يعتقد ابن خلدون أن السياسة لها تأثير كبير على التربية. يرى أن السياسة تؤثر في توجهات المجتمع وقيمه وأهدافه، وبالتالي تؤثر في نوع التربية التي يتلقاها الأفراد في المجتمع.
وفي رأيه، يعتبر السياسة المؤسسة الرئيسية التي تحدد سياق التربية وتوجهها. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الحكومة تولي أهمية كبيرة للتعليم وتخصص موارد كافية لتطويره، فإن ذلك سيؤثر إيجابيًا على نوعية التعليم وتأثيره على المجتمع. وعلى العكس من ذلك، إذا لم تهتم الحكومة بالتعليم وتجاهلته، فسيكون لذلك تأثير سلبي على التربية وتأثيرها على المجتمع.
ويشدد ابن خلدون على أن السياسة يجب أن تكون مبنية على العدل والمنطق والحكمة، حتى تتمكن من تحقيق التنمية والازدهار للمجتمع. ويعتقد أن التربية يجب أن تكون جزءًا من هذه السياسة العادلة، حيث يجب أن تركز على تنمية القدرات والمهارات لدى الأفراد وتعزيز قيم المجتمع الإيجابية.