تعتبر حقوق الإنسان مفهومًا تطوريًا، حيث تم تطويرها عبر الزمن من خلال النظرية القانونية الدولية. وعلى مدى السنوات العديدة، شهدت الحركات الاجتماعية والسياسية والقانونية تطورات كبرى فيما يتعلق بحقوق الإنسان واعتماد جوانب متعددة من النظرية القانونية الدولية.
في القانون الدولي العام، تم إدراج حقوق الإنسان كمصدر من مصادر القانون الدولي الرئيسية من خلال المعاهدات الدولية والمبادئ القانونية العالمية، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
أما في النظرية القانونية الدولية، فقد شهدت تطورات كبيرة في العقود الأخيرة. فبدأت النظرية تتركز على المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، ولا سيما من حيث مفهوم العدالة والمساواة والحرية والكرامة الإنسانية. كما تغيرت وتطورت أيضًا المفاهيم المتعلقة بمسؤولية الدول بشأن حقوق الإنسان ومبادئ حقوق الإنسان الإقليمية والموضوعية.
وبالإضافة إلى ذلك، بدأت النظرية تركز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وحقوق الأقليات وحقوق النساء وحقوق الأطفال وحقوق العمال، وذلك نتيجة توسع رؤية حقوق الإنسان لتتضمن جميع الجوانب التي تؤثر على الحياة الإنسانية بصفة عامة.
ومن هنا، يتبين أهمية النظرية القانونية الدولية في تطوير مفهوم حقوق الإنسان وتحديد مبادئ العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية، وتحديد المسؤوليات المترتبة على الدول في الحفاظ على حقوق الإنسان وتعزيزها وتحقيقها.