كوكب CoRoT-20 b: عملاق غازي في الفضاء

في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تظهر أمام عيون المستكشفين السماء اللامتناهية، وفي هذا الفضاء الفسيح يتوسع الفهم حول الكواكب البعيدة والظواهر الفلكية الغامضة. من بين هذه الكواكب البعيدة، تبرز كوكب “CoRoT-20 b” كجوهرة في سماء اللانهاية.

CoRoT-20 b ينتمي إلى عائلة العمالقة الغازية، حيث يتألق في سماءه اللامعة بأمجاده الفلكية. يبلغ بُعد هذا العملاق الغازي عناقيد النجوم البعيدة مسافة تبلغ 2753.0 سنة ضوئية، مما يجعله جارًا لنا في هذا الكون الواسع.

تتسم CoRoT-20 b بسمة فلكية مشعة، إذ يظهر للمراقبين على الأرض بدرجة لمعان تقدر بـ 14.63 مقدار ظاهري للسطوع النجمي. تلك اللمعان الباهر يضيء الليل الفلكي ويروي حكاية هذا الكوكب الغامض.

اكتشف هذا العملاق الغازي CoRoT-20 b في سنة 2011، حينما كانت أعين الباحثين تتلقف أشعته الفلكية بفضول لا حدود له. تمت مراقبته باستخدام أسلوب العبور (Transit)، الذي يعتمد على قياس تغيير في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه.

وعندما نتحدث عن خصائص CoRoT-20 b، نجد أن كتلته تفوق 4.3 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. يعكس هذا الرقم الكبير تمامًا حجم وكتلة هذا الكوكب الفلكي البعيد.

وبالإضافة إلى ذلك، يظهر CoRoT-20 b بحجم أقل بنسبة 0.84 مقارنةً بلُبنان العظيم. إن هذا القطر المنخفض يختزن أسرارًا عديدة حول تكوين هذا العملاق الفلكي وتطوره في سماء المجرات البعيدة.

تتحدد مدارية CoRoT-20 b بعناية فائقة، إذ يقع على بُعد 0.09 وحدة فلكية من نجمه الأم، مكملاً دورته حوله بفترة تبلغ 0.025188226 سنة. ولكن المثير للاهتمام هو الشذوذ الكبير في مداره، إذ يبلغ ارتفاع الشذوذ الكوكبي نسبة 0.59. يعكس هذا الشذوذ تحديات فلكية فريدة للباحثين والمهتمين بدراسة الكواكب البعيدة.

إن CoRoT-20 b تحفة فلكية تتسارع في فضاء الكواكب، محملة بألغازها وجاذبيتها الفلكية. تكمن جماليات هذا العملاق الغازي في تفاصيله الفلكية الدقيقة، ويظل مصدر إلهام للعقول الفلكية التي تطمح إلى فهم أعماق الكون وأسراره المحيطة بالكواكب البعيدة.