خمس نصائح للتّغلّب على التسويف للكاتب المستقل
التسويف هو أحد التحديات الأكثر شيوعاً بين الكتاب المستقلين، حيث يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان يؤجلون العمل الذي يتعين عليهم إنجازه، سواء بسبب قلة الحافز، أو شعورهم بالإرهاق، أو حتى بسبب الخوف من الفشل. إن القدرة على مواجهة هذا العائق وتحقيق الإنتاجية العالية هي مهارة أساسية يجب أن يتقنها كل كاتب مستقل ليتمكن من النجاح في مهنته. في هذا المقال، سنتناول خمس نصائح فعّالة تساعد الكتاب المستقلين في التغلب على التسويف وتنظيم وقتهم بشكل أكثر كفاءة.
1. إنشاء روتين يومي ثابت
أحد الأسباب الرئيسية للتسويف هو غياب الهيكل والتنظيم في حياة الكاتب المستقل. ففي ظل العمل الحر، لا يوجد جدول عمل ثابت أو مواعيد ثابتة للتسليم، مما يمكن أن يؤدي إلى فوضى وتشتت. للحفاظ على الإنتاجية، يجب على الكاتب المستقل أن يخلق لنفسه روتينًا يوميًا يتضمن أوقات محددة للكتابة والعمل.
يمكن أن يتضمن هذا الروتين وقتًا معينًا للكتابة كل صباح أو بعد الظهر، وتحديد أهداف واضحة لكل يوم. يشمل ذلك تحديد المهام التي يجب إنجازها في اليوم التالي، مما يسهم في خلق شعور بالمسؤولية ويمنح الكاتب إحساسًا بالإنجاز عندما يتمكن من إتمام هذه المهام.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد الروتين في تهيئة العقل للتركيز على العمل. فكلما أصبح الوقت مخصصًا للعمل، كلما زادت قدرة الكاتب على التخلص من المشتتات والتركيز في المهمة التي أمامه. يمكن أن يكون الروتين بسيطًا في البداية، ولكنه مع مرور الوقت يصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الكاتب، مما يسهم في تقليل التسويف.
2. تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الكتاب إلى التسويف هو شعورهم بأن المهمة كبيرة جدًا أو معقدة. عندما يرى الكاتب أنه يجب عليه كتابة مقال طويل أو إنهاء مشروع كبير دفعة واحدة، قد يشعر بالإرهاق أو الخوف من عدم القدرة على الإنجاز. لحل هذه المشكلة، ينبغي تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للتحقيق.
على سبيل المثال، إذا كان الكاتب يعمل على مقال طويل، يمكنه تقسيمه إلى أجزاء، مثل البحث، كتابة المقدمة، كتابة الجسم الرئيسي، ثم كتابة الخاتمة. مع كل مهمة صغيرة يتم إنجازها، سيشعر الكاتب بتقدم كبير، مما يقلل من شعوره بالإرهاق. كما أن النجاح في إتمام كل جزء صغير من المهمة يمنح الكاتب الحافز للاستمرار في العمل.
إلى جانب ذلك، يساعد هذا الأسلوب في تحديد أوقات دقيقة لإنجاز كل جزء، مما يعزز من القدرة على الالتزام بالجدول الزمني وتجنب التسويف.
3. استخدام تقنيات إدارة الوقت مثل تقنية بومودورو
إحدى الطرق الفعالة للتغلب على التسويف هي استخدام تقنيات إدارة الوقت مثل تقنية “بومودورو” (Pomodoro Technique). تعتمد هذه التقنية على تقسيم العمل إلى فترات زمنية قصيرة، عادة ما تكون 25 دقيقة، يتبعها فترات راحة قصيرة. بعد إتمام أربع فترات من العمل، يمكن أخذ استراحة أطول.
توفر هذه التقنية العديد من الفوائد للكتاب المستقلين. أولاً، تجعل العمل يبدو أقل رهبة لأنه يتم تقسيمه إلى فترات زمنية قصيرة وسهلة التحمل. ثانياً، يساعد الحصول على استراحة قصيرة بعد كل فترة من العمل على تجديد النشاط والتركيز، مما يحسن الإنتاجية على المدى الطويل. كما أن الالتزام بالوقت المخصص للعمل يساعد في تحديد الحدود بين وقت العمل ووقت الراحة، مما يقلل من إغراء التسويف.
يمكن للكاتب أن يبدأ باستخدام هذه التقنية بوضع ساعة توقيت لمدة 25 دقيقة، ثم البدء في الكتابة بشكل مستمر حتى يرن المنبه. بعد ذلك، يمكنه أخذ استراحة قصيرة لمدة 5 دقائق قبل العودة إلى العمل.
4. إزالة المشتتات من البيئة المحيطة
الكاتب المستقل بحاجة إلى بيئة عمل هادئة ومريحة لتحفيز الإنتاجية. إذ يمكن أن تؤدي المشتتات مثل الهاتف المحمول، وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى الضوضاء في الخلفية إلى تشتيت التركيز وتفاقم مشكلة التسويف. لتجاوز هذه العوائق، يجب على الكاتب العمل على تهيئة بيئة خالية من المشتتات قدر الإمكان.
أحد الحلول هو تخصيص مساحة محددة للعمل في المنزل، بحيث تكون مخصصة فقط للكتابة والعمل. يمكن أيضًا استخدام تطبيقات خاصة لحظر المواقع المشتتة على الإنترنت أثناء ساعات العمل، مثل تطبيقات “Forest” أو “Freedom”، التي تساعد الكاتب على التركيز لفترات طويلة دون الدخول في إغراء التصفح.
إذا كان الكاتب يحتاج إلى التركيز لفترة أطول، يمكنه استخدام سماعات رأس لعزل الأصوات المزعجة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة تساعده على التركيز. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي عليه تقليل استخدام الهاتف أو التطبيقات المشتتة أثناء العمل لتجنب التوقف المتكرر.
5. تحفيز الذات من خلال المكافآت
واحدة من أقوى الطرق للتغلب على التسويف هي تحفيز الذات من خلال المكافآت. عندما ينجز الكاتب مهمة معينة أو يلتزم بجزء من الجدول الزمني، يمكنه مكافأة نفسه بشيء يحبه، مثل تناول فنجان من القهوة المفضلة، أو مشاهدة حلقة من مسلسله المفضل. يمكن أن تكون المكافأة شيئًا صغيرًا، ولكنها تخلق ارتباطًا إيجابيًا بين العمل والراحة، مما يشجع الكاتب على الاستمرار في الإنتاجية.
من خلال تنظيم نظام مكافآت، سيشعر الكاتب بالتحفيز للعمل بشكل أكبر. على سبيل المثال، يمكن تحديد مكافأة بعد إتمام كل مرحلة من العمل أو بعد إتمام عدد معين من الساعات في الكتابة. هذا النوع من التحفيز الشخصي يساعد في بناء عادات عمل جيدة، مما يقلل من احتمالات التسويف.
الخاتمة
التسويف هو تحدٍ شائع يواجهه الكثير من الكتاب المستقلين، لكنه ليس أمرًا لا يمكن التغلب عليه. من خلال تبني بعض الأساليب مثل إنشاء روتين يومي ثابت، تقسيم المهام الكبيرة، استخدام تقنيات إدارة الوقت، إزالة المشتتات، وتحفيز الذات من خلال المكافآت، يمكن للكاتب أن يتغلب على التسويف ويحسن إنتاجيته بشكل ملحوظ. إن النجاح في التغلّب على التسويف يتطلب عزيمة وتخطيطًا مستمرًا، لكن النتائج ستكون أكثر من مرضية، حيث سيشعر الكاتب بزيادة في الإبداع، والتركيز، والإنجازات.
