الدولة الرفاهية هي تلك الدول التي تسعى جاهدة لتحسين جودة حياة مواطنيها عن طريق توفير الخدمات العامة الضرورية مثل الصحة والتعليم والإسكان والعناية بالبيئة والنقل والتأمين الاجتماعي وغيرها. تستثمر هذه الدول في أنظمة الرعاية الصحية المتقدمة والتعليم العالي والبحث العلمي وتوفير فرص العمل وتعزيز حقوق المرأة والأقليات.
تؤثر الدولة الرفاهية على الاقتصاد عن طريق زيادة الإنفاق العام وتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل وتحسين الأجور، وهذا يؤدي بدوره إلى تحفيز الاستهلاك والإنفاق وزيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي. وبما أن الدول الرفاهية تحرص على توفير فرص العمل وجعل العمالة سعيدة وملتزمة فإنها تعرف ارتفاع مستوى الإنتاجية وتحسين المنافسة على المستوى العالمي.
ومن المهم الملاحظة أن الدول الرفاهية تعتمد على نسبة عالية من الضرائب لتوفير الخدمات العامة وتحسين جودة حياة المواطنين. وبالتالي، قد تؤثر الضرائب العالية على الشركات والمستثمرين وتؤدي إلى تقليل الاستثمار وتقليل المنافسة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدول الرفاهية تواجه تحديات مالية كبيرة في تمويل الميزانية العامة، مما يعني أنها قد تضطر إلى تخفيض الإنفاق أو زيادة الضرائب في بعض الأحيان.