أسباب انخفاض السكر في الدم

متى يكون السكر منخفضًا؟ الأسباب، الأعراض، والعلاج

مقدمة

يعد السكر في الدم من العوامل الحيوية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الجسم، إذ يحتاج الجسم إلى مستوى معين من الجلوكوز ليتمكن من أداء وظائفه الحيوية بشكل طبيعي. وعلى الرغم من أن الكثير من الأشخاص يتحدثون عن ارتفاع مستوى السكر في الدم في إطار الإصابة بمرض السكري، إلا أن انخفاض السكر في الدم، المعروف أيضًا باسم نقص سكر الدم أو hypoglycemia، يعد حالة طبية تحتاج إلى اهتمام خاص. يشير انخفاض السكر في الدم إلى انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم عن المستوى الطبيعي، مما يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تتفاوت من خفيفة إلى شديدة.

تعريف نقص سكر الدم

نقص سكر الدم هو الحالة التي يكون فيها مستوى السكر في الدم أقل من الحد الطبيعي، والذي يتراوح عادة بين 70 إلى 99 مليجرام لكل ديسيلتر (mg/dL) عندما يتم قياسه بعد صيام لمدة 8 ساعات. إذا كان مستوى السكر في الدم أقل من 70 مليجرام لكل ديسيلتر، فإن الشخص يُعتبر في حالة نقص سكر الدم، ويمكن أن تتراوح الأعراض التي تظهر على الشخص وفقًا لدرجة انخفاض السكر.

الأسباب المحتملة لانخفاض السكر في الدم

يحدث انخفاض السكر في الدم عندما لا يحصل الجسم على الكمية الكافية من الجلوكوز التي يحتاجها للقيام بالعمليات الحيوية. تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض السكر في الدم، منها:

1. مرض السكري وعلاج الأنسولين

تعد الإصابة بمرض السكري أحد أبرز الأسباب المؤدية إلى انخفاض السكر في الدم، خاصة في حال استخدام الأدوية التي تعمل على تقليل مستوى الجلوكوز. العلاج بالأنسولين، الذي يهدف إلى تنظيم مستوى السكر في الدم، قد يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر بشكل غير مرغوب فيه إذا تم حقن كمية كبيرة من الأنسولين أو إذا تناول الشخص جرعة زائدة من الأدوية التي تحفز إفراز الأنسولين.

2. ممارسة الرياضة المكثفة

التمرين البدني هو أحد العوامل التي يمكن أن تسبب انخفاض مستوى السكر في الدم. عند ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، يستخدم الجسم كميات كبيرة من الجلوكوز كمصدر للطاقة، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم إذا لم يتم تعويضه بشكل مناسب.

3. نقص الطعام أو التغذية الغير متوازنة

تعد التغذية السليمة أحد العوامل المهمة التي تؤثر على مستويات السكر في الدم. إذا مر الشخص بفترات طويلة بدون تناول الطعام أو إذا تناول كميات صغيرة جدًا من الطعام أو طعام غير متوازن، فإن جسمه قد لا يحصل على الجلوكوز اللازم، مما يؤدي إلى نقص السكر في الدم.

4. تناول الكحول

يعد استهلاك الكحول من الأسباب الشائعة لانخفاض السكر في الدم. يؤدي الكحول إلى تثبيط قدرة الكبد على إنتاج الجلوكوز، مما قد يؤدي إلى نقص سكر الدم خاصة إذا تم شرب الكحول على معدة فارغة أو بكميات كبيرة.

5. الاضطرابات الصحية الأخرى

هناك بعض الحالات الصحية التي يمكن أن تساهم في انخفاض مستوى السكر في الدم، مثل الفشل الكلوي، اضطرابات الغدد الصماء مثل قصور الغدة الدرقية، أو مشاكل في وظيفة الكبد.

أعراض نقص سكر الدم

تتفاوت أعراض نقص سكر الدم حسب شدة الحالة. في البداية، قد يشعر الشخص ببعض الأعراض البسيطة مثل الشعور بالتعب أو الدوار، ولكن إذا استمر انخفاض السكر لفترة طويلة، فقد تظهر أعراض أشد، ومنها:

1. أعراض خفيفة إلى متوسطة

• الشعور بالجوع الشديد.

• التعرق الزائد.

• الدوار أو الشعور بالغثيان.

• الشعور بالضعف العام أو التعب.

• ارتعاش اليدين أو الجسم.

• الشعور بالقلق أو التوتر.

2. أعراض شديدة

• صعوبة في التركيز أو التفكير بوضوح.

• الارتباك العقلي أو الهلوسة.

• فقدان الوعي أو الإغماء.

• التشنجات.

• مشاعر غير عادية مثل الشعور بالإرهاق الشديد أو الانهيار الجسدي.

• فقدان الوعي بشكل مفاجئ قد يتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.

كيفية تشخيص نقص سكر الدم

يتم تشخيص نقص سكر الدم من خلال قياس مستوى الجلوكوز في الدم باستخدام جهاز قياس السكر، والذي يجب أن يكون أقل من 70 مليجرام لكل ديسيلتر ليتم تشخيص الحالة.

في حالات معينة، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات إضافية مثل اختبار التحدي بالأنسولين أو اختبار الجلوكوز للتحقق من مدى استجابة الجسم لمستويات السكر المختلفة.

كيفية علاج نقص سكر الدم

1. تناول السكر سريع الامتصاص

أسرع طريقة لعلاج نقص سكر الدم هي تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على سكر سريع الامتصاص. يمكن للأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة أن يتناولوا:

• كوب من العصير الطبيعي.

• 3 أو 4 قطع من الحلوى الصلبة.

• نصف كوب من الصودا (غير الدايت).

• 1 ملعقة كبيرة من العسل.

2. تناول وجبة خفيفة متوازنة

بعد استعادة مستوى السكر في الدم إلى المستوى الطبيعي، من المهم تناول وجبة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات لضمان استقرار مستويات السكر لفترة أطول. على سبيل المثال، يمكن تناول:

• شطيرة من الخبز الكامل مع زبدة الفول السوداني.

• قطعة من الفاكهة مع مكسرات.

3. الأنسولين والدواء

بالنسبة للأشخاص الذين يتلقون علاجًا بالأنسولين أو أدوية السكري الأخرى، قد يضطرون إلى تعديل جرعات الأدوية لتجنب حدوث نقص السكر. يجب على المريض التحدث إلى طبيبه بشأن تعديل الأدوية أو الجرعات.

4. التغذية السليمة

يجب على الشخص المصاب بمرض السكري أو أي شخص آخر عرضة لانخفاض السكر في الدم أن يتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يشمل وجبات منتظمة ومتوازنة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، البروتينات، والدهون الصحية.

الوقاية من نقص سكر الدم

1. مراقبة مستويات السكر في الدم

من الضروري أن يقوم الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري بمراقبة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم. يساعد هذا في تجنب انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر غير المرغوب فيه.

2. التخطيط للوجبات والتمارين الرياضية

يجب تنظيم الوجبات بحيث تتضمن كميات متوازنة من الطعام مع التركيز على تناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم. كما يجب الانتباه إلى جدول التمارين الرياضية، وتعديل النظام الغذائي وفقًا لذلك.

3. الحفاظ على الوعي حول الأدوية

يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية السكري أو الأنسولين أن يكونوا على دراية بتأثيراتها وجرعاتها، وألا يتجاوزوا الجرعات الموصوفة لهم من قبل الطبيب.

الخاتمة

نقص السكر في الدم هو حالة طبية قد تكون خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. من المهم التعرف على الأعراض المبكرة لنقص السكر في الدم والتصرف بسرعة لتجنب المضاعفات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوقاية تتطلب الانتباه الجيد إلى النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، ومراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دوري. تعتبر هذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على التوازن الصحي للجسم ومنع حدوث أزمات صحية ناجمة عن نقص السكر.