في إحدى الزوايا البعيدة والغامضة من الفضاء اللامتناهي، تظهر لنا كواكب مدهشة تحمل في جعبتها أسراراً وألغازاً لم نكن نحلم يوماً بمعرفتها. تلك العوالم البعيدة تمثل أسراراً منسية تعكس جمال الكون وتعقيداته، ومن بين تلك الكواكب المذهلة تبرز Kepler-591 b، ككوكب يشد الأنظار بفضل خصائصه الفريدة والغامضة.
يبدو Kepler-591 b كنقطة لامعة في سماء الليل، حيث يبلغ مقدار السطوع النجمي الذي يتلألأ في سماؤه -14.628 درجة، ما يجعله ضيفًا لامعًا في مشهد الكون. اكتشف هذا الكوكب البعيد في عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح جزءًا من التاريخ الفلكي الغني بالاكتشافات والمفاجآت.
يتسم Kepler-591 b بصفات تجعله يشبه كوكب نبتون، فهو ينتمي إلى فئة الكواكب ذات الشكل المشابه لنبتون، مما يضيف له سحرًا خاصًا يستحوذ على الفضول والتساؤلات. تتسم هذه العملاقة الغازية بمضاعف كتلة يبلغ 11.4 مرة مقارنة بكتلة الأرض، وهو رقم يبرز تميزها وثقلها في سماءها البعيدة.
لكن الجمال الفلكي لا يكمن فقط في الحجم والكتلة، بل يتجلى أيضًا في الأبعاد والمقاييس الفلكية الخاصة بها. إذ يظهر Kepler-591 b بقطر يعادل 30.2% من قطر المشتري، ما يجعله يبرز بين كواكب النظام الشمسي بأناقة فريدة. وتحديداً في مدارها الفلكي، حيث يبلغ شعاعها المداري 0.3554 وفترة دورانها حول نجمها 0.22231348 عام، ما يضفي على حياتها الفلكية إيقاعًا رائعًا ومختلفًا.
تتسم هذه العملاقة الباردة بالاستقرار، حيث تظهر قلة التذبذب في مدارها الفلكي بفضل انحرافها البسيط الذي يبلغ 0.0. تم اكتشافها باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يلاحظ المراقبون الزيادة المؤقتة في سطوع النجم الأم أثناء عبور الكوكب أمامه، ما يشير إلى وجود هذا العالم البعيد.
في النهاية، يظل Kepler-591 b رمزًا للغموض والجمال الذي يكمن في أعماق الفضاء اللامتناهي، فهو يروي لنا حكاية فلكية فريدة تمزج بين العلم والفن، وتتركنا وراءها مع الكثير من الألغاز والتساؤلات التي قد تستمر في إثارة فضولنا حتى نهاية الزمان.