ما هي المسائل الفقهية التي استخرجها ابن قيم الجوزية من قصة لقمان؟

ابن قيم الجوزية استخرج عددًا من المسائل الفقهية من قصة لقمان، ومنها:

1. حث الوالدين على المعروف والبر وتحذيرهما من العصيان، اقتداءً بقوله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا”.

2. الحث على التوحيد واجتناب الشرك في العبادة، مثل قوله لابنه: “يَا بُنَيَّ، إِنَّهَا إِنْ شِيءٌ مَا يَخْرُجْ مِنْ كُلِّ أَرْضٍ رِطَابٌ وَلا فَضْلٌ، كُلُّهَا تَذْهَبُ بِأَمْرِ اللَّهِ إِلا التَّوْحِيدَ، فَإِنَّ اللَّهَ قَائِلٌ: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }”.

3. الحث على الصلاة والإحسان فيها، وذلك بأمره لابنه بالحفاظ على الصلاة وتقوى الله، قائلاً: “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ”.

4. نصح الأمة بأن يحرصوا على الأخلاق الحميدة، واسميتها من العدل والغيرة الحسنة، عندما حث ابنه على تحمل المسؤولية، قائلاً: “يَا بُنَيَُّ ، إِذَا كُنْتَ ذَلِيلا فِي الْغَنَى فَعَسَى أَنْ تَكُونَ غَالِيًا فِي الْفَقْرِ، وَإِذَا كُنْتَ سَفِيهًا فِي الرَّخَاءِ فَعَسَى أَنْ تَكُونَ حَكِيمًا فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا كُنْتَ لَا تَغْنِي عَنْكَ المَالُ فَعَسَى الْغَيْرُ لَا يَغْنِي عَنِّيكَ، وَإِذَا كُنْتَ تَعْتَقِدُ أَنَّ الْحَقُّ بِي وَلَا يَكُونَ بِكَ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ بِكَ وَلَا يَكُونَ بِي، إِنَّمَا النَّاسُ خَلَقُوا فَوْقَ شِدَّةِ الْأَمْرِ، وَأَدَعُوكَ إِلَى خُمُولِةِ النَّفْسِ وَبَذَلِ الْجَهْدِ وَتَحْصِيلِ الدُّرُوسِ وَاتِّبَاعِ السُّنَّةِ.”

5. الإنفاق في سبيل الله والتصدق، ذلك عندما وصى ابنه بأن لا يسخر من أحد ولا يبخل في الإنفاق، قائلاً: “يَا بُنَيَّ إِذَا قَسَمْتَ مَالًا فَلا تُضِيِّعْهُ كُلَّهُ، فَإِذَا عَفَوْتَ عَنْهُ مِثْلَ ما عَفَا اللَّهُ عَنْ عُبَادِهِ فَهَذَا خَيْرٌ وَأَوْسَطُ، وَإِذَا مَنَعْتَ أَنْ تَصِدَّقَ فَمَا شَقَّ عَلَى صَفْحِكَ مِنْ عَشْرَةِ أَزْوَاجٍ غَيْرُ بَذَلٍ لَرُوحِكَ، وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ مَنْ لا يُحَبُّهُ اللَّهُ عَنِ الْمَالِ فَحَمَلْتَهُ عَلَى الدُّنْيَا فَهَذَا شَرٌ وَأَدَنَى”.

6. الحث على الاستقامة وعدم الانحراف، وذلك بوصيته لابنه بتوجيه قلبه إلى الله، والابتعاد عن العصيان، قائلاً: “يَا بُنَيَّ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَإِذَا عَمِلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ وَأَسْلَمَتِ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْلِّسَانَ لِلْمَأْمُورِ بِهِ، دَخَلَتْ عَلى نَفْسِكَ شُهُوَةُ تَرُودُكَ إِلَى الْمَحْرَمِاتِ”.

7. الحث على الورع وتقوى الله، وذلك عندما وصى ابنه بأن يمر بالناس بعيدًا عن فتنة الدهر، قائلاً: “يَا بُنَيَّ، أَقِمِ الدِّينَ، وَأَحْذَرْ الْفِتْنَةَ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعَاشِيِرَ، فَإِنَّ فَتْنَةَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ هَذِهِ، وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَصِيرُ لَكَ، فَإِنَّ مَنْ يَصْبِرْ يُؤْتَي بِلاَ عُدْوَانٍ”.

8. الحث على الوقوف بجوار الحق، وذلك عندما وبّخ ابنه لقوله: “لاَ يَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَرْضَى اللهُ”، قائلاً: “يَا بُنَيَّ الْحَقُّ مَوْقِفٌ لَا يَجْبُرُهُ شَيْء، وَإِنَّ شَفَاعَتَكَ تَنْفَعُ مِنَ اللَّهِ، وَإِنَّ قَوْلَكَ هَذَا كَفَرٌ بِالرُّوحِ إِذَا قُلْتَهُ مُتَعَظِّمًا، وَفِي حَقِّ المَجَانِينِ بَرَاءَةٌ، وَفِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى إِثْمٌ أَعْظَمُ”.

9. الحث على الحكمة والتقدير والاعتدال، وذلك عندما حث ابنه على أن يكون في جميع أفعاله حكمةً، وأن يتقي ربه فيما يفعل، قائلاً: “يَا بُنَيَّ اِحْتَفِظْ بِكَلِمَاتِكَ، وَأَمَرِكَ وَنَهَيِكَ وَفِكْرِكَ وَدُعَائِكَ وَكُلَّ شَيْءٍ تُفْعِلُهُ، لِتَكُنْ حِكْمَةٌ وَتَقْدِيرٌ مَعَ غِنَىٍ عَنِ الْمَصَالِحِ”.

10. الذكرى بالموت والمواعظة به، وذلك عندما حث ابنه على أن يتوجه إلى الله ويواجه الموت بالإحسان والتوبة، قائلاً: “يَا بُنَيَّ، لَا تُؤَدِّبَنَّ إِلَّا وَأَنْتَ تَذَكَّرُ أَنَّكَ سَتَمُوتُ، وَلاَ تُضَامَّنَ إِلَّا وَأَنْتَ تَذَكَّرُ أَنَّهُمْ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ، وَلاَ تَفْعَلْ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا، إِلَّا وَأَنْتَ تَذَكَّرُ أَنَّ اسْمَ الأِسْرَارِ إِسْرَارٌ وَفِيهَا خَوْفٌ وَرَجَاءٌ وَلَذَّةٌ وَحُزْنٌ”.