع حدث اكتشاف الكهف في العصر الحديث يدفع الشابة أليس إلى استكشاف أسرار الماضي، وهو ما يضعها في مواجهة مع أحداث وشخصيات من القرون الوسطى، مثل الشابة آلايس التي تتولى حماية سر الكأس الحقيقي خلال حقبة الحملات الصليبية.
تتألق الرواية بمجموعة من الشخصيات المعقدة والمتنوعة، مما يضيف عمقًا إلى الحبكة السردية ويثري التجربة القرائية. كما تتميز بوصف دقيق ومتقن للأماكن التاريخية والأحداث، مما يجعل القارئ يعيش الجو الزمني والجغرافي للرواية بكل تفاصيله.
باختصار، “متاهة” لكيت موس تقدم تجربة سردية مثيرة تجمع بين الألغاز والمغامرة والتاريخ، مما يجعلها قراءة لا تُنسى لمحبي الروايات الشيقة والمشوقة.