أعراض زيادة الكالسيوم في الدم

أعراض زيادة الكالسيوم

الكالسيوم هو أحد المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم لأداء العديد من الوظائف الحيوية، مثل بناء العظام والأسنان، تنظيم ضربات القلب، وضمان انقباض العضلات. إلا أن زيادة مستوى الكالسيوم في الدم، وهو ما يُعرف بالفرط الكالسيومي، قد يؤدي إلى مجموعة من الأعراض والآثار الصحية السلبية التي يمكن أن تؤثر على مختلف أنظمة الجسم.

ما هو الفرط الكالسيومي؟

الفرط الكالسيومي هو حالة يكون فيها مستوى الكالسيوم في الدم أعلى من المعدلات الطبيعية. في العادة، يتراوح مستوى الكالسيوم في الدم بين 8.5 و10.2 مليغرام لكل ديسيلتر (ملغم/ديسيلتر). وإذا تجاوز هذا الرقم بشكل كبير، فقد يؤدي إلى ظهور الأعراض المرتبطة بهذه الحالة. تجدر الإشارة إلى أن الجسم يحتاج إلى مستويات معينة من الكالسيوم لضمان أداء وظائفه الحيوية، لكن الزيادة المفرطة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.

الأسباب المحتملة لزيادة الكالسيوم

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى زيادة مستويات الكالسيوم في الدم، ومن أبرز هذه الأسباب:

1. فرط نشاط الغدة الجار درقية:
   تعتبر هذه الحالة واحدة من الأسباب الأكثر شيوعًا لزيادة الكالسيوم في الدم. تحدث نتيجة إفراز الغدة الجار درقية لكميات مفرطة من هرمون “PTH” (الهرمون الجار درقي)، مما يؤدي إلى إطلاق الكالسيوم من العظام إلى الدم.

2. الأورام السرطانية:
   بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة، الثدي، أو الدم (مثل اللوكيميا أو الورم الليمفاوي)، قد تؤدي إلى زيادة مستوى الكالسيوم في الدم بسبب التأثيرات التي تحدثها على العظام أو الأنسجة المحيطة.

3. استهلاك مكملات الكالسيوم بشكل مفرط:
   الإفراط في تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم قد يؤدي إلى تراكم مستويات عالية من الكالسيوم في الدم. من الجدير بالذكر أن هذا النوع من الزيادة غالبًا ما يحدث نتيجة استهلاك المكملات دون استشارة طبية.

4. فرط فيتامين “د”:
   يؤدي زيادة مستويات فيتامين “د” إلى زيادة امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، مما قد يؤدي إلى تراكم الكالسيوم في الدم.

5. أمراض الكلى:
   بعض حالات الفشل الكلوي أو الأضرار التي تصيب الكلى قد تساهم في زيادة مستويات الكالسيوم في الدم. وذلك لأن الكلى لها دور رئيسي في تصفية الكالسيوم من الدم.

6. استهلاك الأدوية:
   بعض الأدوية، مثل أدوية المدرات البولية (التي تؤثر على توازن الكالسيوم في الجسم) أو بعض أدوية السرطان، قد تتسبب في تراكم الكالسيوم في الدم.

7. الأمراض الاستقلابية:
   بعض الأمراض مثل مرض الثلاسيميا أو داء الغدد الصماء قد تؤدي أيضًا إلى اضطراب في توازن الكالسيوم في الجسم.

الأعراض المرتبطة بزيادة الكالسيوم

تتفاوت أعراض زيادة الكالسيوم بناءً على شدة الحالة ومدى تأثيرها على الجسم. يمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة وقد تؤثر على العديد من أنظمة الجسم. تشمل هذه الأعراض:

1. الأعراض العامة:

• التعب والإرهاق:
  يشعر الأشخاص الذين يعانون من فرط الكالسيوم في الدم بالتعب الشديد والمزمن. قد يشعرون وكأنهم لا يستطيعون أداء الأنشطة اليومية المعتادة بسبب الشعور بالإرهاق المستمر.

• الضعف العام:
  يشعر الأفراد أيضًا بالضعف في العضلات وضعف القوة البدنية بشكل عام، مما يجعل من الصعب أداء الأنشطة البدنية.

2. الأعراض المعوية:

• الغثيان والقيء:
  من أبرز الأعراض التي قد تظهر هي الشعور بالغثيان أو التقيؤ المتكرر، وذلك نتيجة تأثير الكالسيوم الزائد على الجهاز الهضمي.

• الإمساك:
  يعاني البعض من مشاكل في الأمعاء، بما في ذلك الإمساك الشديد، وهو أحد الأعراض الشائعة لزيادة الكالسيوم في الدم.

3. الأعراض النفسية والعصبية:

• الاكتئاب والتهيج:
  تشير الأبحاث إلى أن زيادة مستويات الكالسيوم قد تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى مشاعر الاكتئاب والتهيج، حيث يشعر البعض بأنهم أكثر عصبية وغير قادرين على التحكم في مشاعرهم.

• الارتباك أو الاضطراب العقلي:
  من الممكن أن يتسبب الفرط الكالسيومي في حدوث مشكلات عقلية مثل الارتباك، التشتت، أو حتى الهذيان في الحالات الشديدة.

4. الأعراض القلبية:

• عدم انتظام ضربات القلب:
  يؤثر زيادة الكالسيوم على وظيفة القلب، حيث قد يعاني الأشخاص من عدم انتظام في ضربات القلب، وهي حالة قد تتراوح بين الخفيفة والشديدة، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل قلبية خطيرة.

• ارتفاع ضغط الدم:
  يرتبط الفرط الكالسيومي بارتفاع ضغط الدم، حيث يسبب الكالسيوم الزائد توتر الأوعية الدموية مما يساهم في رفع الضغط.

5. الأعراض الكلوية:

• زيادة التبول:
  في حالات زيادة الكالسيوم في الدم، قد يعاني الشخص من زيادة ملحوظة في عدد مرات التبول، وهي حالة تعرف باسم “البول المتكرر” أو “البوال”.

• حصى الكلى:
  من الأعراض الشائعة الأخرى التي قد تصاحب فرط الكالسيوم تكون الحصى الكلوية. يحدث ذلك عندما يترسب الكالسيوم الزائد في الكلى مكونًا حصوات يمكن أن تؤدي إلى ألم شديد وصعوبة في التبول.

6. الأعراض العظمية:

• ألم في العظام والمفاصل:
  في الحالات المزمنة من فرط الكالسيوم، قد يلاحظ الأفراد وجود ألم في العظام والمفاصل. قد يحدث هذا بسبب تآكل العظام الناتج عن الإفراز الزائد للكالسيوم في الدم والذي يؤدي إلى فقدان الكالسيوم من العظام.

التشخيص والعلاج

تشخيص زيادة الكالسيوم:

لتشخيص فرط الكالسيوم، يقوم الطبيب بإجراء فحص دم لقياس مستويات الكالسيوم في الدم. إذا تبين أن المستوى أعلى من المعدل الطبيعي، فقد يتم إجراء فحوصات إضافية لتحديد السبب الكامن وراء ذلك. يمكن أن تشمل هذه الفحوصات اختبارات لتقييم وظيفة الغدة الجار درقية، مستويات فيتامين “د”، صحة الكلى، أو البحث عن وجود الأورام السرطانية.

علاج زيادة الكالسيوم:

علاج فرط الكالسيوم يعتمد على السبب الرئيسي للحالة. تشمل خيارات العلاج:

• العلاج الدوائي:
  قد يتم استخدام أدوية مثل مدرات البول أو الأدوية التي تقلل من إفراز الكالسيوم من العظام، مثل البيسفوسفونات أو الكالسيتونين.

• إيقاف المكملات:
  إذا كان السبب هو تناول مكملات الكالسيوم بشكل مفرط، فقد يتم إيقاف تناول المكملات لتقليل مستويات الكالسيوم في الجسم.

• العلاج الجراحي:
  في بعض الحالات التي تكون فيها الغدة الجار درقية هي السبب وراء فرط الكالسيوم، قد يحتاج الشخص إلى إجراء جراحة لإزالة الأورام أو الأنسجة الزائدة.

• التغييرات الغذائية:
  تقليل تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم قد يكون جزءًا من العلاج إذا كان النظام الغذائي يساهم في الزيادة المفرطة.

• السوائل الوريدية:
  في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر استخدام السوائل الوريدية للمساعدة في تخفيض مستويات الكالسيوم في الدم، بالإضافة إلى الأدوية التي تساهم في تحسين عمل الكلى.

الوقاية

لتجنب فرط الكالسيوم، من المهم الحفاظ على توازن مستويات الكالسيوم في الجسم من خلال استهلاك كميات معتدلة من المكملات الغذائية أو الأطعمة الغنية بالكالسيوم، وعدم الإفراط في تناولها دون استشارة طبية. من المفيد أيضًا متابعة مستويات الكالسيوم في الدم في حالة وجود أمراض قد تزيد من خطر الفرط الكالسيومي، مثل أمراض الكلى أو فرط نشاط الغدة الجار درقية.

الخلاصة

زيادة الكالسيوم في الدم هي حالة طبية تحتاج إلى اهتمام جاد، حيث يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تؤثر على جميع أنظمة الجسم. العلاج المبكر والتشخيص الدقيق ضروريان لتجنب المضاعفات الشديدة التي قد تهدد الحياة.