تأثر بن خلدون في نظرية الدولة من خلال نظريته الشهيرة “العصبية” أو “الأصول”، والتي تركزت على دراسة تطور الدولة وتكوينها وسقوطها. وقد قدم بن خلدون رؤية فريدة للدولة تعتمد على القوة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، وليس فقط على السلطة السياسية.
ويعتبر بن خلدون أحد أوائل العلماء الذين أدخلوا مفهوم السياق الاجتماعي في دراسة الدولة. فقد أشار إلى أهمية العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تكوين وتطور الدولة، وكيف أن تلك العوامل يمكن أن تؤثر في الهيكل والوظائف السياسية للدولة.
ومن المفاهيم الرئيسية التي قدمها بن خلدون هي مفهوم القبيلة والعشيرة، حيث أشار إلى دورها الحاسم في تكوين الدولة وتحديد هويتها وقوتها. كما أشار إلى أهمية عنصر العدالة في الدولة، وكيف يمكن للظلم والفساد أن يتسبب في سقوط الدولة.
بالإضافة إلى ذلك، تأثرت نظرية الدولة بنظرة بن خلدون للتاريخ والتطور، حيث قدم فكرة الدورة التاريخية وأن الدول تتبع نمطًا دوريًا من النمو والانحدار. وقد طبق هذه النظرية على العديد من الحضارات والإمبراطوريات في تاريخ البشرية.
بالتالي، يمكن القول أن بن خلدون أثر بشكل كبير في تطور نظرية الدولة وأدخل مفاهيم ومنهجيات جديدة وشاملة في دراستها.