قياس الضغط بالجهاز الزئبقي

طريقة قياس الضغط بالجهاز الزئبقي:

يعتبر قياس ضغط الدم من العمليات الطبية الأساسية التي تُستخدم لتحديد الحالة الصحية للقلب والأوعية الدموية. من بين الأجهزة المتوفرة لقياس الضغط، يعتبر الجهاز الزئبقي من أكثر الأدوات دقة وشيوعًا في قياس ضغط الدم. رغم وجود العديد من الأجهزة الحديثة التي تستخدم تقنيات إلكترونية أو رقمية لقياس الضغط، إلا أن الجهاز الزئبقي يبقى الخيار الأمثل في العديد من المؤسسات الطبية. يعود ذلك إلى دقته العالية وموثوقيته، مما يجعله مفضلًا في البيئات التي تتطلب قياسات دقيقة.

التركيب الأساسي للجهاز الزئبقي:

يتكون الجهاز الزئبقي من عدة مكونات رئيسية هي:

1. الماستوت (الزنبرك القطني): وهو جهاز يثبت عليه الجزء الأساسي للجهاز، والذي يحتوي على الزئبق.

2. الأنبوب الزئبقي: وهو أنبوب ضيق يتم ملؤه بالزئبق، ويُستخدم لقياس الضغط في النظام.

3. القسطرة الهوائية: وهي أنبوب رفيع يوصل إلى الذراع لقياس ضغط الدم.

4. مقياس الضغط: هو جهاز يُظهر قياس الضغط، ويتم تحديد مستوى الضغط بناءً على قراءة ارتفاع الزئبق في الأنبوب.

5. البالون المطاطي (المنفاخ): يُستخدم لرفع ضغط الدم في الشريان، وذلك بضغط الهواء في الأنبوب الهوائي المرتبط بالذراع.

طريقة قياس الضغط بالجهاز الزئبقي:

يُعتبر جهاز قياس الضغط الزئبقي وسيلة دقيقة وسهلة لقياس الضغط، لكن يجب اتباع مجموعة من الخطوات الصحيحة لضمان دقة النتائج. في ما يلي نوضح خطوات قياس الضغط باستخدام الجهاز الزئبقي:

1. إعداد الجهاز:

قبل قياس الضغط، يجب التأكد من أن الجهاز الزئبقي في حالة جيدة، مع مراعاة ما يلي:

• تأكد من أن الزئبق في الأنبوب يصل إلى الصفر عند بدء القياس.

• التأكد من أن البالون المطاطي خالٍ من أي عوائق أو تآكل.

• يفضل أن يتم وضع الجهاز على سطح مستوي لضمان القراءة الصحيحة.

2. الاستعداد لقياس الضغط:

قبل البدء في القياس، يجب على المريض أن يكون في حالة راحة تامة. يفضل أن يكون الشخص جالسًا في وضع مريح مع دعم لذراعه بحيث تكون الذراع في مستوى القلب. ينبغي على الشخص تجنب التحدث أو التحرك أثناء القياس لضمان دقة القراءة.

3. تركيب القسطرة الهوائية:

يتم لف الشريط المطاطي حول الذراع بحيث يكون الشريط في مستوى أعلى من المرفق، وذلك ليتسنى سريان الدم بسهولة في الشريان. يجب أن يكون الحزام محكمًا ولكن ليس ضيقًا جدًا. توضع القسطرة في مكان الشريان العضدي في الذراع.

4. استخدام البالون المطاطي لرفع الضغط:

يبدأ الفني في الضغط على البالون المطاطي لرفع ضغط الدم في الذراع. هذا يؤدي إلى انغلاق الشريان مؤقتًا، ويمنع مرور الدم خلاله. من هنا، يرتفع الزئبق في الأنبوب الزئبقي إلى ارتفاع معين يعكس الضغط على الشريان.

5. الاستماع إلى الأصوات (نبض كوروتكوف):

أثناء عملية قياس الضغط، يقوم الطبيب أو الفني باستخدام سماعة طبية للاستماع إلى أصوات نبضات الدم داخل الشريان. هذه الأصوات تسمى “أصوات كوروتكوف” وهي تستخدم لتحديد القيم المختلفة للضغط:

• الضغط الانقباضي (Systolic pressure): هو الضغط الذي يحدث عندما يضخ القلب الدم خلال الشرايين. ويتم تحديده عندما يسمع الفني أول صوت (عند بداية تدفق الدم بعد رفع الضغط بواسطة البالون).

• الضغط الانبساطي (Diastolic pressure): هو الضغط الذي يحدث عندما يرتاح القلب بين النبضات. يتم تحديده عندما يتوقف الصوت تمامًا، مما يعني أن تدفق الدم أصبح طبيعيًا.

6. قراءة النتيجة:

بعد أن يبدأ الزئبق في الهبوط تدريجيًا، يتم تحديد القراءة الدقيقة بناءً على مستوى الزئبق في الأنبوب الزئبقي. يتم قراءة الضغط الانقباضي والانبساطي على مقياس الزئبق الذي يوجد على الجهاز. عادة ما تكون الوحدة المستخدمة لقياس الضغط هي “ملم زئبق” (mmHg).

7. إيقاف الجهاز وإزالة القسطرة:

بعد أخذ القياس، يتم إزالة القسطرة من الذراع ويتم تحرير الضغط تدريجيًا من البالون المطاطي. يجب التأكد من أن الشخص قد شعر براحة بعد القياس ويفضل عدم القيام بأي نشاطات فورية بعد قياس الضغط.

الأهمية الطبية للجهاز الزئبقي:

1. الدقة العالية:
   يعد الجهاز الزئبقي من أكثر الأجهزة دقة في قياس ضغط الدم مقارنة بالأجهزة الأخرى مثل الأجهزة الرقمية. حيث أن الزئبق يعطي قراءة موثوقة تتأثر قليلاً بالعوامل البيئية.

2. مراقبة مستمرة:
   يتيح الجهاز الزئبقي إمكانية إجراء قياسات دقيقة على مدار الوقت، خاصة في حالات المرضى الذين يعانون من تقلبات في ضغط الدم أو يحتاجون إلى مراقبة دقيقة لارتفاع أو انخفاض الضغط.

3. الاعتمادية الطبية:
   تعتبر أجهزة القياس الزئبقية معيارًا عالميًا في معظم المستشفيات والمراكز الطبية، خاصة للأغراض البحثية والتعليمية.

4. سهولة الاستخدام:
   على الرغم من دقة الجهاز، إلا أنه يعد سهل الاستخدام عند اتباع التعليمات بشكل صحيح، مما يجعله أداة شائعة بين الأطباء والممرضين.

مزايا الجهاز الزئبقي:

• دقة القياس:
  يعتبر الجهاز الزئبقي الأكثر دقة، حيث يوفر نتائج موثوقة وخاصة عند مقارنة النتائج بين الأطباء المختلفين.

• عدم الحاجة للطاقة:
  جهاز الضغط الزئبقي لا يعتمد على الكهرباء، مما يجعله الخيار المثالي في البيئات التي قد تفتقر إلى مصدر طاقة ثابت.

• الاعتمادية في العمليات الطبية الدقيقة:
  يُستخدم هذا الجهاز في العمليات الطبية المتخصصة والمرافق الطبية التي تتطلب أعلى مستويات من الدقة.

العيوب:

1. الحاجة إلى التدريب:
   يتطلب استخدام الجهاز الزئبقي مهارة في الاستماع لأصوات نبضات الدم (أصوات كوروتكوف)، وهذا قد يكون صعبًا لبعض الأشخاص غير المدربين.

2. حساسية الزئبق:
   قد يمثل الزئبق في الجهاز خطرًا إذا تعرض لكسر، حيث يعتبر الزئبق مادة سامة.

3. حجم الجهاز:
   قد تكون الأجهزة الزئبقية ضخمة وغير عملية في بعض البيئات بسبب حجمها، مما يجعلها أقل قابلية للحمل مقارنة بالأجهزة الرقمية الحديثة.

خلاصة:

رغم تقدم التكنولوجيا واستخدام الأجهزة الرقمية في قياس ضغط الدم، إلا أن جهاز قياس الضغط الزئبقي يظل أداة أساسية وموثوقة في العديد من المستشفيات والمراكز الطبية. تعتبر الدقة والموثوقية أهم ميزات هذا الجهاز، مما يجعله الخيار المثالي لمراقبة الضغط في الحالات الطبية التي تتطلب قياسات دقيقة ومستقرة.