في العمق السحيق للكون، حيث يتقاطع السحر والغموض، تبرز كواكب النظام الشمسي البعيدة، ومن بين هذه الكواكب البعيدة تظهر Kepler-346 b، كوكب لامع يحمل في طياته العديد من الأسرار والمعلومات الفريدة. يحمل هذا الكوكب البعيد اسم “كيبلر-346 ب”، وهو جزء من عائلة الكواكب العملاقة التي تشبه كواكب المشتري ونبتون.
تعيش Kepler-346 b في بُعد يصل إلى 3210 وحدة فلكية عن الأرض، وهو ما يجعلها تبتعد بعيدًا في ملكات السماء. بالرغم من بُعدها، تظهر بشكل لافت في سماء الليل، إذ يبلغ السطوع النجمي لهذا الكوكب 15.261، ما يجعله نقطة ساطعة تضيء سماء الفضاء اللامتناهي.
يعتبر Kepler-346 b من فئة الكواكب التي تشبه كواكب نبتون، حيث يكون لها خصائص مشتركة مع هذا الكوكب العملاق. تم اكتشاف Kepler-346 b في عام 2014 من خلال الاستفادة من طريقة الكشف عن العبور (Transit)، وهي طريقة تقنية تستند إلى رصد تغييرات في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم، وهو ما يوفر للعلماء فرصة فريدة لفحص تكوين وخصائص الكوكب.
إلى جانب ذلك، يتميز Kepler-346 b بكتلة مضاعفة تبلغ 7.56 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تثير فضول العلماء. ولفهم حجمه الكبير، يُستخدم مضاعف الشعاع، حيث يبلغ 0.237 مرة من شعاع المشتري. وهذا يشير إلى أن Kepler-346 b ليس مجرد كوكب، بل عالم هائل ينتمي إلى نوعية فريدة من الكواكب.
يتداول Kepler-346 b حول نجمه الأم في مدار يبلغ 0.071 وحدة فلكية، ويستغرق له دورة فلكية تقدر بحوالي 0.01779603 عام، ما يجعله كوكبًا ذو حركة دوران سريعة ومثيرة للاهتمام. يتسم المدار بالاستقرار، حيث يبلغ التمدد في المدار بين الكواكب ونجومها، دون وجود أي انحراف يُذكر في المسار.
ومن الجدير بالذكر أن Kepler-346 b يتميز بشكل لافت بانعدام التحرك الشديد في مساره الدوري (Eccentricity = 0.0)، ما يعكس استقراره وتمايله القليل في مساره المداري.
باستخدام طريقة الكشف عن العبور، يكشف العلماء أيضًا عن وسيلة الكشف عن هذا الكوكب، حيث يعتبر هذا الأسلوب وسيلة حديثة وفعالة للكشف عن الكواكب البعيدة.
تعكس Kepler-346 b روعة الكواكب البعيدة والتحديات التي تواجه العلماء في فهم تكوينها وخصائصها. إنها تذكير بجمال وتعقيد الكون الذي ينتظر أن نستكشفه بمزيد من الفضول والتفاني.