كيفية صلاة الشفع والوتر

كيفية صلاة الشفع والوتر: شرح مفصل لجميع جوانبها

مقدمة

صلاة الشفع والوتر تعد من السنن المستحبة التي وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تعد من أهم العبادات التي يمارسها المسلم في الليل، سواء كان ذلك في شهر رمضان أو في غيره. تعتبر هذه الصلاة من أبرز صور قيام الليل، والتي تحمل العديد من الفضائل، حيث ورد في الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى يفرح بشدة بعبادة العبد في هذه الأوقات المباركة.

تعريف صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع هي تلك الصلاة التي يتوضأ فيها المسلم ثم يصلي ركعتين، وتسمى بذلك لأنها تؤدى زوجًا من الركعات. أما صلاة الوتر فهي ركعة واحدة تصلى بعد صلاة الشفع وتعد ختام الصلاة الليلية، ولهذا سميت “وتر” لأنها فردية، ويقال أيضًا “وتر الليل” لأنها آخر صلاة الليل.

ويعتبر الجمع بين صلاة الشفع والوتر من السنة الثابتة، ولها مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرص على إتمامها، خاصة في آخر الليل. هذه الصلاة هي من صلوات التطوع وليست فرضًا، ولكن فضلها عظيم وأجرها كبير كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.

كيفية صلاة الشفع والوتر

1. وقت صلاة الشفع والوتر

وقت صلاة الشفع والوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء، أي بعد أن ينتهي وقت صلاة العشاء الفريضة، ويمتد حتى أذان الفجر. يفضل أن يتم تأديتها في الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي يكون فيه العبد أقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

2. كيفية أداء صلاة الشفع

• النية: يبدأ المسلم بصلاة الشفع بنية خالصة لله عز وجل، والتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يتقبل منه الصلاة.

• عدد الركعات: الشفع تتكون من ركعتين، يصليهما المسلم بتفصيل كما في الصلاة الفريضة، ولكنها صلاة تطوعية.

• القراءة في الصلاة: في الركعة الأولى من صلاة الشفع، يقرأ المسلم بعد الفاتحة سورة قصيرة مثل سورة الإخلاص، وسورة الفلق أو الناس، أو أي سورة قصيرة أخرى من سور القرآن الكريم. كما يتم تكرار الفاتحة في الركعة الثانية من الصلاة.

• القيام في الصلاة: كما في الصلاة الفريضة، يرفع المسلم يديه في بداية الصلاة ويقول “الله أكبر”، ثم يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة، ثم يركع ويسجد ويقوم للركعة الثانية بنفس الطريقة.

• التسليم: بعد إتمام الركعة الثانية من صلاة الشفع، يتم التسليم كما في الصلاة الفريضة.

3. كيفية أداء صلاة الوتر

• النية: بعد الانتهاء من صلاة الشفع، يأتي دور صلاة الوتر وهي صلاة فردية لا تتجاوز ركعة واحدة. تكون النية فيها خالصة لله عز وجل.

• العدد: صلاة الوتر لا تكون إلا ركعة واحدة بعد صلاة الشفع. يمكن أن يؤدي المسلم ركعة واحدة أو ثلاث ركعات كما هو وارد في السنة.

• القراءة في صلاة الوتر: يبدأ المسلم صلاة الوتر بعد الركعة الثانية من صلاة الشفع، وعادة ما يقرأ فيها الفاتحة ثم يقرأ سور قصيرة، كما يفضل أن يقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص، وقد ورد في بعض الأحاديث قراءة سورة الأعلى أو سورة الكافرون، ولا حرج في اختيار أي سورة قصيرة.

• الركوع والسجود: بعد قراءة السورة يتبع المسلم السنة في الركوع والسجود في الركعة الواحدة.

• دعاء القنوت: بعد الركوع الأخير في صلاة الوتر، يأتي المسلم بدعاء القنوت، وهو دعاء مخصوص يمكن الدعاء فيه بكل ما يريد المسلم من الخير لنفسه ولغيره. ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقنت في صلاة الوتر.

• التسليم: بعد الانتهاء من السجدة الأخيرة في صلاة الوتر، يقوم المسلم بتسليم الصلاة على الجهتين كما في باقي الصلوات.

صلاة الشفع والوتر في السنة النبوية

صلاة الشفع والوتر تعد من الصلوات التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم ووصى بها لأمته في العديد من الأحاديث. من أهم هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله وتر يحب الوتر، فصلاة الوتر فرض على كل مسلم”. هذا الحديث يبين أهمية صلاة الوتر ويحث المسلمين على إقامتها.

وقد ذكر في الحديث الصحيح أيضًا: “من أحب أن يقرأ في الوتر فليقرأ بقل هو الله أحد، والمعوذتين”، وهذا يدل على فضيلة قراءة هذه السور المباركة في صلاة الوتر. ومن الأحاديث المشهورة التي تبين كيفية أداء صلاة الشفع والوتر، قوله صلى الله عليه وسلم: “أوتروا قبل أن تصبحوا”، أي أن المسلم يجب أن يحرص على صلاة الوتر قبل الفجر.

فضل صلاة الشفع والوتر

1. صلاة الوتر طريق إلى الجنة

صلاة الوتر من الصلوات التي أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضلها، وهي من السنن المؤكدة التي تقرب المسلم من الله سبحانه وتعالى. ورد في الحديث الصحيح: “من صلى الوتر فقد أتم صلاته”.

2. ليلة القدر

من فضل صلاة الشفع والوتر، أنها من الصلوات التي يكثر فيها الدعاء، والرجاء من الله في أن يغفر للعبد ذنوبه. وقد ربط بعض العلماء صلاة الوتر بليلة القدر التي تقع في العشر الأواخر من رمضان، حيث تتضاعف الأجور ويغفر الله لعباده.

3. حماية من الشيطان

لقد ورد في الحديث النبوي أن صلاة الشفع والوتر تُحَصِّن المسلم من الشيطان، خاصة إذا كان المسلم محافظًا على صلاته في وقت الليل. ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من أوتر قبل أن يصبح كان له أجر صلاة الليل كله”.

أسرار ودعوات في صلاة الشفع والوتر

من الأمور المستحبة في صلاة الشفع والوتر الدعاء بعد صلاة الوتر، فالدعاء في هذا الوقت مستجاب بإذن الله. ففي دعاء القنوت، يكثر المسلم من الدعاء لأن هذا وقت إجابة.

من المستحب أيضًا في صلاة الوتر أن يكثر المسلم من التضرع إلى الله، ومن أذكار الليل. وأفضل الأدعية في هذا الوقت هي ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت: “اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا”.

عدد الركعات في الشفع والوتر

يختلف عدد الركعات في صلاة الشفع والوتر وفقًا للمذهب، لكن الأكثر شهرة هو أن المسلم يؤدي صلاة الشفع ركعتين ثم يصلي ركعة واحدة للوتر. ويمكن للمسلم أن يصلي الوتر بثلاث ركعات حسبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خلاصة

صلاة الشفع والوتر هي من أعظم السنن النبوية التي ينال المسلم من خلالها الأجر العظيم. لقد وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وحث المسلمين على الإكثار منها، خاصة في أوقات الليل. إن المواظبة على هذه الصلاة تعني قربًا من الله عز وجل، ورغبة في المغفرة والرحمة.