نصائح لكبار السن في الصيف

إرشادات تساعد كبار السن في مواجهة الحرارة المرتفعة

تعتبر الحرارة المرتفعة والموجات الحارة من التحديات الكبيرة التي تواجهها فئات عديدة من المجتمع، ولا سيما كبار السن. ففي هذه الفترة، يصبح جسم الإنسان أقل قدرة على التكيف مع التغيرات المناخية الحادة، مما يزيد من احتمالية التعرض للمشاكل الصحية المرتبطة بالحرارة. يعاني كبار السن عادة من انخفاض في قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة بسبب التغيرات التي تطرأ على وظائف الأعضاء، كما أن الأمراض المزمنة والأدوية قد تزيد من حساسيتهم تجاه الحرارة. لذلك، من الضروري أن يتبع كبار السن مجموعة من الإرشادات الوقائية للحفاظ على صحتهم في مواجهة الطقس الحار.

1. ترطيب الجسم بشكل مستمر

أحد أكثر الأمور أهمية في مواجهة الحرارة المرتفعة هو الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل مستمر. مع زيادة درجات الحرارة، يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء عبر التعرق، مما يعرضه للجفاف. الجفاف يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية مثل الدوخة، والإرهاق، والتشنجات العضلية، وحتى الفشل الكلوي في الحالات الشديدة.

كيفية الترطيب السليم:

• يجب شرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم حتى لو لم يشعر الشخص بالعطش.

• تجنب المشروبات التي تحتوي على كافيين أو كحول، لأنها قد تزيد من فقدان السوائل.

• ينصح بشرب المياه بانتظام كل 15 إلى 20 دقيقة خلال الأنشطة الخارجية أو في الطقس الحار.

• يمكن تناول مشروبات محلاة بالكهرباء أو العصائر الطبيعية لتعويض المعادن المفقودة.

2. الابتعاد عن الشمس المباشرة

في الطقس الحار، من الأفضل تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خاصة خلال ساعات الذروة بين الساعة 11 صباحًا و4 مساءً، حيث تكون الشمس في أقوى درجاتها. قد يؤدي التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية إلى إجهاد حراري، ضربة شمس، أو إصابات جلدية مثل حروق الشمس.

نصائح لتجنب الشمس:

• ارتداء ملابس خفيفة ذات ألوان فاتحة، لأن الألوان الداكنة تمتص الحرارة.

• استخدام قبعة واسعة الحواف لحماية الوجه من الشمس.

• وضع واقي شمس مع عامل حماية عالي (SPF 30 أو أعلى) على جميع المناطق المكشوفة.

• تجنب الأنشطة الخارجية في فترات الظهيرة، والبحث عن أماكن مظللة عند الحاجة للخروج.

3. البقاء في الأماكن المكيفة

إن بقاء كبار السن في الأماكن ذات التهوية الجيدة أو المكيفة يعتبر من أكثر الطرق فعالية للحفاظ على درجة حرارة الجسم مستقرة. يساهم الهواء البارد في منع الجسم من التعرق الزائد، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالجفاف والإجهاد الحراري.

نصائح للبقاء في الأماكن المكيفة:

• عند إمكانية الوصول إلى مراكز تجارية أو أماكن عامة تحتوي على مكيفات هواء، يُنصح بزيارة تلك الأماكن بانتظام.

• إذا كان من الصعب استخدام التكييف في المنزل، يمكن استخدام مراوح كهربائية أو حتى مكيفات هواء محمولة.

• التأكد من أن المنزل يحتوي على نوافذ تُفتح جيدًا للحصول على تهوية طبيعية خلال الليل.

4. مراقبة درجات الحرارة في المنزل

في فصل الصيف، من المهم متابعة درجات الحرارة داخل المنزل بشكل منتظم، خصوصًا إذا كان هناك كبار سن يعيشون في أماكن غير مكيفة. قد لا يشعر كبار السن بتغيرات الحرارة بنفس السرعة التي يشعر بها الأشخاص الأصغر سنًا، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.

طرق مراقبة درجات الحرارة:

• استخدم مقياس حرارة داخلي لمراقبة درجة الحرارة في المنزل، وتأكد من أنها لا تتجاوز 30 درجة مئوية.

• الحفاظ على الظلال في نوافذ المنزل خلال النهار باستخدام ستائر ثقيلة أو رقائق معدنية.

• إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة جدًا، يمكن استخدام الزجاجات الباردة أو أكياس الثلج للمساعدة في تبريد الهواء داخل الغرفة.

5. التغذية السليمة

تلعب التغذية دورًا كبيرًا في قدرة الجسم على التكيف مع الحرارة. ينصح بتناول الأطعمة الخفيفة والمرطبة التي تساعد في تعويض السوائل والمعادن المفقودة خلال الأيام الحارة. بالإضافة إلى ذلك، الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الماء مثل الخضروات والفواكه يمكن أن تكون مفيدة جدًا في الحفاظ على ترطيب الجسم.

الأطعمة المفيدة:

• الخضروات والفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخيار، البطيخ، والتوت.

• تجنب تناول الأطعمة الدهنية أو الثقيلة التي قد تؤدي إلى شعور بالكسل أو الإجهاد.

• ينصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة ثقيلة.

6. ممارسة التمارين الرياضية برفق

على الرغم من أن التمارين الرياضية مهمة للحفاظ على صحة الجسم العامة، إلا أنه من الضروري تعديل مستوى النشاط البدني في الأيام الحارة. قد يؤدي الجهد البدني الشاق في الطقس الحار إلى زيادة خطر الإصابة بالإجهاد الحراري.

كيفية ممارسة الرياضة بشكل آمن:

• ممارسة التمارين الرياضية في الأماكن المكيفة أو في الصباح الباكر أو المساء عندما تكون درجات الحرارة أقل.

• شرب الماء قبل وأثناء وبعد ممارسة أي نشاط بدني.

• ارتداء ملابس خفيفة ومريحة لتحسين التهوية وتبريد الجسم أثناء التمرين.

7. مراقبة أعراض الإجهاد الحراري وضربة الشمس

من المهم أن يتعرف كبار السن على الأعراض المبكرة للإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة في أسرع وقت ممكن. قد تشمل الأعراض الدوخة، الشعور بالإرهاق، العرق الزائد أو العكس، والجلد الجاف أو الحار.

ما يجب فعله عند ملاحظة الأعراض:

• الانتقال فورًا إلى مكان بارد وتهوية جيدة.

• شرب الماء أو المشروبات التي تحتوي على أملاح معدنية.

• الراحة التامة وتجنب بذل أي جهد بدني إضافي.

• في حال حدوث أعراض حادة مثل الغثيان أو الارتباك، يجب طلب الرعاية الطبية الفورية.

8. مواكبة الطقس المحلي

في الأيام الحارة، من المفيد متابعة تحديثات الطقس المحلي على مدار اليوم من خلال التطبيقات أو الراديو أو الإنترنت. ذلك لأن الظروف الجوية قد تتغير بسرعة، ويمكن أن تطرأ موجات حرارية مفاجئة تؤثر على كبار السن بشكل أكبر.

متابعة التوقعات:

• استخدام تطبيقات الطقس التي تقدم تحذيرات مسبقة بشأن الموجات الحرارية أو مستويات الحرارة المرتفعة.

• إذا كانت هناك تحذيرات من الحرارة الشديدة، يفضل تقليل الأنشطة الخارجية أو تأجيلها إلى وقت لاحق.

9. التحقق من صحة الأدوية

تؤثر بعض الأدوية التي يتناولها كبار السن على قدرتهم على التكيف مع الحرارة. بعض الأدوية مثل مدرات البول، أدوية ضغط الدم، أو الأدوية التي تؤثر على الدورة الدموية قد تزيد من حساسية الجسم تجاه الحرارة.

نصائح مهمة:

• استشارة الطبيب قبل أي تغيير في الأدوية أو جرعاتها، خصوصًا في أيام الحرارة المرتفعة.

• عند السفر أو الخروج في الطقس الحار، يجب حمل الأدوية الخاصة بهم في حقيبة باردة لتجنب تلفها.

• التأكد من أن الطبيب يعرف عن أي أعراض قد تحدث بسبب تأثير الأدوية في الطقس الحار.

10. الاستعانة بالعائلة أو الجيران

قد لا يكون كبار السن قادرين دائمًا على تلبية احتياجاتهم اليومية عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على صحتهم في الحرارة المرتفعة. لذا من المفيد أن يكون لديهم شبكة دعم تشمل أفراد العائلة أو الجيران.

كيف يمكن أن يساعد الآخرون:

• زيارة كبار السن بانتظام للتأكد من أنهم في بيئة باردة وأنهم يتبعون إرشادات الوقاية.

• تقديم المساعدة في الحصول على الطعام أو الأدوية إذا كان لديهم صعوبة في الخروج.

• متابعة صحتهم بشكل دوري، خاصة إذا كانوا يعيشون بمفردهم.

من خلال اتباع هذه الإرشادات، يمكن لكبار السن تجنب العديد من المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة المرتفعة. إن الوقاية والتوعية تعتبر من أهم أدوات التعامل مع الطقس الحار، مما يساهم في الحفاظ على صحة كبار السن وتحسين نوعية حياتهم في ظل الظروف المناخية المتغيرة.