الكتاب “لغز كلينتون: خطاب لمدة أربع دقائق ونصف يكشف عن حياة هذا الرئيس بأكملها”، من تأليف الصحفي الحاصل على جائزة بوليتزر، ديفيد مارانيس، الذي يُعتبر من زملائه أبرز خبير في البلاد حول بيل كلينتون. جلس مارانيس في استوديو تلفزيوني مظلم في نيويورك في ليلة 17 أغسطس وشاهد الرئيس وهو يقدم اعتذاره الغريب معترفاً بأنه أخطأ في إرشاد الأمة حول علاقته مع مونيكا ليونسكي. وأثناء استماع مارانيس، مؤلف سيرة الرئيس كلينتون المرموقة “الأولى في فصله”، إلى كلمات الرئيس تلك الليلة، بدا له أنه قد سمعها من قبل، على الرغم من أنه لم يسمعها في خطاب واحد من قبل، وأنه في تلك الدقائق الأربع ونصف كشف كلينتون جميع الصفات المتناقضة لحياته المضطربة ومسيرته السياسية.
في هذا الكتاب الجديد الفذ، يستخدم مارانيس الذي يستلهم من سيرة الرئيس ومقالاته لصحيفة واشنطن بوست، خطاب الرئيس كتحليل لحياته بأكملها. فبينما يكون كلينتون تارة متهوراً وحذراً، وتارة متبرجاً ومتوباً، وتارة يتجنب الجواب وينسى، ويعتمد على العائلة والأصدقاء لحمايته، ويؤكد على إيمانه بالله ومن ثم يلجأ إلى الاستطلاعات ليعلم ما يمكن للجمهور تحمله، ويتواصل مع الجمهور فوق رؤوس المحللين والمحترفين، ويحول مأساته الشخصية إلى قضية سياسية بمهاجمة أعدائه وأعداء زوجته، ويطلب منا جميعاً أن نضع مشاكله وراء ظهورنا، يجمع كلينتون بين كل نقاط ضعفه وقوته في ذلك الخطاب القصير الواحد.
في الجزء الأول من “لغز كلينتون”، يعكس مارانيس بوصفه سيرته على علاقته الغريبة ولكن المكشوفة مع كلينتون على مر السنين. ثم، بعد أن يتحدث كلينتون، يحلل مارانيس الكلمات ويفسر المعنى الأعمق فقرة بفقرة، ليظهر الجذور والصدى من ماضي الرئيس وليشرح لماذا يتصرف ويتحدث كما يفعل. مع بيل كلينتون، يكتب مارانيس، الماضي دائماً مقدمة للمستقبل.
هذا الكتاب يندرج تحت فئة سير الذات والسير السياسية، وصدر عن دار النشر سايمون آند شوستر في شهر أكتوبر من عام 1998.