في أعماق السماء، تتجلى أسرار عظيمة حول الكواكب البعيدة، ومن بين هذه الأجرام السماوية المثيرة تبرز كوكب Kepler-1149 b، كجوهرة لامعة في عرض السماء اللامتناهية. يعد هذا الكوكب إحدى المكتشفات الرائعة التي قدمتها تقنية الاكتشاف عن بعد، حيث يحتل موقعًا بارزًا في كوكبة الذرّاع السفلى لمجرتنا، يتناغم مع اللامحدود السماوات ويروي قصة مدهشة عن تكوين الكواكب وتنوعها.
تمت مشاهدة Kepler-1149 b على بُعد يبلغ حوالي 3972.0 سنة ضوئية من الأرض، حيث يظهر كنقطة خافتة في عتمة الليل، يقدم الفلكيون والعلماء استنتاجات رائعة بناءً على تلك المسافة الشاسعة. بمعدل سطوع نجمه الأم، الذي يبلغ 15.146 درجة، يكون الكوكب مضيئًا بنعومة في سماء الليل، ويثير فضول العقول الباحثة.
يُصنف Kepler-1149 b ككوكب فائق الأرض، حيث يكتنفه سراب من الغموض والتعقيد. وقد تم اكتشافه في عام 2016 عبر طريقة العبور، حيث يعبر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يتسبب في تغييرات طفيفة في سطوع النجم، ويُسجل هذا التغيير بواسطة الأقمار الصناعية وأجهزة الرصد على الأرض. إن هذا الاكتشاف المذهل ألهم الباحثين لفهم أكثر حول تركيب الكواكب وتوزيعها في الفضاء.
فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يظهر Kepler-1149 b بشكل ملفت للنظر. حيث يبلغ مضاعف كتلته 2.67 مرة مقارنة بالأرض، ويمتلك قطرًا يضاهي 1.44 مرة قطر الأرض. يتسم الكوكب بمدار غير متماثل بشكل لافت، إذ يتراوح نصف قطر مداره البالغ 0.0473 وحدة فلكية. يستغرق Kepler-1149 b حوالي 0.010130048 يوم ليكمل دورة كاملة حول نجمه، ويرافق ذلك انخراط ملحوظ في ميلان المدار بلغت قيمته صفر، مما يشير إلى استقرار فائق في حركته حول نجمه.
يعكس Kepler-1149 b جمالًا هائلًا في عالم الفضاء، حيث يستحضر وجوده أسئلة فلكية جديدة وتحديات علمية ملهمة. ومع استمرار البحث والتقدم في ميدان علم الفلك، سيظل هذا الكوكب محط اهتمام الباحثين ونافذة تطل على أسرار لا تنتهي في هذا الكون الواسع والمتعدد الأبعاد.