كيفية قياس حرارة الطفل بشكل صحيح

كيفية قياس درجة حرارة الطفل

تُعد درجة حرارة الجسم أحد المؤشرات الحيوية الهامة التي تساعد في تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من أي اضطراب صحي أو عدوى. من الضروري أن يكون الأهل على دراية بكيفية قياس درجة حرارة الطفل بشكل صحيح، لأن هذا يمكن أن يساعد في تشخيص الحالات الصحية بشكل مبكر ويسهم في اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب. سنتناول في هذا المقال مختلف الطرق المستخدمة لقياس درجة حرارة الطفل، والأنواع المختلفة للترمومترات، وكيفية استخدام كل منها بطريقة صحيحة وآمنة.

1. أهمية قياس درجة حرارة الطفل

تُعتبر درجة حرارة الجسم من أبرز المؤشرات التي قد تدل على وجود مرض أو حالة صحية غير طبيعية. درجة حرارة الجسم الطبيعية لدى الأطفال تتراوح عادة بين 36.5 و 37.5 درجة مئوية. إذا كانت درجة حرارة الطفل تتجاوز هذه المعدلات، فقد يدل ذلك على وجود حمى، وهي من أبرز الأعراض التي قد ترافق العدوى الفيروسية أو البكتيرية. من خلال قياس درجة حرارة الطفل، يستطيع الأهل تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من الحمى أو إذا كانت هناك حاجة لاستشارة الطبيب.

2. أسباب الحمى لدى الأطفال

الحمى هي زيادة مؤقتة في درجة حرارة الجسم، وغالباً ما تكون نتيجة لاستجابة الجسم لعدوى ما. من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى الحمى في الأطفال:

• العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا.

• العدوى البكتيرية مثل التهاب الأذن الوسطى أو التهاب الحلق.

• اللقاحات: في بعض الأحيان قد تسبب التطعيمات زيادة مؤقتة في درجة الحرارة.

• التهاب الحنجرة أو التهاب اللوزتين.

• الأسنان: يمكن أن يصاحب ظهور الأسنان عند الرضع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.

3. الطرق المختلفة لقياس درجة حرارة الطفل

هناك عدة طرق لقياس درجة حرارة الطفل، وكل طريقة لها مميزات وعيوب، ويجب على الوالدين اختيار الطريقة الأنسب حسب عمر الطفل ودرجة التعاون معه.

أ. الترمومتر الزئبقي (ترمومتر الزئبق)

يعد الترمومتر الزئبقي من أقدم وأكثر الطرق شيوعًا لقياس درجة الحرارة، ولكنه يحتوي على الزئبق، مما يجعله غير آمن في حالة كسره. على الرغم من ذلك، يظل فعالًا في قياس درجات الحرارة بدقة.

• طريقة الاستخدام: يتم إدخال الترمومتر تحت لسان الطفل أو تحت الإبط (تُعتبر هذه الطريقة أقل دقة تحت الإبط). يُترك الترمومتر لمدة ثلاث إلى خمس دقائق حتى تظهر القراءة النهائية.

• المزايا: يعد مقياس الزئبق دقيقًا جدًا إذا تم استخدامه بشكل صحيح.

• العيوب: كونه يحتوي على الزئبق، يعد مقياسًا غير آمن في حال تم كسره.

ب. الترمومتر الرقمي

أصبحت الترمومترات الرقمية أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل سهولة استخدامها وسرعتها في الحصول على القراءة. يتوفر هذا النوع من الترمومترات بأشكال متعددة مثل الترمومتر الفموي أو الترمومتر المخصص للمهبل أو الشرج.

• طريقة الاستخدام: يتم وضع طرف الترمومتر في فم الطفل أو تحت إبطه أو في فتحة الشرج، حسب عمر الطفل ودرجة راحته. عادةً ما يستغرق الجهاز من 20 إلى 60 ثانية للحصول على قراءة دقيقة.

• المزايا: سهل الاستخدام وموثوق به، بالإضافة إلى أنه آمن.

• العيوب: قد لا يكون مريحًا للأطفال الصغار، وخاصةً الرضع.

ج. الترمومتر الإلكتروني للأذن (ترمومتر الأشعة تحت الحمراء)

ترمومتر الأذن هو نوع من الترمومترات الإلكترونية التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة الحرارة عبر قناة الأذن.

• طريقة الاستخدام: يتم إدخال الجهاز في الأذن لفترة قصيرة للحصول على القياس. يُعتبر هذا النوع من الترمومترات سريعًا للغاية (يستغرق ثوانٍ قليلة) ويوفر قراءة دقيقة.

• المزايا: سهل الاستخدام ومناسب للأطفال الأكبر سنًا الذين يمكنهم الجلوس بهدوء.

• العيوب: يمكن أن تؤدي طريقة القياس غير الدقيقة في حالة وجود شمع الأذن إلى قراءة خاطئة.

د. الترمومتر المستشعِر للحرارة (Thermal Scanners)

تُعد أجهزة مقياس الحرارة بدون ملامسة أو التي تعرف بـ “المستشعرات الحرارية” من أحدث التقنيات المستخدمة في قياس درجة حرارة الجسم، وهي تعتمد على الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة الجبهة دون الحاجة إلى ملامسة الجلد.

• طريقة الاستخدام: يتم توجيه الجهاز نحو الجبهة، ويقوم الجهاز بإعطاء قراءة مباشرة خلال ثوانٍ قليلة.

• المزايا: لا حاجة للمس جسم الطفل، مما يجعله الخيار الأفضل للأطفال الرضع أو الأطفال الذين لا يتحملون الحرارة.

• العيوب: يمكن أن تتأثر دقة القياس بعوامل مثل التعرق أو وجود شعر كثيف على الجبهة.

هـ. الترمومتر الشرجي

يُعتبر الترمومتر الشرجي من الأدوات الدقيقة للغاية في قياس درجة حرارة الطفل، خاصة في حالة الرضع الذين لا يستطيعون التعاون مع القياسات الأخرى. حيث يعتبر قياس درجة الحرارة من خلال المستقيم الأكثر دقة مقارنة بالطرق الأخرى.

• طريقة الاستخدام: يتم إدخال الترمومتر بلطف في فتحة الشرج بعمق قليل (حوالي 2 إلى 3 سنتيمتر) لفترة قصيرة.

• المزايا: يعد من أكثر الطرق دقة لقياس درجة الحرارة، خاصة للأطفال الرضع.

• العيوب: قد لا يكون مريحًا للأطفال وقد يسبب القلق للأهل.

4. كيفية قراءة نتائج درجة الحرارة

من المهم أن يعرف الوالدان كيفية تفسير نتائج قياس درجة الحرارة:

• درجة حرارة الجسم الطبيعية: تتراوح عادة بين 36.5 إلى 37.5 درجة مئوية.

• الحمى الخفيفة: إذا كانت درجة الحرارة تتراوح بين 37.5 إلى 38 درجة مئوية، فهذا يعتبر ارتفاعًا طفيفًا في درجة الحرارة.

• الحمى المعتدلة: إذا كانت درجة الحرارة تتراوح بين 38 إلى 39 درجة مئوية، فهذا يشير إلى وجود حمى قد تكون نتيجة لعدوى.

• الحمى الشديدة: إذا كانت درجة الحرارة 39 درجة مئوية أو أكثر، فهذا يشير إلى وجود حمى شديدة تتطلب استشارة طبية.

5. نصائح لقياس درجة حرارة الطفل بشكل صحيح

• الراحة: تأكد من أن الطفل في حالة هدوء عند القياس، لأن النشاط الزائد قد يؤدي إلى زيادة مؤقتة في درجة الحرارة.

• الاختيار المناسب للجهاز: اختر الجهاز الأنسب لسن الطفل وحالته الصحية. للأطفال الرضع، يفضل استخدام الترمومتر الشرجي للحصول على قراءة دقيقة.

• التوقيت المناسب: يُفضل قياس درجة الحرارة في أوقات مختلفة من اليوم للحصول على فكرة شاملة عن حالة الطفل.

• التأكد من صحة الجهاز: تأكد من أن الترمومتر يعمل بشكل صحيح وأنه نظيف قبل الاستخدام.

6. التعامل مع الحمى لدى الأطفال

إذا لاحظت أن درجة حرارة الطفل مرتفعة جدًا، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة لتخفيف الحرارة:

• إعطاء سوائل: يساعد شرب الماء والعصائر الطبيعية على منع الجفاف ويخفض من درجة حرارة الجسم.

• الراحة في بيئة باردة: حاول أن تبقي الطفل في بيئة باردة ومظلمة قدر الإمكان.

• استخدام الأدوية: يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول (حسب استشارة الطبيب) لتخفيف الحمى.

• زيارة الطبيب: إذا استمرت الحمى لأكثر من 24 ساعة أو كانت درجة الحرارة مرتفعة جدًا، يجب استشارة الطبيب.

7. الخلاصة

يعد قياس درجة حرارة الطفل أمرًا أساسيًا في تقييم حالته الصحية بشكل دقيق. من خلال معرفة الطرق المختلفة لقياس الحرارة وفهم قراءة النتائج، يمكن للأهل اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب. كما أن اختيار جهاز القياس المناسب وطريقة الاستخدام الصحيحة يساهمان بشكل كبير في الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة.