في أعماق السماء، تتألق نجم يُعرف بإسم HD 24085، يحمل بين ضيائه وألقه العديد من الأسرار والعجائب الفلكية. يتوسط هذا الكوكب البعيد المجرات اللامتناهية في الفضاء، مستكشفون يرسلون أنظارهم إلى HD 24085 b، الكوكب الذي يدخل عالم الكواكب البعيدة بطابعه الفريد والغامض.
معدلات معرفتنا بHD 24085 b تصل إلى ذروتها، فهو كوكب يبعد عنا مسافة تبلغ 179.0 سنة ضوئية، ويظهر لنا بوضوح بفضل سطوع نجمه الأم، الذي يتمتع بقوة ساطعة تعادل 7.57 درجة من الكتالوج المرئي للنجوم. هذا الكوكب، الذي يعتبر من نوع “نيبتوني المشابه”، يثير فضول الباحثين والعلماء حيث يشير إلى وجود كوكب يشبه كوكب نبتون في نظام HD 24085.
في عام 2019، تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر، مضيءًا في سماء اللانهاية السوداء، مضيءًا بتاريخ اكتشافه الذي سيظل خالدا في سجلات الفلك. يبلغ كتلة HD 24085 b 11.8 مرة متعددة بالنسبة للأرض، حيث يحمل على كاهله وزنًا هائلا يشد الأنظار نحوه. ولا تقتصر جاذبيته الكبيرة على مجرد الكتلة، بل يمتد تأثيره إلى الأبعاد الفيزيائية حيث يكون نصف قطره 0.309 مرة بالنسبة لكوكب المشتري، العملاق الغازي السابح في أعماق المجموعة الشمسية.
مع ابتعاد HD 24085 b عن مركز نجمه، يدور في مدار غامض بشكل لافت، إذ يبلغ شعاع مداره 0.034 وفترة دورانه 0.0054757018 سنة، ما يمنحه حركة سماوية تتحدى قوانين الفيزياء العادية. وكأن هذا لا يكفي، تبرز خصائصه الفريدة في ميله المستوي، حيث يبلغ انحرافه عن المدار المستقيم 0.22، ما يضيف لغزا آخر إلى لغز هذا الكوكب البعيد.
تم اكتشاف HD 24085 b باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث يتم تحليل تأثير حركة النجم الأم الدورية بسبب جاذبية الكوكب المرافق. هذا الأسلوب الدقيق يمكن من قياس السرعة الشعاعية للنجم، وبالتالي الكشف عن وجود كوكب يؤثر في تلك الحركة بطريقة تدل على وجوده.
بهذه الطريقة، يظهر HD 24085 b كوكبًا فريدًا بكل معنى الكلمة، يحمل في طياته ألغاز الفضاء والكواكب. إنه عالم منعزل في السماء يروي قصة الكون بأسلوبه الخاص، متحدينا لفهم أعماقه وأسراره.