في مشهد لا يعد ولا يحصى من الكواكب والأجرام السماوية التي تتناثر في أعماق الفضاء اللامتناهي، تبرز كوكبٌ بارز يُعرف باسم HD 219828 c. يندرج هذا الكوكب ضمن فئة العمالقة الغازية، حيث يتميز بسمات فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والباحثين في علم الفلك.
تتسم HD 219828 c بمسافة فضائية هائلة تبلغ 238 وحدة فلكية عن الأرض، ما يجعلها بعيدة جدًا عن عيوننا البشرية، وتعزز هذه البعد الهائل إشعاعاتها الساطعة بدرجة تصل إلى 8.04 درجة من التألق النجمي. يظهر هذا الكوكب في سماء الليل كنقطة براقة، تعكس عجائب الكون وتذكيرًا بأبعاده الضخمة والمذهلة.
ما يميز HD 219828 c أكثر هو اكتشافه في عام 2016، حيث ألقى الباحثون النظر إلى أعماق السماء باستخدام أساليب اكتشاف متطورة، حيث تم استخدام أسلوب السرعة الشعاعية لتحديد وجود هذا العملاق الغازي. تلك التقنية المعقدة تعتمد على مراقبة تغيرات في سرعة النجوم القريبة، ما يشير إلى وجود كواكب تؤثر في حركتها.
معلومات أخرى مهمة تتعلق بخصائص HD 219828 c تتمثل في تكوينه الغازي، حيث يعتبر عمالقة الغاز جزءًا لا يتجزأ من تنوع الكواكب في الكون. يبرز هذا العملاق بكتلة مذهلة تقدر بـ 17.0123 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي الأبرز في نظامنا الشمسي. ومن الجدير بالذكر أن قطره يعادل 1.09 مرات قطر المشتري، ما يجعله يندرج ضمن فئة العمالقة الغازية الضخمة.
تتجلى روعة HD 219828 c أيضًا في مساره المداري، حيث يتأرجح حول نجمه الأم بشكل محسوس على مدار يبلغ 5.657321 وحدة فلكية. وفي مدة زمنية لا تصدق تبلغ 13.1 يوم، يقوم هذا العملاق الغازي بدورة كاملة حول نجمه، ما يضيف إلى تعقيدات الحياة في هذا الزمكان الفلكي البعيد.
تعزز تلك السمات الفريدة الاهتمام بـ HD 219828 c، وترسخه كجسم فلكي فريد من نوعه في سماء الكون. إن الاكتشافات المتعلقة بهذا الكوكب تمثل نافذة نحو فهم أعماق الفضاء، وتثير الأسئلة حول أصل وتطور الكواكب والنجوم في هذا الكون الغامض.