في سماء الليل المرصعة بنجوم لا حصر لها، تبرز Kepler-912 b كجوهرة فلكية تتلألأ في نطاق بُعد يصل إلى 6539 وحدة فلكية عن الأرض. تتلألأ هذه الكوكبة البعيدة ببريق غامض يبلغ سطوعه 15.668 درجة، مما يضفي على الليل الفضائي سحرًا خاصًا يخطف الأنفاس.
Kepler-912 b، الذي يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني”، يستحق التعرف على أسراره وخصائصه الفريدة. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سنة 2016، حيث فتحت العدسات الفلكية للعلماء نافذة جديدة نحو عالم الكواكب البعيدة المثيرة.
إن السر الأكبر الذي يحمله Kepler-912 b هو تأثير الكتلة، حيث يعادل كتلته ثمانية أضعاف كتلة الأرض. هذا العملاق الغازي يحمل معه لغزًا فلكيًا ينتظر فكه، ويضع العلماء في رحلة استكشاف مثيرة لفهم تكوينه وطبيعته.
ومن الجدير بالذكر أن Kepler-912 b لا يقف فقط عند حد تأثير الكتلة، بل يتجاوز ذلك ليشمل الأبعاد الأخرى الهامة. يبلغ نصف قطره رُبع نصف قطر المشتري، مما يجعله يشبه إلى حد كبير الكواكب العظيمة في نظامنا الشمسي. هذا الحجم الهائل يفتح نافذة إلى عالم الغموض حيث يتعامل الفلكيون مع تأثيرات الجاذبية والظروف الجوية الفريدة التي قد يوفرها هذا العملاق.
تحكي الرواية الفلكية لهذا الكوكب أيضًا عن رحلته في فلكه حول نجمه الأم، إذ يبلغ شعاع مداره الذي يدور فيه حوالي 0.0339 وحدة فلكية. ومع فترة دوران تبلغ 0.0068446267 عام، يكتنف Kepler-912 b عالمه بالغموض والتعقيد الذي يلفه.
تضاف إلى هذه التفاصيل الرائعة والغنية، طريقة اكتشاف Kepler-912 b التي جذبت العلماء وأثارت فضولهم. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يشير إلى وجود جسم فلكي يعبر أمام النجم.
في الختام، يظهر Kepler-912 b كلوحة فنية فلكية تشكل عنصرًا مثيرًا للاستكشاف والبحث العلمي. هذا الكوكب النبتوني البعيد يعد نافذة إلى عالم مليء بالألغاز والتحديات، مما يجعله هدفًا مثيرًا للعلماء والباحثين الفضائيين الساعين إلى فهم أعماق الفضاء وغموض الكواكب البعيدة.