القرحة القلاعية الفموية: الأسباب، الأعراض، العلاج، والوقاية
القرحة القلاعية الفموية هي واحدة من أكثر المشكلات الشائعة التي تصيب الفم، وتعرف أيضًا بتقرحات الفم أو القرحات الفموية. تظهر هذه التقرحات عادةً على الأسطح الرخوة في الفم مثل اللسان أو داخل الخدين أو الشفتين. على الرغم من أنها غير معدية، فإن تأثيراتها على نوعية الحياة يمكن أن تكون شديدة، حيث تؤدي إلى الألم والانزعاج عند تناول الطعام أو التحدث. في هذا المقال، سنتناول أسباب القرحة القلاعية، الأعراض المصاحبة لها، التشخيص، خيارات العلاج المتاحة، وكيفية الوقاية منها.
1. ما هي القرحة القلاعية الفموية؟
القرحة القلاعية هي تقرحات صغيرة مؤلمة تظهر عادة داخل الفم. تكون هذه القروح على شكل دوائر أو بيضاوية، وتكون محاطة بحافة حمراء ملتهبة. قد تظهر القرحة القلاعية في مناطق مختلفة من الفم مثل اللسان، الخدين الداخلية، واللثة، والشفتين. على الرغم من أن هذه التقرحات عادة ما تكون غير ضارة، إلا أن الألم الناجم عنها قد يكون مزعجًا للغاية.
القرحة القلاعية تختلف عن قروح الحمى التي تظهر على الشفاه. قروح الحمى هي عدوى فيروسية تسببها عادةً فيروسات الهربس البسيط، في حين أن القرحة القلاعية الفموية ليست نتيجة لعدوى فيروسية.
2. أنواع القرحة القلاعية
القرحة القلاعية يمكن تقسيمها إلى ثلاث أنواع رئيسية، وفقًا لحجمها ومدى تكرار ظهورها:
-
القرحة القلاعية الصغيرة: هي النوع الأكثر شيوعًا وتظهر عادة في الفم على شكل تقرحات صغيرة. لا تتجاوز هذه القروح عادةً حجم رأس قلم الرصاص.
-
القرحة القلاعية الكبيرة: هي أكبر من الأنواع الأخرى وقد تكون مؤلمة جدًا. قد تستمر هذه القروح لفترة أطول ويمكن أن تترك ندوبًا في بعض الحالات.
-
القرحة القلاعية الهربسية: وهي نادرة إلى حد ما، لكنها تكون مؤلمة جدًا وتستمر لفترة أطول. تشبه هذه القروح تلك الناتجة عن الهربس ولكنها تختلف في أن السبب ليس عدوى فيروسية.
3. أسباب القرحة القلاعية
السبب الدقيق وراء ظهور القرحة القلاعية غير معروف تمامًا، لكن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تساهم في حدوث هذه التقرحات:
-
الإجهاد النفسي والعاطفي: يُعتقد أن الضغط النفسي هو من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ظهور القرحة القلاعية. الأبحاث أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر والقلق هم أكثر عرضة للإصابة بهذه التقرحات.
-
الإصابات الفموية: قد تؤدي الصدمات أو الإصابات الصغيرة داخل الفم، مثل عض اللسان أو الخد عن طريق الخطأ، إلى ظهور التقرحات. أيضًا، استخدام فرشاة أسنان خشنة أو تنظيف الأسنان بطريقة غير صحيحة قد يسبب تهيجًا في الفم يؤدي إلى هذه القرح.
-
النظام الغذائي: نقص بعض الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين ب12، الحديد، وحمض الفوليك، يمكن أن يكون عاملاً مساعدًا في ظهور القرحة. بالإضافة إلى ذلك، بعض الأطعمة الحارة أو الحمضية مثل البرتقال، الطماطم، والفلفل يمكن أن تسبب تهيجًا يؤدي إلى تكوّن القروح.
-
الهرمونات: تظهر بعض الدراسات أن التغيرات الهرمونية، خصوصًا في فترات الدورة الشهرية لدى النساء، قد تؤدي إلى زيادة احتمالية ظهور هذه التقرحات.
-
العوامل الوراثية: هناك دلائل تشير إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالقرحة القلاعية نتيجة لعوامل وراثية.
-
التغيرات المناعية: القرحة القلاعية قد تحدث أيضًا بسبب اضطراب في الجهاز المناعي، حيث يهاجم جهاز المناعة الأنسجة السليمة في الفم عن طريق الخطأ.
-
الأدوية وبعض العلاجات الطبية: بعض الأدوية مثل مسيلات الدم والمضادات الحيوية قد تزيد من احتمالية حدوث القرحات الفموية. كما أن بعض العلاجات الكيميائية قد تؤدي أيضًا إلى ظهور هذه التقرحات في الفم.
4. أعراض القرحة القلاعية
القرحة القلاعية الفموية عادة ما تكون مؤلمة وقد تتسبب في عدة أعراض غير مريحة تشمل:
-
ألم حاد عند تناول الطعام أو الشراب: تزداد شدة الألم خصوصًا عند تناول الأطعمة الحارة أو الحمضية مثل البرتقال أو الطماطم.
-
التهيج والاحمرار حول القرحة: تظهر التقرحات محاطة بحافة حمراء ملتهبة، مما يزيد من الشعور بالألم عند لمسها أو تناول الطعام.
-
وجود قروح صغيرة بيضاوية أو دائرية: غالبًا ما تكون هذه التقرحات صغيرة، ولكن قد تكون مؤلمة جدًا.
-
صعوبة في الكلام أو تناول الطعام: قد يتسبب الألم الشديد في صعوبة مضغ الطعام أو التحدث بشكل طبيعي، مما يؤثر على الحياة اليومية.
5. تشخيص القرحة القلاعية
عادةً ما يتم تشخيص القرحة القلاعية عن طريق الفحص السريري بواسطة طبيب الأسنان أو الطبيب العام. لا يتطلب التشخيص أي اختبارات معملية عادةً، لكن إذا كانت القروح شديدة أو تتكرر بشكل مستمر، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد أي حالات طبية أخرى قد تكون السبب، مثل أمراض المناعة الذاتية أو الفيروسات.
6. علاج القرحة القلاعية
على الرغم من أن القرحة القلاعية عادةً ما تختفي من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى أسبوعين، إلا أن هناك بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والتسريع من عملية الشفاء:
-
الأدوية المسكنة للألم: يمكن استخدام مسكنات الألم الموضعية مثل الكريمات أو الجل الذي يحتوي على مواد مخدرة خفيفة (مثل بنزوكاين) لتخفيف الألم.
-
المضمضة بمحاليل مضادة للبكتيريا: مضمضة الفم باستخدام محاليل مثل غسول الفم الذي يحتوي على الكلورهيكسيدين قد يساعد في تقليل الالتهاب ويمنع العدوى الثانوية.
-
المكملات الغذائية: إذا كان السبب هو نقص الفيتامينات أو المعادن، قد يوصي الطبيب بتناول المكملات الغذائية مثل فيتامين ب12 أو الحديد.
-
المضادات الحيوية أو الستيرويدات الموضعية: في بعض الحالات الشديدة أو عندما تظهر القروح بشكل متكرر، قد يصف الطبيب مضادات حيوية أو أدوية ستيرويدية للمساعدة في تسريع عملية الشفاء وتقليل الالتهاب.
-
العلاج بالليزر: في بعض الحالات، قد يكون العلاج بالليزر مفيدًا في تخفيف الألم وتعجيل الشفاء.
7. الوقاية من القرحة القلاعية
على الرغم من أن القرحة القلاعية قد تظهر لأسباب غير معروفة أو خارجة عن السيطرة، إلا أن هناك بعض الخطوات الوقائية التي يمكن أن تساعد في تقليل فرص الإصابة بها:
-
تقليل التوتر: يعتبر التحكم في مستويات التوتر من أبرز العوامل التي يمكن أن تساعد في الوقاية من ظهور القرحة القلاعية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق.
-
العناية الجيدة بالفم: الحفاظ على نظافة الفم باستخدام فرشاة أسنان ناعمة والخيط الطبي يمكن أن يقلل من خطر إصابة الفم بالتقرحات.
-
تجنب الأطعمة المهيجة: قد يساعد تقليل تناول الأطعمة الحارة، الحمضية أو القاسية في الحد من تهيج الفم وتجنب القرح.
-
التحقق من نقص الفيتامينات: التأكد من تلبية احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن يمكن أن يساعد في الوقاية من القرحة القلاعية، خاصةً إذا كنت معرضًا لنقص في فيتامين ب12 أو الحديد.
8. الخاتمة
القرحة القلاعية الفموية هي حالة شائعة يمكن أن تسبب الكثير من الألم والإزعاج. على الرغم من أنها غالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها، إلا أن العلاجات المتاحة يمكن أن تساعد في تخفيف الألم وتعجيل الشفاء. من خلال فهم الأسباب والعوامل المساهمة في حدوث هذه التقرحات، يمكن اتخاذ خطوات للوقاية منها والتقليل من تأثيرها على الحياة اليومية.
