“ما تركته لي” هو رواية مؤثرة من تأليف تراسي بيترسون، تروي قصة جانا التي تعود من رحلة تبشيرية لتجد زوجها القس قد غادر مع سكرتيرته، وأخذ معهما حسابهم المصرفي، تاركًا إياها مذلولة، مفلسة، حامل، ومنعزلة تمامًا. تلجأ جانا بلا رغبة إلى والدتها إلينور في يأس، إلينور التي تعاني من شعور مستمر بالذنب والألم، ووصول ابنتها إليها لا يزيد إلا من تذكيرها اليومي بالذكريات التي كانت تحتفظ بها بعيدًا عن الأنظار لفترة طويلة. هل ستصبح عمّتها الغريبة بشخصيتها المليئة بالغرابة عاملاً محفزًا بين هاتين الامرأتين؟ هل سيسمحون لروح الله – وشعب الله – بجلب الشفاء الحقيقي… ومستقبل مليء بالحب؟
الرواية تأخذ القارئ في رحلة عاطفية معقدة، تستكشف علاقات العائلة والشفاء الروحي، وتقدم رسالة عن الأمل والإيمان في وجه التحديات الصعبة. بينما تعاني جانا وإلينور من تحدياتهن الخاصة، يظهر الشخصية الغريبة والمفعمة بالحيوية للعمة بمثابة عنصر محفز يقودهم نحو فهم أعمق لأنفسهم وتحقيق التسامح والشفاء.
تمتزج الرواية ببراعة بين العناصر الرومانسية والدرامية والدينية، وتقدم للقارئ فرصة للتأمل في القوة الروحية والقدرة على التجاوز فوق الظروف الصعبة. يتميز أسلوب بيترسون بالعمق والحساسية، حيث ينقل ببراعة تفاصيل الصراعات الداخلية ورحلة الشفاء التي يخوضها كل من الشخصيات الرئيسية.
“ما تركته لي” تجسد الروح الإنسانية وقوة الروح في التغلب على الصعوبات، وتترك في نفس القارئ إحساسًا بالتأمل والإلهام، مشيرة إلى أن الحب والأمل قادران دائمًا على تحقيق المعجزات حتى في أصعب الظروف.