نظرية ابن خلدون في الثقافة والحضارة تركز على العلاقة بين البيئة الاجتماعية والثقافة والحضارة. وفقاً لابن خلدون، الثقافة والحضارة تنشأ من تفاعلات الناس في مجتمع معين، وتتطور وتتغير على مر الزمن. يعتبر ابن خلدون أن الثقافة والحضارة تتأثر بعوامل مثل المناخ والجغرافيا والتجارة والدين والتكنولوجيا والسياسة.
وفي نظره، الحضارة تتطور من البداية البسيطة إلى النمو والانتشار والازدهار، ثم تتواجه مع التحولات والتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتنكمش وتضمحل وتنهار في النهاية. ويعزو ابن خلدون هذه الدورة الطبيعية للحضارة إلى ضعف الروح واندثار الروح التضامنية والتعاونية في المجتمعات وظهور الانانية والرغبة في السلطة والثروة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر ابن خلدون أن الثقافة والحضارة لا تقتصر على الجوانب المادية والاقتصادية فحسب، بل تشمل أيضًا القيم الاجتماعية والقانونية والأخلاقية والفلسفية. ويؤمن أن التغير في هذه القيم يؤثر بشكل كبير في تطور الحضارة ونهايتها.
بشكل عام، نظرية ابن خلدون في الثقافة والحضارة تعتبر أحد أوائل المحاولات لفهم التطور الاجتماعي والتاريخي وتأثير العوامل البيئية على الحضارات.