7 اختلافات أساسية بين كاتب المحتوى التسويقي وكاتب المحتوى

في عالم المحتوى الرقمي المتطور سريعاً، أصبحت الكتابة من أهم الأدوات التي يعتمد عليها الأفراد والشركات لبناء هوية قوية والتواصل مع جمهورهم. ورغم أن مصطلح “كاتب المحتوى” شائع ويشمل مجموعة واسعة من التخصصات، إلا أن هناك فروقاً جوهرية بين كاتب المحتوى بشكل عام وكاتب المحتوى التسويقي. هذه الفروق ليست فقط في طبيعة العمل بل تمتد لتشمل الأهداف، الأساليب، المهارات المطلوبة، وحتى طريقة التفكير. هذا المقال يستعرض بالتفصيل 7 اختلافات أساسية بين هذين النوعين من الكتّاب، مع تقديم فهم عميق لكل جانب يميز كل نوع عن الآخر.

1. الهدف من الكتابة

الاختلاف الأكثر وضوحاً بين كاتب المحتوى وكاتب المحتوى التسويقي يكمن في الهدف من المحتوى الذي يتم إنتاجه.

كاتب المحتوى

غالباً ما يكون الهدف الرئيسي لكتّاب المحتوى العام هو توفير معلومات قيمة، تثقيف القارئ، أو إثراء معرفته في مجال معين. قد يكون المحتوى تعليميًا، ثقافيًا، إخباريًا، أو حتى ترفيهياً. التركيز هنا يكون على الجودة والموضوعية والحيادية، مع محاولة تقديم المحتوى بأسلوب واضح وجذاب يعزز من فهم القارئ أو متعته.

كاتب المحتوى التسويقي

يُركّز كاتب المحتوى التسويقي على تحويل القارئ إلى عميل محتمل أو فعلي. الهدف الأساسي هو التأثير على سلوك القارئ من خلال الإقناع والدفع نحو اتخاذ إجراء معين مثل شراء منتج، التسجيل في خدمة، أو التفاعل مع علامة تجارية. إذن، المحتوى هنا يمتلك طابعاً تجارياً بحتاً ويُصمم بعناية ليتناسب مع أهداف الحملات التسويقية.

2. نوع المحتوى وأساليبه

نوع المحتوى الذي ينتجه كل من كاتب المحتوى وكاتب المحتوى التسويقي يختلف بشكل ملحوظ من حيث الشكل والأسلوب.

كاتب المحتوى

ينتج محتوى متنوعًا يمكن أن يكون مقالات، تقارير، نصوص تعليمية، محتوى تعريفي، أو حتى نصوص أدبية. الأسلوب هنا يميل إلى الأسلوب السلس والمباشر الذي يركز على توصيل الفكرة بشكل واضح ومفهوم، مع الحرص على مصداقية المعلومات وعمقها.

كاتب المحتوى التسويقي

يستخدم أساليب أكثر إقناعًا واستهدافًا نفسيًا. يُعتمد على عبارات تحفيزية، دعوات لاتخاذ إجراءات (Call to Action)، وتقنيات مثل القصص التسويقية (Storytelling) التي تركز على جذب الانتباه وتحفيز الرغبة لدى الجمهور. كذلك، يُستخدم أسلوب مختصر، جذاب، ويعتمد على عناوين قوية لشد الانتباه في وقت قصير.

3. الفهم والتحليل للجمهور المستهدف

يعتبر فهم الجمهور من الركائز الأساسية لأي كتابة محتوى، لكن طريقة التعامل مع الجمهور تختلف بين النوعين.

كاتب المحتوى

يعمل على توصيل المعلومات بشكل عام، بحيث يناسب شريحة واسعة من القراء. التركيز يكون على إيصال المعرفة بموضوعية ووضوح، مع مراعاة مستوى معرفة القارئ ومصطلحاته.

كاتب المحتوى التسويقي

يقوم بتحليل دقيق للجمهور المستهدف ويعمل على صياغة المحتوى بما يتناسب مع احتياجاته النفسية، رغباته، واهتماماته. يحتاج إلى دراسة سلوك المستهلك، دوافع الشراء، وحتى المخاوف التي قد تمنعه من اتخاذ قرار الشراء. لذلك، المحتوى التسويقي غالبًا ما يكون مخصصًا أو مُجزأً لفئات معينة بدقة عالية.

4. المهارات التقنية والبحثية

بالرغم من أن كلا النوعين يحتاجان إلى مهارات بحثية، إلا أن متطلبات المهارات التقنية تختلف.

كاتب المحتوى

يحتاج إلى مهارات بحثية قوية لجمع معلومات دقيقة من مصادر موثوقة، وقدرة على التحقق من صحة المعلومات وتقديمها بأسلوب علمي أو موضوعي. بالإضافة إلى مهارات في صياغة النصوص بشكل منطقي وسلس.

كاتب المحتوى التسويقي

يحتاج إلى مهارات تحليلية لفهم البيانات التسويقية، أدوات تحسين محركات البحث (SEO)، فهم قواعد كتابة الإعلانات (Copywriting)، واستخدام أدوات قياس الأداء لتحسين نتائج المحتوى. كما يتطلب معرفة بأساسيات التسويق الرقمي مثل تحسين معدلات التحويل (Conversion Rate Optimization) وفهم خوارزميات المنصات الرقمية.

5. المدى الزمني لتأثير المحتوى

مدى تأثير المحتوى يختلف بشكل كبير بين الكاتب العام والتسويقي.

كاتب المحتوى

محتوى الكاتب العام غالبًا ما يكون له تأثير طويل الأمد، حيث يبقى المرجع والمصدر للقراء لفترات طويلة، ويُستخدم في البحث أو التعلم. لذلك، يكون المحتوى معمقًا وثابتًا نسبياً.

كاتب المحتوى التسويقي

يُركز على التأثير السريع والفوري لتحفيز إجراءات محددة في وقت قصير، مثل حملة ترويجية أو عرض خاص. يهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة في فترة زمنية قصيرة، وقد يكون المحتوى قصير العمر بسبب تغير العروض أو الحملات.

6. العلاقة مع العلامة التجارية

مستوى العلاقة بين الكاتب والمشروع الذي يكتب له يختلف أيضًا.

كاتب المحتوى

قد يكون مستقلاً أو يعمل بشكل عام على مواضيع متعددة بدون ارتباط مباشر بعلامة تجارية محددة. دوره هو تقديم محتوى محايد يخدم المعرفة أو التثقيف.

كاتب المحتوى التسويقي

يكون جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية العلامة التجارية، ويتوجب عليه أن يفهم قيم العلامة، نبرة الصوت الخاصة بها، ورسالتها الأساسية. عليه توظيف كل ذلك في المحتوى ليعكس صورة العلامة التجارية بطريقة مؤثرة وموحدة.

7. تقييم النجاح والنتائج

معايير تقييم نجاح المحتوى تختلف بين النوعين بشكل واضح.

كاتب المحتوى

النجاح يقاس بجودة المحتوى، دقته، مدى وصوله للفئة المستهدفة، وتحقيقه للأهداف المعرفية أو التعليمية. التركيز على تحسين تجربة القارئ ورفع مستوى الوعي.

كاتب المحتوى التسويقي

يُقاس النجاح بشكل أساسي بناءً على نتائج محددة قابلة للقياس، مثل عدد المبيعات، نسبة النقر على الروابط، معدلات التحويل، ومعدل التفاعل مع المحتوى. نجاحه يتوقف على مدى تحقيق أهداف الحملة التسويقية وتحسين العائد على الاستثمار (ROI).

مقارنة تفصيلية بين كاتب المحتوى وكاتب المحتوى التسويقي (جدول توضيحي)

الخلاصة

الفهم العميق للاختلافات بين كاتب المحتوى وكاتب المحتوى التسويقي يساعد المؤسسات والفرق التسويقية على توظيف الموارد البشرية بشكل أفضل، ويمنح الكتّاب وعيًا أوسع بدورهم الحقيقي في صناعة المحتوى. كاتب المحتوى هو راوي المعرفة والمعلومات، يثري القارئ بما يحتاج إليه ليكون أكثر وعياً وثقافة، بينما كاتب المحتوى التسويقي هو المهندس الذكي للكلمات التي تصنع قرارات المستهلك وتحرك عجلة البيع. كلاهما مهم، لكن لكل منهما أدواته وأهدافه التي تحدد أسلوبه وطريقته في الإبداع والكتابة.

هذا التمييز الواضح يضع الأسس اللازمة لتطوير مهارات كل كاتب بما يتناسب مع تخصصه، وينمي فرص النجاح في مجاله، ما يؤدي في النهاية إلى محتوى رقمي أكثر فعالية وتأثيرًا في العالم الرقمي المتسارع.