مخاطر الحنة السوداء على الجلد

احذري الحنة السوداء تصيبك بالحكة

تُعتبر الحنة السوداء من أشهر تقنيات التزيين الجمالي في العديد من الثقافات حول العالم، حيث تُستخدم لتزيين اليدين والقدمين والأجسام بشكل عام، وتعكس مظهرًا مميزًا يضيف لمسة من الجمال والأنوثة. لكنها في الوقت نفسه تحمل العديد من المخاطر الصحية التي قد تهدد سلامة الجلد وتسبب مشاكل صحية مزعجة، ومنها الحكة المزعجة التي قد تلاحق الشخص لفترة طويلة بعد استخدامها.

إن الحنة السوداء لا تعد مجرد صبغة طبيعية كما يعتقد البعض، بل إنها قد تحتوي على مركبات كيميائية ضارة تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. وتعتبر مادة “بارا فينيلين ديامين” (PPD) التي تدخل في تركيب الحنة السوداء أحد أهم المكونات المسببة للمشاكل الصحية المرتبطة بها.

ما هي الحنة السوداء؟

الحنة السوداء هي خليط من مسحوق الحنة الطبيعي (الذي يتم استخراجه من أوراق شجرة الحنة) مع مواد كيميائية أخرى لإضفاء لون أغمق وثبات أطول. بينما تكون الحنة التقليدية بنية اللون عند تطبيقها على الجلد، فإن الحنة السوداء تكون سوداء أو داكنة جدًا، وتستمر لفترة أطول. يتم تطبيق الحنة السوداء عادة على الجلد باستخدام مخططات معقدة أو تصاميم زخرفية.

لكن في العديد من الحالات، تُضاف مادة “بارا فينيلين ديامين” (PPD)، وهي مادة كيميائية سامة تستخدم في الحبر الأسود للوشم والحناء السوداء، والتي لها تأثيرات صحية غير مرغوب فيها، بما في ذلك التسبب في تهيج الجلد، الحساسية، والتفاعلات الجلدية الخطيرة.

تأثيرات الحنة السوداء على الجلد

1. الحساسية والتهيج الجلدي

تعتبر الحساسية من أكثر التأثيرات شيوعًا عند استخدام الحنة السوداء. فمادة PPD التي تُضاف إلى الحنة السوداء تعتبر من المواد المسببة للحساسية الشديدة لدى بعض الأشخاص، ويمكن أن تظهر الأعراض على شكل احمرار، تورم، حكة، وطفح جلدي بعد ساعات قليلة من تطبيق الحنة. هذه الأعراض قد تكون غير مريحة للغاية، وفي بعض الحالات قد تتطلب العلاج الطبي للتخفيف من الأعراض.

2. الحكة المزعجة

تُعتبر الحكة أحد الأعراض الأكثر شيوعًا عند استخدام الحنة السوداء. حيث يشعر الشخص بحرقة وحكة في المناطق التي تم تطبيق الحنة عليها، وهذا يمكن أن يصبح أكثر إزعاجًا مع مرور الوقت. في بعض الحالات، قد تكون الحكة مصحوبة بجفاف الجلد وتشققات قد تزيد من تهيج الجلد.

3. الآثار الدائمة على الجلد

في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي الاستخدام المتكرر للحنة السوداء إلى تدمير الأنسجة الجلدية وإحداث تلف دائم في الجلد. قد تظهر علامات التهابات حادة على الجلد، وقد تتسبب في تصبغات لونية دائمة أو تغير في شكل الجلد.

4. التهيج عند الأشخاص ذوي البشرة الحساسة

الأشخاص الذين يعانون من بشرة حساسة أو مشاكل جلدية مثل الإكزيما أو الصدفية قد يكونون أكثر عرضة لردود فعل سلبية تجاه الحنة السوداء. حيث قد تتسبب المواد الكيميائية الموجودة في الحنة السوداء في تفاقم الأعراض الجلدية وتحفيز حدوث التهيجات.

5. الآثار السامة

على الرغم من كونها مادة غير ضارة في البداية، إلا أن PPD قد تتحلل عند تعرضها للحرارة أو أشعة الشمس، مما يؤدي إلى إطلاق مواد سامة يمكن أن تؤثر على الجسم بشكل عام. على سبيل المثال، قد تنتشر تلك المواد السامة عبر مجرى الدم وتسبب التسمم إذا تم امتصاصها بشكل كبير.

أعراض التسمم نتيجة الحنة السوداء

من الممكن أن تحدث بعض الأعراض عند التعرض للمواد الكيميائية في الحنة السوداء بشكل مفرط أو غير آمن. تشمل هذه الأعراض:

• الصداع: أحد الأعراض الشائعة للتسمم نتيجة المواد الكيميائية في الحنة السوداء هو الصداع المستمر.

• دوار وغثيان: قد يشعر بعض الأشخاص بدوار وغثيان نتيجة امتصاص المواد السامة.

• مشاكل تنفسية: في الحالات النادرة، قد يعاني الشخص من صعوبة في التنفس نتيجة رد فعل تحسسي تجاه PPD.

• تورم في الأنسجة: يحدث هذا عندما يتسبب التفاعل الكيميائي في زيادة التورم في الأنسجة المحيطة.

كيف تتجنبين مشاكل الحنة السوداء؟

1. تجنب استخدام الحنة السوداء الملوثة بالمواد الكيميائية

من الأفضل تجنب شراء الحنة السوداء التي تحتوي على مواد كيميائية إضافية مثل PPD. يُفضل دائمًا شراء الحنة من مصادر موثوقة تتأكد من خلوها من المواد الضارة.

2. إجراء اختبار تحسس قبل التطبيق

قبل استخدام الحنة السوداء على الجلد بشكل كامل، من المهم إجراء اختبار تحسس. يمكن وضع كمية صغيرة من الحنة على جزء صغير من الجلد (مثل الجزء الداخلي من المرفق أو خلف الأذن) ومراقبة أي ردود فعل لمدة 24 ساعة. إذا لم تظهر أي علامات للتحسس مثل الحكة أو الاحمرار، يمكن حينها تطبيق الحنة على باقي الجسم.

3. استخدام الحنة الطبيعية فقط

تُعتبر الحنة الطبيعية بديلاً آمنًا أكثر من الحنة السوداء الكيميائية. يمكن العثور على الحنة الطبيعية في العديد من المتاجر الخاصة بالمنتجات الطبيعية والتجميلية، وهي آمنة للاستخدام ولا تحتوي على المواد الكيميائية الضارة.

4. الحذر من العلاجات المنزلية

بعض الأشخاص قد يحاولون تحضير الحنة السوداء بأنفسهم باستخدام مكونات كيميائية من المنزل. من الأفضل تجنب هذه الممارسات واختيار الحنة التجارية الجاهزة المعتمدة من قبل الجهات الصحية.

5. استشارة الطبيب عند حدوث تفاعلات جلدية

إذا كنتِ قد استخدمتِ الحنة السوداء وظهرت عليكِ أي من الأعراض مثل الحكة أو الطفح الجلدي أو التورم، يجب عليكِ التوقف عن استخدامها فورًا واستشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.

الخلاصة

في حين أن الحنة السوداء قد توفر مظهرًا جذابًا وأنيقًا، فإن مخاطرها الصحية لا يجب تجاهلها. قد تؤدي الحنة السوداء، التي تحتوي على مواد كيميائية خطيرة مثل PPD، إلى تفاعلات جلدية مزعجة مثل الحكة، الاحمرار، والطفح الجلدي، بالإضافة إلى إمكانية حدوث مشاكل صحية أكبر مثل التسمم والتهيج. لذا، من الأفضل دائمًا استخدام الحنة الطبيعية الموثوقة والابتعاد عن الحنة السوداء التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة.