تشكل أنماط التجارة العالمية الجغرافية الاقتصادية بشكل كبير عن طريق تحديد نمط الإنتاج الذي يسيطر عليه كل دولة أو منطقة وبالتالي البحث عن الأسواق التي تلائم هذا النمط. على سبيل المثال، تنتج الدول الصناعية المتقدمة سلعًا تكنولوجية عالية وتبحث عن الأسواق التي يمكن لها تصدير منتجاتها إليها. في حين تتركز الدول غير المتقدمة في إنتاج المنتجات الزراعية ويبحثون عن الأسواق التي تستورد هذه المنتجات.
وفي الوقت نفسه، لا يتم اختيار الأسواق فقط بناء على الاحتياجات المنتجة والاستهلاكية في هذه الأسواق، بل تتعلق بذلك أيضًا بتقييم القدرة الشرائية والتكلفة النسبية للسلع والخدمات في هذه الأسواق. وبشكل أساسي، تبحث بلدان التصدير عن الأسواق التي يمكن الوصول إليها بشكل أكثر كفاءة وتوفيرًا للتكاليف في النقل والتخزين والتأمين.
بالإضافة إلى ذلك، تؤثر عوامل عدة على تشكل أنماط التجارة العالمية، بما في ذلك تطور التكنولوجيا والنقل والاتصالات، وثقل الدول في الاقتصاد العالمي، وتطور البنى التحتية والمؤسساتية في الدول المتورطة في التجارة العالمية، والقوانين والتعرفة التجارية والاتفاقيات التجارية الدولية، وإلغاء الحواجز التجارية وتقليل التكاليف على مدى الحدود الدولية.