في عمق أعماق البحر اللامتناهي تتجسد رواية ليل زوارة، وراء أسوار صفحاتها الورقية تنسج أيمن طاهر خيوطًا سردية تأسر القلوب وتطلق الخيال للرحيل في رحلة فريدة من نوعها. يعبق الكتاب بروح البحر، حيث تعانق أمواجه صفحات الرواية، وتحكي قصة البحّار الذي يغوص في أغوار السرد ليكتشف أسرار الحياة والحب والتحديات.
في قلب هذه الحكاية، يتأمل البطل وهو يحوم وسط مياه البحر، حيث يمتزج جمال السماء ولمعان نجومها بتلاطم الموج ورقة الماء. تعزف الرواية على وتيرة موسيقية مميزة، حيث يبتسم البحّار بينما يقارن حياته بالسفينة العجوز، التي راحت ترقص على أمواج البحر لسنوات الصيد الطويلة، حتى أتت هجرة لا تعود.
صفحات الرواية تنبض بالحياة والتفاصيل الدقيقة، والتي تأتينا من خلال رؤية البطل وهو يتفرس وجه السماء. يرتقب النجوم في برج السرطان، حيث يتجلى للبحّار مشهدٌ ساحر يظهر فيه اللقاء بين جمال الكون وروعة الطبيعة. يتخيل البحّار كيف تتسلل النجوم برقة إلى حياته، كما لو كانت تحية مسائية ترسلها له السماء بأكملها.
في لحظة من التأمل، يشير البطل بفخر إلى برج السرطان، كأنما يتلقى تحية السماء بينما يبادل طارق إشاراته. تتشابك الأحداث والرموز في سرد مدهش، حيث يكمن جمال الكتابة في كيفية توجيه القارئ ليعيش مع الشخصيات ويتأمل في العوالم الخيالية التي تخلقها أقلام الكتّاب.
صدرت هذه الرواية الرائعة عام 2018 عن دار النشر “كيان للنشر” في مصر، حاملةً في طياتها 222 صفحة من الإثارة والجمال. وتأتي الرواية بغلاف ورقي يعكس ألوان وأجواء القصة، مكملًا لتجربة القارئ في الانغماس في عوالم الخيال.
في فئة الأدب والخيال، تندمج هذه الرواية بلطف وبراعة في فرع الروايات، حيث تستحضر الكتابة أحداثًا مشوقة وشخصيات تتنوع بين الواقع والخيال، مما يجعلها تتربع على عرش الإبداع والتميز في عالم الأدب العربي.