مقال حول عقار كيتامين واستخدامه في التخدير
يعتبر الكيتامين من الأدوية التي تُستخدم في مجالات متعددة، بما في ذلك التخدير العام. على الرغم من فعاليته في العديد من الإجراءات الطبية، إلا أن له بعض الجوانب التي قد تُثير القلق لدى المرضى، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتأثيراته الجانبية وردود فعلهم تجاهه. في هذا المقال، سنستعرض استخدام الكيتامين في التخدير، بالإضافة إلى مراجعة من أحد المرضى وتأثيراته على تجربتهم العلاجية.
ما هو الكيتامين؟
الكيتامين هو دواء يُستخدم بشكل رئيسي في التخدير العام. ينتمي الكيتامين إلى فئة من الأدوية تعرف باسم “المخدرات غير الأفيونية” ويعمل بشكل رئيسي على تثبيط الإشارات العصبية في الدماغ. يُعطى الكيتامين بشكل شائع خلال العمليات الجراحية، سواء كانت جراحة كبرى أو صغرى، لتخدير المريض ومنعه من الشعور بالألم خلال الإجراء الطبي.
الكيتامين يعمل عن طريق تثبيط مستقبلات “NMDA” في الدماغ، وهي المستقبلات المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية المتعلقة بالألم. من خلال هذه الآلية، يمكن للكيتامين أن يحقق تأثيرًا قويًا في تقليل الألم وتوفير حالة من الاسترخاء التام، مما يسهل على الأطباء إجراء العمليات الجراحية بأمان. كما أنه يمكن أن يُستخدم في حالات الطوارئ لأغراض تخدير قصيرة المدى أو حتى في بعض الحالات النفسية مثل علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج.
تاريخ الموافقة على الكيتامين
تمت الموافقة على استخدام الكيتامين من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 30 سبتمبر 2015، وذلك بعد سنوات من الأبحاث والاختبارات التي أظهرت فعاليته في تخدير المرضى وتحقيق نتائج إيجابية في الكثير من الإجراءات الجراحية. يُعد الكيتامين اليوم أحد أكثر الأدوية المخدرة استخدامًا في المرافق الطبية حول العالم.
طريقة الاستخدام والتطبيق الطبي
عادةً ما يُعطى الكيتامين عبر الحقن الوريدي أو العضلي حسب الحاجة وحالة المريض. في الحالات الجراحية، يُمكن أن يُستخدم الكيتامين جنبًا إلى جنب مع أدوية تخدير أخرى لتعزيز فعاليته وتحقيق نتائج أفضل في الحفاظ على وعي المريض بشكل جزئي أو كلي، حسب نوع الجراحة ومتطلباتها.
مراجعة مريض: تجربة سيئة مع الكيتامين
على الرغم من أن الكيتامين يعد من الأدوية الفعالة في مجال التخدير، إلا أن بعض المرضى قد لا يحصلون على تجربة إيجابية معه، وهذا ما حدث مع أحد المرضى الذي قام بمشاركة تجربته على الإنترنت. وفقًا للمراجعة التي شاركها المريض، قال:
“تم إعطائي الكيتامين خلال عملية جراحية خارجة عن المستشفى، ولن أوافق أبدًا على استخدام هذا المخدر مرة أخرى. كانت تجربتي الأسوأ على الإطلاق؛ شعرت كما لو أنني مت وأعدت نفسي للحياة من جديد! كنت مشلولًا تمامًا، سواء جسديًا أو صوتيًا. بعد مدة، تمكنت من إصدار صرخة بشعة، آملًا أن يسمعني الأطباء والممرضون، لكني شعرت أنهم لم يسمعوا شيئًا. أشعر بغضب شديد، بل بالغضب العارم، لأنهم استخدموا هذا الدواء دون أن يوضحوا لي الآثار الجانبية المحتملة. الآن، أنا في المنزل، ولكن لا زلت أعاني من كوابيس حول تلك التجربة المروعة!”
إن هذه المراجعة تُظهر كيف أن الكيتامين، على الرغم من استخدامه بشكل واسع في العمليات الجراحية، قد لا يكون دائمًا الخيار الأمثل لكل المرضى، حيث يُمكن أن يكون له تأثيرات غير متوقعة على البعض، مما يؤدي إلى تجارب مؤلمة أو مخيفة. وهذا يُظهر أهمية ضرورة توعية المرضى بالآثار الجانبية المحتملة للكيتامين قبل إعطائه لهم في أي إجراء جراحي.
تقييم فعالية الكيتامين
فيما يتعلق بتقييم فعالية الكيتامين، يشير المريض إلى أن تجربته كانت سلبية للغاية، حيث أعطى الكيتامين تقييمًا قدره 1 من 10 في فعاليته. هذا التقييم المنخفض يعكس تجربة مؤلمة وغير مرضية، قد تكون ناتجة عن تأثيرات غير مرغوب فيها للكيتامين، مثل الشعور بالشلل المؤقت أو الهلوسة. وعليه، فإن فعالية الكيتامين تعتمد بشكل كبير على طريقة استخدامه وظروف المريض الصحية، حيث أن بعض الأفراد قد يكون لديهم استجابة غير معتادة له، مما يجعل استخدامه محفوفًا بالمخاطر في حالات معينة.
الآثار الجانبية للكيتامين
على الرغم من أن الكيتامين يُعتبر بشكل عام دواءً آمنًا وفعالًا في معظم الحالات الطبية، إلا أن له بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة أو مؤلمة لبعض المرضى. من بين هذه الآثار الجانبية:
- الهلاوس والضلالات: يمكن للكيتامين أن يسبب تغيرات في الوعي والإدراك، مما يؤدي إلى الهلاوس أو الضلالات البصرية والسمعية.
- الشلل المؤقت: كما أشار المريض في تجربته، يمكن أن يشعر المرضى في بعض الأحيان بالشلل المؤقت أو فقدان الحركة، وهو تأثير غير مرغوب فيه قد يكون مقلقًا.
- الارتباك الذهني: بعد الاستفاقة من التخدير، قد يعاني بعض المرضى من شعور بالارتباك الذهني أو فقدان الذاكرة المؤقت.
- آلام جسدية: قد يعاني المرضى من آلام في العضلات أو آلام عامة في الجسم بعد استخدام الكيتامين.
- ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب: في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب الكيتامين في زيادة ضغط الدم أو تسارع ضربات القلب، مما يتطلب مراقبة دقيقة للحالة الصحية للمريض أثناء وبعد استخدام الدواء.
التكرار في وصف الكيتامين
من الملاحظ أن الكيتامين يتم وصفه بشكل متكرر في الحالات الطبية التي تستدعي التخدير، حيث تم وصفه 21 مرة وفقًا للبيانات المتاحة. هذا يُظهر أن الأطباء يعتمدون عليه بشكل كبير في العمليات الجراحية، على الرغم من أنه يجب أن يتم استخدامه بحذر، مع الأخذ في الاعتبار تفاعل كل مريض مع الدواء.
الخلاصة
بناءً على ما تم ذكره، يمكننا القول أن الكيتامين يعد من الأدوية المهمة في مجال التخدير، ويُستخدم بشكل واسع في العديد من الإجراءات الجراحية الطبية. ومع ذلك، لا يخلو من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة لبعض المرضى، كما أن تجارب المرضى مع هذا الدواء قد تختلف بشكل كبير. من المهم أن يتم توعية المرضى بشكل كافٍ حول الآثار الجانبية المحتملة لهذا الدواء، وأن يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان استخدامه بشكل آمن وفعال.
لذلك، يُنصح المرضى الذين يحتاجون إلى التخدير باستخدام الكيتامين أن يتناقشوا مع أطبائهم حول الخيارات المتاحة والآثار الجانبية المحتملة قبل الموافقة على استخدامه.