كل أعمال شكسبير: تحليل شامل لأعمال الكاتب العظيم
يعد “كل أعمال شكسبير” لموريس تشارني واحدًا من أبرز الأعمال الأدبية التي تقدم تحليلًا متكاملًا لأعمال الكاتب الإنجليزي الشهير وليم شكسبير. نشر الكتاب بواسطة جامعة كولومبيا في أبريل 1993، ويعد مرجعًا مهمًا لعشاق الأدب ومؤرخي الأدب على حد سواء. من خلال هذا الكتاب، يقدم تشارني، الذي كان رئيسًا سابقًا لجمعية شكسبير الأمريكية، نظرة شاملة على جميع أعمال شكسبير، بما في ذلك المسرحيات، والقصائد الطويلة، sonnets، والعديد من الأعمال الأخرى.
محتوى الكتاب وتفاصيله
الكتاب مقسم إلى أقسام حسب الأنواع الأدبية، حيث يتم تناول كل نوع من أنواع الأدب التي كتبها شكسبير بشكل منفصل. يشمل ذلك الكوميديا، والتاريخ، والتراجيديا، والرومانس، بالإضافة إلى القصائد. يقدم تشارني في كل فصل تحليلاً مفصلاً لكل عمل، من “الكوميديا الأولى للأخطاء” إلى “العاصفة”، إلى جانب القصائد الطويلة وsonnets الشهيرة. يتميز التحليل بالوضوح والإيجاز، مما يسهل على القارئ فهم واستيعاب مضمون كل عمل من أعمال شكسبير.
أهمية الكتاب
تتجلى أهمية الكتاب في كونه جسرًا بين القارئ المعاصر وأعمال شكسبير، التي قد تبدو معقدة أو بعيدة عن السياق العصري. يعتقد تشارني أن أعمال شكسبير يمكن فهمها وتقديرها بشكل كامل حتى في العصر الحديث. في هذا السياق، يعمل الكتاب على جعل أعمال شكسبير أكثر وصولاً وملاءمة لجمهور اليوم، مما يساعد على تعزيز التقدير الأدبي للأعمال الكلاسيكية.
تحليل أعمال شكسبير
تبدأ فصول الكتاب بالتطرق إلى مسرحيات شكسبير الكوميدية، حيث يتم تناول الأعمال مثل “كوميديا الأخطاء” و”الليلة الثانية عشرة” و”ماكبث”. في كل من هذه المسرحيات، يستعرض تشارني العناصر الكوميدية المختلفة ويستكشف كيف أن الفكاهة تعكس القضايا الاجتماعية والثقافية لعصر شكسبير.
ثم ينتقل الكتاب إلى المسرحيات التاريخية، مثل “هنري الخامس” و”ريتشارد الثالث”. هنا، يتم تحليل كيفية معالجة شكسبير للأحداث التاريخية وتقديمها بشكل درامي يعكس التوترات السياسية والاجتماعية في إنجلترا خلال فترة حكم الملوك.
في فئة التراجيديا، مثل “هاملت” و”عطيل”، يقدم تشارني رؤى حول البنية النفسية للشخصيات والأحداث الدرامية المعقدة التي تشكل جوهر هذه المسرحيات. يتم التركيز على دراسة الأساليب البلاغية والرمزية التي يستخدمها شكسبير لإبراز الصراع الداخلي والخارجي للشخصيات.
أما في فئة الرومانس، والتي تشمل مسرحيات مثل “العاصفة” و”أوزة أوفيس” فإن تشارني يستعرض كيف أن هذه الأعمال تدمج بين عناصر الخيال والواقع، مما يخلق عوالم جديدة تثير الإعجاب والتفكير.
القصائد والسنوات
يعتبر الكتاب أيضًا مرجعًا مفيدًا للقصائد الطويلة وsonnets التي كتبها شكسبير، حيث يوفر تشارني تحليلًا لاهتماماته المواضيعية والأسلوبية. يتم تناول القصائد مثل “أغنية في ذكرى الحبيبة” و”القصيدة رقم 18″ من خلال التركيز على الطريقة التي يتعامل بها شكسبير مع موضوعات الحب، والجمال، والوقت.
الأعمال المشتركة والمشكوك في نسبها
يولي تشارني أيضًا اهتمامًا خاصًا للأعمال التي قد يكون لها نصيب من شكسبير ولكنها ليست منسوبة إليه بشكل قطعي. يتناول الكتاب أعمالًا مثل “الاثنان النبلاء” و”بيريكليس” و”شكوى الحبيب”، ويستعرض كيف أن هذه الأعمال قد تحتوي على لمسات من أسلوب شكسبير، لكن من غير المؤكد ما إذا كانت قد كُتبت بالكامل بقلمه.
خلاصة
يقدم “كل أعمال شكسبير” لموريس تشارني قراءة تحليلية تتسم بالوضوح والعمق، مما يجعله إضافة قيمة لمكتبة أي محب للأدب. ينجح الكتاب في تقديم أعمال شكسبير بطريقة تجعلها أكثر وصولاً وفهمًا للقارئ العصري، في نفس الوقت الذي يحتفظ بجوهر الأعمال الأدبية التي شكلت جزءًا أساسيًا من التراث الأدبي العالمي. من خلال هذا الكتاب، يمكن للقراء الجدد والممارسين على حد سواء استكشاف جمال وتفاصيل أعمال شكسبير بشكل يجمع بين التقدير الأكاديمي والتمتع الأدبي.