لم يتحدث الشيخ ابن عثيمين بشكل مباشر عن موقفه من الديمقراطية، ولكنه كان يروج لفكرة أن الإسلام هو الحل الوحيد لجميع المشكلات التي تواجه المجتمع، ويعتبر أن الحكم الإسلامي هو النظام الأمثل للحكم والقيادة. وقد أعرب عن رفضه لأنظمة الحكم التي تتبع أنظمة غربية والتي يروج لها مفهوم الديمقراطية.
موقف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من الديمقراطية هو موقف نقدي شديد يعتمد على رؤية شرعية بحتة تستند إلى المبادئ الإسلامية في الحكم والعدل. الشيخ يرى أن الديمقراطية، كما تطبقها الدول الغربية أو غيرها، ليست وسيلة لتحقيق العدل الحقيقي، بل هي نظام سياسي قد يتعرض للتلاعب والانحراف، خاصة من قبل الطبقات الحاكمة.
يرى الشيخ أن الديمقراطية بمفهومها الشائع تقوم على مبدأ المساواة المطلقة بين جميع الأفراد، وهذا المفهوم يتعارض مع المفهوم الإسلامي للعدل. في الإسلام، العدل لا يعني بالضرورة المساواة المطلقة، بل يتضمن إعطاء كل ذي حق حقه وفقًا للشريعة الإسلامية. لذلك، عندما يُقال إن الإسلام دين العدل وليس دين المساواة، فهذا يعني أن الإسلام يركز على تحقيق العدل بناءً على معايير الشريعة التي تأخذ في الاعتبار الفروق بين الناس في الحقوق والواجبات.
الشيخ ابن عثيمين يشير إلى أن هناك نوعًا من النفاق في تطبيق الديمقراطية، حيث يلاحظ أن الطبقات الحاكمة هي التي تستفيد منها أكثر من غيرها. كما يعبر عن أسفه لأن المسلمين أنفسهم لم يطبقوا الإسلام بشكل صحيح، مما أدى إلى وقوع الظلم والجور وعدم تحقيق العدالة. ويعتبر أن الأحداث التي وقعت، والتي أسيء فيها فهم الإسلام وتطبيقه، قدمت خدمة عظيمة لأعداء الإسلام مثل اليهود الذين يسعون لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
في الختام، الشيخ ابن عثيمين يؤكد على أهمية الوحدة بين المسلمين والتمسك بحبل الله، ويشير إلى أن الفُرقة والاختلاف بين المسلمين هي من أسباب الضعف والهزيمة، داعيًا إلى التمسك بالتعاليم الإسلامية الحقيقية لتحقيق الهداية والنجاة.