متى ينتهي الوحم؟
الوحم هو إحدى الظواهر الشائعة التي تمر بها النساء خلال فترة الحمل، ويعتبر من أكثر التجارب التي تشغل بال النساء الحوامل. تتعدد الأعراض والتغيرات التي تصاحب الوحم، وقد تختلف حدتها من امرأة لأخرى. في هذا المقال، سنتناول الوحم من جميع جوانبه، بدءًا من تعريفه، مرورًا بمراحله، وصولًا إلى الأسباب المحتملة لحدوثه، وأخيرًا الإجابة على السؤال الشائع: متى ينتهي الوحم؟
ما هو الوحم؟
الوحم هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب المرأة الحامل في بداية حملها، وتتراوح بين الغثيان، والتقيؤ، والتغيرات في الشهية، والعواطف المتقلبة. قد تشعر المرأة في هذه المرحلة بأنها لا تستطيع تحمل بعض الروائح أو الأطعمة، وقد تصبح لديها رغبة شديدة في تناول أطعمة معينة. هذه الظاهرة يمكن أن تبدأ في الأسابيع الأولى من الحمل، وتستمر لفترة تتراوح بين أسابيع إلى أشهر، في بعض الحالات.
هل الوحم مجرد غثيان؟
كثير من الأشخاص يظنون أن الوحم يقتصر فقط على الشعور بالغثيان أو التقيؤ، إلا أن الوحم يمكن أن يتضمن مجموعة واسعة من الأعراض. فقد تعاني المرأة من تغيرات في الطعم والشم، وزيادة في الحساسيات تجاه بعض الروائح، بالإضافة إلى تغيرات في المزاج والشهية. بعض النساء قد يواجهن أيضًا صعوبة في التعامل مع أطعمة معينة، في حين أن أخريات قد يشعرن برغبة ملحة في تناول أطعمة لم تكن تحبها من قبل.
متى يبدأ الوحم؟
يبدأ الوحم عادة في الثلث الأول من الحمل، أي في الأسابيع 4 إلى 6 بعد الحمل. ورغم أن هذه الفترة تعتبر الأكثر شيوعًا لظهور الوحم، فقد يبدأ في وقت مبكر أو متأخر عند بعض النساء. في بعض الحالات، قد تظهر الأعراض فجأة وبشكل مكثف، في حين قد تبدأ تدريجيًا عند أخريات. يستمر الوحم في معظم الحالات لمدة تتراوح من أربعة إلى ستة أسابيع، لكنه قد يستمر لفترة أطول في بعض الأحيان.
ما هي أسباب الوحم؟
تعددت الدراسات والآراء حول أسباب الوحم، لكن لا يوجد إجماع علمي على تفسير دقيق لهذا الظاهرة. ومع ذلك، هناك عدة تفسيرات شائعة تساهم في فهم حدوث الوحم، منها:
-
التغيرات الهرمونية:
تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في حدوث الوحم. ففي بداية الحمل، يرتفع مستوى هرمونات مثل هرمون “hCG” (الذي يعرف بهرمون الحمل) والبروجستيرون. هذه التغيرات الهرمونية تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب تغيرات في شهيتك، ومزاجك، واستجابتك للروائح. -
الحساسية الزائدة:
زيادة الحساسية تجاه الروائح والأطعمة قد تساهم أيضًا في حدوث الوحم. قد يكون هذا رد فعل طبيعي من جسم المرأة لحماية الجنين من المواد السامة أو الضارة. -
الحالة النفسية:
العوامل النفسية تلعب دورًا أيضًا في حدوث الوحم. فالتوتر، القلق، والتغيرات العاطفية المرتبطة بالحمل قد تسهم في زيادة حدة الأعراض. -
العوامل الغذائية:
في بعض الأحيان، قد يكون الجوع أو نقص بعض الفيتامينات والمعادن في الجسم سببًا في حدوث الوحم، حيث يمكن أن يؤدي نقص الحديد أو الفولات إلى زيادة الشعور بالغثيان.
متى ينتهي الوحم؟
تختلف فترة انتهاء الوحم من امرأة لأخرى، وهناك عدة عوامل تؤثر في ذلك:
-
التغيرات الهرمونية:
مع مرور الوقت، يبدأ جسم المرأة في التكيف مع التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل. عادةً ما تبدأ مستويات هرمون “hCG” في الانخفاض بعد الأسبوع 12 من الحمل، مما يؤدي إلى تراجع الأعراض المرتبطة بالوحم. لذا، فإن معظم النساء يشعرن بتحسن كبير بعد انتهاء الثلث الأول من الحمل. -
الفرق بين النساء:
تختلف كل امرأة عن الأخرى في كيفية استجابتها لهذه التغيرات. بعض النساء قد يختبرن الوحم لفترة قصيرة، بينما قد تستمر أعراضه لفترة أطول. وفي حالات نادرة، قد يستمر الوحم حتى الثلث الثاني أو حتى نهاية الحمل، لكن هذه الحالات نادرة. -
التغيرات في أسلوب الحياة:
مع تطور الحمل، قد تبدأ المرأة في تعديل أسلوب حياتها وعاداتها الغذائية. قد يساعد تناول وجبات صغيرة ومتعددة طوال اليوم، والابتعاد عن الأطعمة المسببة للغثيان، في تقليل شدة الأعراض. كما أن ممارسة تقنيات الاسترخاء قد تسهم في الحد من التوتر المرتبط بالحمل. -
الاختلافات الثقافية والجغرافية:
قد تختلف تجربتك مع الوحم تبعًا للثقافة أو المنطقة الجغرافية التي تنتمي إليها. في بعض الثقافات، يتم تبادل الكثير من المعلومات الشعبية حول كيفية التغلب على الوحم، وقد تجد بعض النساء أن هذه الممارسات قد تساعدهن على تخفيف الأعراض.
تأثير الوحم على الحياة اليومية
قد يكون للوحم تأثير كبير على الحياة اليومية للمرأة الحامل، خاصة في الأسابيع الأولى من الحمل. قد تعاني المرأة من الإرهاق والتعب الشديد نتيجة للأعراض، مما قد يجعل من الصعب عليها ممارسة الأنشطة اليومية مثل العمل أو العناية بالمنزل. كما أن الشعور بالغثيان أو التقيؤ يمكن أن يؤثر على قدرتها على تناول الطعام بشكل منتظم، مما يؤدي إلى نقص في الطاقة أو نقص في العناصر الغذائية الهامة.
التعامل مع الوحم
إذا كنتِ تعانين من الوحم، هناك العديد من النصائح التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض:
-
تناول وجبات صغيرة ومتكررة:
تجنبي تناول وجبات كبيرة قد تثير الغثيان، وبدلاً من ذلك، تناولي وجبات صغيرة طوال اليوم. احرصي على تناول أطعمة غنية بالبروتين والكاربوهايدرات لزيادة مستويات الطاقة. -
تجنب الأطعمة والروائح المثيرة للغثيان:
حاولي الابتعاد عن الأطعمة أو الروائح التي تثير شعورك بالغثيان. يمكن أن تساعد الأطعمة الحمضية أو المليئة بالألياف في تخفيف بعض الأعراض. -
شرب السوائل:
تأكدي من شرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى لتجنب الجفاف، وهو أمر قد يزيد من شعورك بالتعب والغثيان. -
الراحة:
الحصول على قدر كافٍ من الراحة والنوم يمكن أن يساعد في تقليل مستويات التوتر والإرهاق المرتبطة بالوحم. -
استشارة الطبيب:
في حال استمر الوحم بشكل غير طبيعي أو كان يصاحبه أعراض شديدة مثل القيء المستمر أو نقص الوزن، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
الخلاصة
الوحم هو جزء طبيعي من الحمل، ويحدث نتيجة لتغيرات هرمونية وفسيولوجية تحدث في جسم المرأة. على الرغم من أن هذا التغير قد يكون مزعجًا في البداية، إلا أن الأعراض غالبًا ما تبدأ في التلاشي مع بداية الثلث الثاني من الحمل. في معظم الحالات، ينتهي الوحم خلال الأسابيع الأولى من الحمل، لكن بعض النساء قد يعانين منه لفترة أطول. الاهتمام بالتغذية الجيدة، والراحة، والعناية الذاتية يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض بشكل كبير.
