رواية “كيف يتسلل الضوء”، من تأليف الكاتبة إم. جي. هايلاند، تقدم لنا لو كونور، فتاة عبقرية في سن السادسة عشر، تعيش حياة غنية بالمواهب ولكنها غير سعيدة. يُقدم لها فرصة لتكون طالبة تبادل في الولايات المتحدة، ما يعد خطوة قد تأخذها بعيدًا عن حياتها المظلمة في سيدني، أستراليا، حيث تعيش في فقر بائس. بعد أن تحملت طفولة قاسية مع عائلة عاطلة عاطفيًا، ترحب لو بالفرصة لتعيش الحياة الطبقية التي حلمت بها منذ فترة طويلة.
ومع ذلك، ليس بعد فترة طويلة من انتقالها إلى عائلة الهاردنجز – الذين يعيشون في منزل مسبق الصنع في إحدى ضواحي شيكاغو بدون اسم – تتصارع حاجة لو الماسة للقبول والحب مع التمسك المكثف لدى عائلة الهاردنجز بنمط معين من الكمال الضاحك في الضواحي.
“كيف يتسلل الضوء” تظهر لنا صورة فتاة على حافة الرشد، يكون عالمها – كعالم هولدن كولفيلد الذي سبقها – مليء بالرسائل المختلطة. تعكس الرواية ببراعة الصراعات الداخلية والخارجية للو، حيث تحاول التأقلم مع حياة جديدة وتحاول فهم رسائل هذا العالم المتناقض.
تمزج هايلاند بمهارة بين العناصر الدرامية والنفسية في روايتها، مما يخلق تجربة أدبية غنية ومعقدة. ترسم الكاتبة بدقة تفاصيل الحياة في الضواحي والتشويشات الاجتماعية، مما يضيف بعمق إلى تكوين الشخصيات والقصة بأكملها.
الفئة الأدبية التي تنتمي إليها الرواية هي الرواية الأدبية، حيث يظهر فيها هايلاند مهاراتها في تقديم رواية تتجاوز مجرد سرد الأحداث إلى استكشاف عوالم عاطفية وفلسفية عميقة.
صدرت الرواية عن دار النشر Canongate U.S. في شهر مايو من عام 2004، وقد حظيت بإعجاب واستحسان القراء والنقاد على حد سواء. تتيح لنا الرواية نافذة نحو عالم لو كونور، حيث يختلط النور بالظلام، وحيث تبحث الشخصية عن طريقها في هذا العالم المعقد.