لوفونورجيستريل: وسيلة فعّالة للطوارئ لمنع الحمل، ولكن مع بعض الآثار الجانبية المزعجة
يعدّ دواء لوفونورجيستريل (Levonorgestrel) أحد الأدوية المستخدمة بشكل واسع في حالات الطوارئ لمنع الحمل بعد ممارسة العلاقة الجنسية غير المحمية أو في حالات فشل وسائل منع الحمل المعتادة. يعتبر هذا الدواء من الأدوية التي تمت الموافقة عليها في العديد من البلدان لاستخدامها كوسيلة فعّالة وطارئة لمنع الحمل إذا تم تناوله في وقت قريب من العلاقة الجنسية. وعلى الرغم من فعاليته الكبيرة في هذا المجال، إلا أن العديد من المرضى يعانون من بعض الآثار الجانبية المزعجة التي قد تؤثر على تجربتهم.
ما هو لوفونورجيستريل وكيف يعمل؟
لوفونورجيستريل هو هرمون صناعي ينتمي إلى فئة البروجستين، وهو أحد أشكال هرمون البروجسترون الذي يلعب دورًا أساسيًا في الدورة الشهرية للمرأة. يتم تناول هذا الدواء في حالات الطوارئ بعد ممارسة الجنس غير المحمي لمنع حدوث الحمل. ويعمل الدواء عن طريق منع التبويض، أو منع التخصيب إذا حدث التبويض بالفعل، أو منع انغراس البويضة المخصبة في الرحم. لتحقيق أقصى استفادة من الدواء، يجب تناوله في أقرب وقت ممكن بعد العلاقة الجنسية غير المحمية.
تمت الموافقة على دواء لوفونورجيستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 13 مارس 2015 كوسيلة فعّالة للطوارئ لمنع الحمل. يتم تناول الدواء عادة على شكل قرص واحد يحتوي على 1.5 ملغ من لوفونورجيستريل، ويجب تناوله في غضون 72 ساعة من العلاقة الجنسية غير المحمية للحصول على أفضل النتائج. كلما تم تناوله في وقت أقرب، كانت فعاليته أكبر في منع الحمل.
كيفية استخدام لوفونورجيستريل؟
عند تناول لوفونورجيستريل، من المهم أن يتم استخدامه وفقًا لتوجيهات الطبيب أو التعليمات الموجودة في العبوة. عادةً ما يكون هذا الدواء فعالًا بنسبة 89% إذا تم تناوله في غضون 72 ساعة من العلاقة الجنسية غير المحمية. ويمكن أن تنخفض هذه النسبة قليلاً إذا تم تناوله بعد مرور الوقت الموصى به. لذلك، من الضروري الالتزام بالوقت المحدد للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
فعالية لوفونورجيستريل في منع الحمل
تُظهر الدراسات أن لوفونورجيستريل يعدّ من الوسائل الفعّالة لمنع الحمل في حالات الطوارئ، حيث يمكن أن يمنع حدوث الحمل بشكل كبير إذا تم تناوله في الوقت المناسب. وبحسب الأبحاث، يمكن لهذا الدواء تقليل احتمالات الحمل بنحو 75 إلى 89% إذا تم تناوله خلال 72 ساعة بعد العلاقة الجنسية غير المحمية. ومع ذلك، لا يضمن الدواء بنسبة 100% عدم حدوث الحمل، لذلك يُوصى باستخدامه فقط كوسيلة طوارئ في حالات الحاجة الملحة.
المراجعات من المرضى: تجربة حقيقية
واحدة من التجارب الواقعية التي تم مشاركتها من قبل أحد المرضى توضح بشكل ملموس كيف يمكن أن يكون لوفونورجيستريل فعّالًا في منع الحمل، لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية المزعجة التي قد تؤثر على الراحة العامة للمريض. تقول هذه المريضة:
“أخذت هذا الدواء في 6 يناير وكان فعّالًا في منع الحمل، لكن هرموناته جعلت جسمي يتصرف بطريقة غريبة. لم تظهر أي أعراض فور تناول الدواء، لكن بعد أسبوع من تناوله بدأت أعاني من ارتفاع ضغط الدم، والدوار الشديد، والغثيان، والهبات الساخنة، وحمى خفيفة، وألم في الثدي. كنت أعتقد أنني في فترة الحيض، خاصة بعد أن ظهرت بعض البقع من 15 إلى 18 يناير، والتي كانت بنية في البداية ثم تحولت إلى كمية صغيرة من الدم، ولكن ليس بما يكفي لملء الفوطة الصحية. توقعت أن هذه هي الدورة الشهرية، لكن بعد توقف التبقع أصبح الثديان لديّ مؤلمين وكبيرين، وظهرت أوردة بارزة على الثدي وجسمي كما لو كنت حاملًا، كما عانيت من آلام في الظهر، والأرق، والقلق، والاكتئاب، وتشنجات صغيرة في البطن وألم في جميع أنحاء جسمي. وكان من المفترض أن تبدأ دورتي الشهرية في 22 يناير، لكنها لم تأتِ حتى الآن. اليوم هو 13 مارس وما زلت دون دورة.”
هذه التجربة تسلط الضوء على بعض الآثار الجانبية التي قد ترافق تناول لوفونورجيستريل. على الرغم من فعاليته العالية في منع الحمل، إلا أن الهرمونات المرتبطة بالدواء يمكن أن تسبب ردود فعل غير مرغوب فيها في الجسم، مثل الآلام في الثدي، الأعراض الجسدية المزعجة مثل آلام الظهر والأرق، وكذلك التأثيرات النفسية مثل القلق والاكتئاب. من المهم أن يفهم المرضى أن هذه الآثار الجانبية ليست بالضرورة مؤشرًا على حدوث حمل، بل هي نتيجة للتغيرات الهرمونية الناتجة عن تناول الدواء.
تقييم فعالية الدواء
بحسب تقييمات المرضى، يمكن تصنيف فعالية لوفونورجيستريل في منع الحمل على أنها عالية جدًا. حصل الدواء على تقييم فعالية 8 من 10 من العديد من المرضى الذين استخدموه في حالات الطوارئ. ويعني ذلك أن أغلب المرضى الذين استخدموه في الوقت المناسب قد نجحوا في منع الحمل بفضل هذا الدواء. ولكن في الوقت نفسه، تتفاوت التجارب من مريض لآخر، حيث يعاني البعض من آثار جانبية غير مريحة يمكن أن تكون مزعجة للغاية.
الآثار الجانبية الشائعة
تتمثل بعض الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي قد يعاني منها بعض المرضى في:
-
آلام في الثدي: يمكن أن يكون هذا من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا، ويشمل انتفاخ الثديين والشعور بألم شديد في هذه المنطقة.
-
اضطرابات في الدورة الشهرية: بعد تناول لوفونورجيستريل، قد تتأخر الدورة الشهرية لبعض الوقت، وقد تكون غير منتظمة في بعض الحالات. في بعض الأحيان قد تظهر بقع دموية خفيفة قبل موعد الدورة الشهرية المعتادة.
-
مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل الغثيان والقيء، وهي آثار جانبية شائعة قد تحدث بعد تناول الدواء.
-
تغيرات في الحالة النفسية: بعض المرضى قد يشعرون بالقلق أو الاكتئاب بعد تناول الدواء نتيجة للتغيرات الهرمونية التي يحدثها.
-
الدوار والصداع: هذه الأعراض قد تظهر بشكل مفاجئ بعد تناول الدواء.
-
ارتفاع ضغط الدم: في بعض الحالات، قد يؤدي الدواء إلى زيادة مؤقتة في ضغط الدم.
الخلاصة
دواء لوفونورجيستريل يعدّ خيارًا فعّالًا لمنع الحمل في حالات الطوارئ، ولكن من المهم أن يتم استخدامه وفقًا للإرشادات الطبية والتوجيهات المحددة للحصول على أفضل فعالية. ورغم فعاليته العالية في منع الحمل، فإنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض المرضى. إذا كنت تعاني من أعراض غير مريحة بعد تناول الدواء، فمن المهم استشارة الطبيب لتقييم حالتك ومساعدتك في التعامل مع هذه الآثار الجانبية.