كيفية قياس نبضات القلب بدقة

كيفية قياس نبضات القلب

نبضات القلب هي أحد المؤشرات الأساسية التي تعكس صحة القلب والجهاز الدوري بشكل عام. تعتبر معرفة طريقة قياس نبضات القلب من المهارات الأساسية التي يجب أن يتقنها الأفراد، سواء كانوا محترفين في المجال الطبي أو حتى الأشخاص العاديين الذين يرغبون في مراقبة صحتهم بشكل دوري.

في هذا المقال، سنتناول الطرق المختلفة لقياس نبضات القلب، أهميتها في تشخيص العديد من الأمراض، وكيفية استخدام هذه المعلومات في تحسين الحالة الصحية العامة.

مفهوم نبضات القلب

نبضات القلب، أو ما يعرف بمعدل ضربات القلب، هي التقلصات والانبساطات التي تحدث في عضلة القلب بشكل منتظم لضخ الدم إلى مختلف أجزاء الجسم. هذا النظام الدوري يعد من العمليات الحيوية التي لا غنى عنها لأي كائن حي. يتم تنظيم نبضات القلب بواسطة إشارات كهربائية تنتج في العقدة الجيبية الأذينية (Sinoatrial Node)، التي تُعتبر بمثابة “منظم الساعة” الطبيعي للقلب.

يقاس نبض القلب بوحدات “النبضات في الدقيقة” (BPM) والتي تشير إلى عدد مرات ضربات القلب خلال دقيقة واحدة. تختلف النبضات بين الأشخاص، ويعتمد معدل نبضات القلب على مجموعة من العوامل، بما في ذلك العمر، اللياقة البدنية، مستوى التوتر، الحالة الصحية، وأي أمراض يعاني منها الفرد.

أهمية قياس نبضات القلب

يعد قياس نبضات القلب أداة أساسية في مراقبة صحة القلب والأوعية الدموية. يساعد هذا القياس على:

• التعرف على وجود أي اختلالات أو اضطرابات في القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmia) أو تسارع ضربات القلب (Tachycardia) أو بطء ضربات القلب (Bradycardia).

• متابعة تأثير العلاجات الطبية أو التمارين الرياضية على القلب، حيث يمكن ملاحظة التغيرات في معدل النبض بعد تناول الأدوية أو ممارسة الرياضة.

• تشخيص الأمراض المتعلقة بالقلب، مثل الذبحة الصدرية أو قصور القلب.

• قياس مستوى اللياقة البدنية، حيث يميل الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة عالية إلى أن يكون لديهم نبض أقل أثناء الراحة.

طرق قياس نبضات القلب

هناك عدة طرق لقياس نبضات القلب، وهي تتفاوت في دقتها وسهولة تنفيذها. فيما يلي سنستعرض أبرز هذه الطرق:

1. القياس اليدوي (باستخدام الأصابع)

يعتبر القياس اليدوي لنبضات القلب أحد أبسط وأكثر الطرق شيوعًا لقياس معدل ضربات القلب. يتم هذا القياس باستخدام الأصابع، وغالبًا ما يتم على الشرايين القريبة من سطح الجلد مثل شريان الرسغ أو شريان الرقبة.

كيفية القياس:

• الخطوة الأولى: ضع أطراف الأصابع (السبابة والوسطى) على الشريان الذي ترغب في قياسه. الشريان الأكثر شيوعًا هو الشريان الكعبري، الذي يقع في الرسغ عند قاعدة الإبهام.

• الخطوة الثانية: اضغط بلطف على الشريان حتى تشعر بنبضات القلب. تجنب الضغط القوي جدًا حتى لا تمنع تدفق الدم.

• الخطوة الثالثة: عد عدد النبضات التي تشعر بها خلال 15 ثانية.

• الخطوة الرابعة: اضرب العدد الذي حصلت عليه في 4 للحصول على معدل ضربات القلب في الدقيقة.

نصائح:

• تأكد من أن الشخص في وضع هادئ ومستقر قبل قياس النبض للحصول على قياس دقيق.

• يُفضل أن يتم القياس بعد الراحة لفترة قصيرة لتجنب التداخل مع التغيرات الناتجة عن التوتر أو النشاط البدني.

2. استخدام جهاز قياس نبضات القلب (الساعة الرياضية أو جهاز ECG)

توجد أجهزة إلكترونية مخصصة لقياس نبضات القلب، مثل الساعات الرياضية أو أجهزة مراقبة القلب (ECG). هذه الأجهزة تقدم قياسًا دقيقًا ويمكن استخدامها بشكل مستمر لمتابعة حالة القلب. تعمل هذه الأجهزة باستخدام حساسات كهربائية تلتقط النشاط الكهربائي للقلب.

كيفية الاستخدام:

• الساعة الرياضية: هذه الأجهزة تقوم بقياس نبضات القلب باستخدام مستشعرات ضوئية، والتي تلتقط التغيرات في تدفق الدم عبر الأوعية الدموية. يُرتدى الجهاز حول المعصم، ويعطي قراءات فورية لمعدل ضربات القلب.

• أجهزة ECG المحمولة: تقدم هذه الأجهزة إشارات كهربائية أكثر دقة، مما يمكن أن يساعد في قياس ضربات القلب بشكل أكثر تفصيلًا. يتم ربط الأجهزة بأقطاب كهربائية توضع على الجلد.

3. استخدام أجهزة قياس نبضات القلب عبر الأصابع (Pulse Oximeter)

يعتبر جهاز قياس نبضات القلب عن طريق الأصابع من الأدوات المدمجة والمتطورة التي تعمل بشكل غير مؤلم ودقيق. يعتمد جهاز قياس الأوكسجين في الدم (Pulse Oximeter) على تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء لقياس نسبة الأوكسجين في الدم وكذلك نبضات القلب.

كيفية القياس:

• يتم وضع جهاز قياس نبضات القلب على الإصبع، ويقوم الجهاز بقراءة نبضات القلب بالإضافة إلى مستوى الأوكسجين في الدم.

• يوفر الجهاز عرضًا رقميًا لمعدل ضربات القلب.

4. استخدام التطبيقات الصحية على الهواتف الذكية

تتوفر العديد من التطبيقات التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية لقياس نبضات القلب، حيث تعتمد على كاميرا الهاتف أو أجهزة إضافية مثل أجهزة قياس الضغط. تقدم هذه التطبيقات عادةً دقة أقل من الأجهزة الطبية المتخصصة، ولكنها تظل أداة مفيدة للمتابعة اليومية.

العوامل المؤثرة في معدل ضربات القلب

تتعدد العوامل التي تؤثر على معدل ضربات القلب، وهي تشمل:

• التمارين الرياضية: يزيد معدل ضربات القلب بشكل طبيعي أثناء النشاط البدني ويعود إلى مستواه الطبيعي بعد فترة من الراحة.

• التوتر: عند التعرض للمواقف المجهدة أو التوتر، يفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين التي تسرع من نبضات القلب.

• الحالة الصحية: الأمراض مثل الحمى، الأنيميا، أو قصور القلب قد تؤدي إلى تغيرات في نبضات القلب.

• الأدوية: بعض الأدوية، مثل الأدوية المنشطة أو تلك التي تؤثر على الجهاز العصبي، قد تؤدي إلى تغييرات في معدل نبضات القلب.

• العمر: يميل معدل نبضات القلب إلى التباطؤ مع تقدم العمر.

• الوقت من اليوم: قد يختلف نبض القلب قليلاً خلال اليوم، حيث يميل إلى أن يكون أقل أثناء النوم أو الراحة.

الحالات الطبية التي تؤثر على نبضات القلب

تختلف الحالات الصحية التي تؤثر على نبضات القلب بين شخص وآخر، ولكن يمكن تلخيص أبرز الحالات التي قد تؤدي إلى اضطراب في النبض على النحو التالي:

• التسارع القلبي (Tachycardia): يشير إلى نبضات قلب تتجاوز 100 نبضة في الدقيقة عند الراحة.

• بطء نبضات القلب (Bradycardia): يشير إلى نبضات قلب أقل من 60 نبضة في الدقيقة عند الراحة.

• الرجفان الأذيني (Atrial Fibrillation): هو نوع من عدم انتظام ضربات القلب الذي قد يؤدي إلى شعور الشخص بعدم الراحة.

• الذبحة الصدرية (Angina): قد يصاحبها زيادة في نبضات القلب بسبب الضغط على القلب.

الخلاصة

قياس نبضات القلب هو عملية بسيطة يمكن أن توفر معلومات حيوية حول صحة القلب والجهاز الدوري. سواء كنت تستخدم طريقة يدوية أو جهازًا إلكترونيًا، فإن الحفاظ على متابعة منتظمة لمعدل ضربات القلب يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن أي اختلالات أو مشاكل صحية. لذا، من المهم أن يتعلم الجميع كيفية قياس نبضات القلب بدقة، حيث أن هذه العملية قد تساهم بشكل كبير في الحفاظ على الصحة العامة وتشخيص الأمراض في مراحل مبكرة.

إذا كنت بحاجة إلى أدوات دقيقة لمتابعة نبضات قلبك بشكل دوري، يمكنك اللجوء إلى الأجهزة الطبية المتخصصة أو استشارة الطبيب للحصول على تقييم شامل لحالة القلب.