3 أمور غير متوقعة يمكنك القيام بها لتكون أكثر سعادة في العمل
يواجه الكثير من الأشخاص تحديات عديدة في بيئة العمل قد تؤثر على صحتهم النفسية والسعادة الشخصية. وبينما يركز البعض على تحسين مهاراتهم أو تطوير علاقاتهم مع الزملاء لتحقيق المزيد من النجاح، توجد طرق غير تقليدية قد تساعد على تعزيز السعادة في العمل. هذه الأمور قد تبدو غريبة بعض الشيء، لكنها تحمل في طياتها حلولاً فعالة يمكن أن تساهم في جعل بيئة العمل أكثر متعة وملاءمة. في هذا المقال، سنستعرض ثلاث أمور غير متوقعة يمكنك القيام بها لتكون أكثر سعادة في العمل.
1. التوقف عن السعي للكمال في كل شيء
في عصرنا الحالي، حيث يتسابق الجميع نحو النجاح، قد يظن البعض أن السعي للكمال في العمل هو الطريق الوحيد لتحقيق التميز والتفوق. ولكن الحقيقة قد تكون مغايرة تمامًا، فقد أظهرت الدراسات أن محاولة الوصول إلى الكمال يمكن أن تؤدي إلى إرهاق ذهني وجسدي، مما ينعكس سلبًا على سعادة الشخص في العمل.
الشعور بالضغط المستمر لتحقيق أفضل نتيجة في كل مشروع أو مهمة قد يؤدي إلى التوتر والقلق الزائد، مما يجعل الشخص يشعر بالفشل حتى في حال تحقيقه لنجاحات مهنية. بدلاً من التركيز على الكمال، يمكن للموظف أن يحدد أهدافًا واقعية ويسعى لتحقيقها بأفضل شكل ممكن، مع قبول أن الأخطاء جزء طبيعي من أي عملية تطوير. هذا التحول في التفكير قد يساعد على تقليل الضغط النفسي ويمنح الموظف حرية أكبر في استكشاف طرق جديدة للعمل، مما يزيد من سعادته.
يتضح من الأبحاث أن الأشخاص الذين يقبلون بفكرة “الجودة الجيدة” بدلاً من “الكمال” يشعرون بسعادة أكبر ويعانون من مستويات أقل من التوتر. كما أن السماح للذات بالأخطاء والتعلم منها يعزز من الشعور بالإنجاز الشخصي.
2. تخصيص وقت للحركة والنشاط البدني في العمل
من الأمور غير التقليدية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على السعادة في العمل هي تخصيص وقت لممارسة النشاط البدني أثناء ساعات العمل. في حين قد يعتقد الكثيرون أن الجلوس الطويل أمام المكتب هو جزء من مهنة النجاح، تشير الدراسات إلى أن قضاء فترات طويلة في وضعية الجلوس قد يؤدي إلى شعور الشخص بالإرهاق، والتعب، وفقدان الحافز.
إدخال بعض الأنشطة البدنية الخفيفة إلى يوم العمل يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة والسعادة. يمكن لمجرد أخذ فترات راحة قصيرة للقيام بتمارين تمدد أو المشي لمدة قصيرة أن يساهم في تحسين الدورة الدموية، وتقليل مستويات التوتر، وزيادة مستويات الطاقة. في الواقع، أظهرت الأبحاث أن الحركة المنتظمة يمكن أن تحسن المزاج وتزيد من الإنتاجية في العمل.
تتمثل الفائدة الكبرى في أن القيام بنشاط بدني، حتى لو كان لفترة قصيرة، يمكن أن يعزز من إفراز الهرمونات المرتبطة بالسعادة مثل الإندورفين. هذا الهرمون الطبيعي يعزز من مشاعر الرضا، مما يساعد على التقليل من مشاعر القلق والتوتر في بيئة العمل.
3. إعادة التفكير في مفهوم “النجاح”
غالبًا ما يربط العديد من الأشخاص مفهوم النجاح في العمل بترقيات، زيادات في الرواتب، أو الوصول إلى مناصب أعلى. لكن إذا نظرنا إلى السعادة المهنية من زاوية مختلفة، قد نكتشف أن النجاح ليس محصورًا في هذه المكاسب التقليدية فقط. يمكن أن يكون النجاح في العمل ببساطة في القدرة على إيجاد التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، أو تطوير مهارات جديدة، أو تعزيز العلاقات الاجتماعية مع الزملاء.
إعادة التفكير في مفهوم النجاح قد تساعد الموظف على تقليل التوتر الناتج عن السعي المستمر لتحقيق أهداف مهنية تقليدية. على سبيل المثال، إذا ركز الشخص على اكتساب مهارات جديدة، أو تحسين تواصله مع الزملاء والعمل في بيئة تعاونية، فإنه سيشعر بتحقيق نجاحات صغيرة يومية تعزز من سعادته الشخصية.
النجاح أيضًا لا يتطلب دائمًا إنجازات كبيرة، بل يمكن أن يكمن في الإنجازات الصغيرة اليومية مثل إتمام مهمة معقدة، أو تقديم اقتراح يساعد في تحسين سير العمل، أو حتى المساعدة في حل مشكلة كانت تؤرق الزملاء. من خلال تغيير نظرة الشخص لما يعنيه النجاح، يمكنه أن يحقق سعادة أكبر في بيئة العمل.
خلاصة
في خضم ضغوطات الحياة المهنية، غالبًا ما ننسى أن السعادة لا تأتي فقط من النجاح التقليدي أو المكافآت المادية. من خلال اتخاذ خطوات غير تقليدية مثل التوقف عن السعي للكمال، تخصيص وقت للحركة والنشاط البدني، وإعادة التفكير في مفهوم النجاح، يمكن أن يتحسن شعور الشخص بالسعادة في العمل بشكل كبير. هذه الطرق قد تبدو بسيطة أو غير متوقعة، لكنها في الحقيقة تعتبر أساسية لتحقيق التوازن والسعادة المهنية الحقيقية.
