كل ما تحتاج معرفته عن الليزك

عملية الليزك للعيون: كل ما تحتاج معرفته

تعتبر عملية الليزك من أشهر وأحدث الإجراءات الطبية المستخدمة لتحسين الرؤية وعلاج مشكلات العيون مثل قصر النظر، طول النظر، والانحراف (الاستجماتيزم). وقد ساعدت هذه العملية الملايين من الأشخاص حول العالم في التخلص من النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، مما جعلها واحدة من أكثر العمليات الجراحية شيوعًا في ميدان طب العيون. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل عملية الليزك، من كيفية إجرائها، إلى أنواعها، وكيفية التأهيل بعدها، بالإضافة إلى الفوائد والمخاطر المحتملة لهذه العملية.

ما هي عملية الليزك؟

الليزك هو اختصار لعبارة “Laser In Situ Keratomileusis” والتي تعني “إعادة تشكيل القرنية باستخدام الليزر”. هي عملية جراحية تهدف إلى تصحيح الأخطاء الانكسارية في العين عن طريق تعديل شكل القرنية باستخدام الليزر. القرنية هي الجزء الشفاف الأمامي من العين الذي يساعد في تركيز الضوء بشكل صحيح على شبكية العين، وبالتالي تحسين الرؤية. في الأشخاص الذين يعانون من مشكلات بصرية مثل قصر النظر أو طول النظر أو الاستجماتيزم، يكون شكل القرنية غير مناسب مما يؤدي إلى تشويش الصورة التي تصل إلى شبكية العين.

كيفية إجراء عملية الليزك

تتم عملية الليزك في العادة تحت تأثير التخدير الموضعي، ويستغرق الوقت الذي يستغرقه الإجراء في الغالب بين 10 إلى 15 دقيقة فقط لكل عين. العملية بسيطة إلى حد ما، ولكنها تحتاج إلى دقة شديدة من الجراح والاهتمام بأدق التفاصيل لضمان نتائج مثالية. فيما يلي خطوات إجراء عملية الليزك:

1. تخدير العين: يُستخدم مخدر موضعي على شكل قطرات لتخدير العين بالكامل، مما يضمن عدم الشعور بالألم أثناء العملية.

2. تحضير العين: يتم تثبيت الجفن باستخدام جهاز خاص يُسمى “مُثبت الجفن” لضمان عدم حركته أثناء العملية.

3. إنشاء شريحة رقيقة من القرنية: يبدأ الطبيب باستخدام جهاز يُسمى “الميكروموتور” أو “الفيمتوسكند” لإنشاء شريحة رقيقة جداً من القرنية. تُرفع هذه الشريحة لتوفير الوصول إلى الجزء الداخلي من القرنية.

4. إعادة تشكيل القرنية باستخدام الليزر: بعد رفع الشريحة، يتم استخدام ليزر إكزيمر لإعادة تشكيل القرنية. يقوم الليزر بتعديل منحنى القرنية بحيث يتمكن الضوء من التركيز بشكل أفضل على الشبكية، مما يحسن الرؤية. هذه العملية تتم بدقة شديدة لتصحيح الأخطاء الانكسارية مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم.

5. إعادة الشريحة إلى مكانها: بعد تعديل القرنية، يتم إعادة الشريحة إلى مكانها الأصلي. لا يتطلب الأمر غرزًا لأن الشريحة تلتئم بمفردها خلال فترة قصيرة.

6. المرحلة ما بعد العملية: بعد إجراء العملية، يتم وضع قطرة مهدئة في العين لتقليل الألم أو الشعور بعدم الراحة. يُسمح للمريض بالذهاب إلى المنزل في نفس اليوم، مع اتباع بعض التعليمات للرعاية.

الأنواع المختلفة لعملية الليزك

توجد عدة أنواع لعملية الليزك، تختلف بحسب التقنية المستخدمة في كل منها. تختلف هذه الأنواع في طريقة إجراء الجراحة وفي الأدوات التي يتم استخدامها، ولكن الهدف المشترك هو تحسين الرؤية بشكل دائم.

1. الليزك التقليدي (الميكروموتور):

يُستخدم جهاز يسمى “الميكروموتور” لإجراء عملية فصل شريحة رقيقة من القرنية. يعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعًا ويتم استخدامه في الغالب لعلاج قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم. هو نوع فعال وآمن، ولكنه قد يتطلب وقتًا أطول في مرحلة الشفاء مقارنة مع الأنواع الحديثة.

2. الليزك باستخدام الفيمتوثانية (FemtoLASIK):

يعد هذا النوع من العمليات أكثر تطورًا ودقة، حيث يتم استخدام جهاز ليزر يعمل بتقنية الفيمتوثانية لإنشاء الشريحة القرنية بدلاً من الميكروكاش. بفضل هذه التقنية الحديثة، يقل احتمال حدوث مضاعفات ويكون الشفاء أسرع. يُعتبر الليزك باستخدام الفيمتوثانية الخيار الأمثل للأشخاص الذين يعانون من قرنية رقيقة أو أشكال غير عادية من الأخطاء الانكسارية.

3. الليزك للقرنيات الرقيقة (البروتوكول المتقدم):

في بعض الحالات الخاصة مثل الأشخاص الذين يعانون من قرنيات رقيقة، يمكن استخدام بروتوكلات متقدمة من عملية الليزك التي تضمن سلامة العين وتحقق أفضل النتائج. في هذه الحالات، قد يعتمد الطبيب على تقنيات دقيقة للغاية، بما في ذلك الفيمتوثانية أو حتى إجراء تعديلات إضافية باستخدام تقنيات جديدة.

فوائد عملية الليزك

تعتبر عملية الليزك خيارًا مفضلًا للعديد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الرؤية. من بين الفوائد التي يتميز بها هذا الإجراء:

1. تحسين الرؤية بشكل ملحوظ: بعد عملية الليزك، يحصل معظم المرضى على رؤية واضحة، وتقل الحاجة إلى النظارات أو العدسات اللاصقة.

2. عملية سريعة وآمنة: تتم العملية في غضون دقائق، ولا تتطلب عادة سوى تخدير موضعي، ويعود المريض إلى نشاطاته اليومية بشكل سريع.

3. تحسين نوعية الحياة: بالنسبة للكثيرين، تعني عملية الليزك التخلص من الاعتماد على النظارات أو العدسات اللاصقة، مما يزيد من شعورهم بالراحة والثقة في حياتهم اليومية.

4. أقل ألمًا ووقتًا للشفاء: على الرغم من أن عملية الليزك تتضمن جراحة في العين، إلا أنها تتميز بكونها منخفضة الألم مع فترة شفاء قصيرة مقارنة بالإجراءات الجراحية الأخرى.

المخاطر والآثار الجانبية

مثل أي عملية جراحية أخرى، قد تنطوي عملية الليزك على بعض المخاطر والآثار الجانبية. من أهم هذه المخاطر:

1. جفاف العين: يمكن أن يسبب إجراء الليزك جفافًا مؤقتًا في العين، حيث يعاني بعض المرضى من شعور بالحرقان أو الحكة.

2. الهالات واللمعان: بعض المرضى قد يعانون من رؤية هالات أو لمعان حول الأضواء في الليل بعد العملية، وهو أمر قد يكون مزعجًا في البداية لكنه يختفي تدريجيًا.

3. رؤية غير مثالية: في بعض الحالات النادرة، قد لا تتحقق الرؤية المثالية بعد العملية، مما يستدعي إجراء علاج إضافي.

4. التهاب العين أو العدوى: مثل أي عملية جراحية، قد يرافق العملية خطر حدوث التهاب أو عدوى في العين، لكنه نادر.

5. مضاعفات قرنية: قد تحدث بعض المشكلات المتعلقة بالقرنية مثل نقص أو زيادة في السماكة بعد إجراء العملية.

ما بعد عملية الليزك

تتطلب عملية الليزك فترة قصيرة من الراحة والتعافي. بعد إجراء العملية، يُنصح المرضى بتجنب فرك العين أو التعرض للغبار أو المواد الكيميائية في الأيام الأولى بعد العملية. كما ينبغي لهم استخدام قطرات العين الموصوفة من قبل الطبيب لتقليل الالتهابات والمساعدة في شفاء العين بشكل أسرع. في العديد من الحالات، يتمكن المرضى من العودة إلى العمل في اليوم التالي للعملية، إلا أن الطبيب قد يوصي ببعض التعديلات في نمط الحياة خلال الأسابيع القليلة الأولى.

الخلاصة

تعتبر عملية الليزك خيارًا فعالًا وآمنًا لتحسين الرؤية وتصحيح العديد من مشكلات العين الانكسارية. على الرغم من أنها عملية غير معقدة وآمنة في الغالب، إلا أن هناك بعض المخاطر والآثار الجانبية التي يجب أن يكون المرضى على دراية بها. إذا تم إجراؤها بشكل صحيح وبأيدٍ ماهرة، فإن نتائج العملية تكون عادةً ممتازة وتساعد المرضى على التخلص من الحاجة إلى النظارات أو العدسات اللاصقة بشكل دائم.