أكثر 10 دول إنفاقاً على الدفاع في العالم
يُعتبر الإنفاق العسكري أحد أبرز المؤشرات على قوة الدولة ونفوذها الإقليمي والدولي، حيث يعكس مدى التزام الحكومات بتعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التحديات الأمنية المعقدة والمتغيرة. تتفاوت مستويات الإنفاق الدفاعي بين الدول حسب أولوياتها الاستراتيجية، وجغرافيتها السياسية، ومواقفها من التهديدات الإقليمية والعالمية. في هذا السياق، تبرز مجموعة من الدول كأكثر الجهات إنفاقاً على الدفاع، وهي غالباً ما ترتبط بمراكز النفوذ العالمي، والقدرة على التدخل العسكري خارج الحدود، وامتلاك ترسانة ضخمة من الأسلحة المتقدمة.
يعتمد التصنيف العالمي لأكثر الدول إنفاقاً على الدفاع على بيانات دقيقة تصدر عن مؤسسات مرموقة مثل معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، والبنك الدولي، ووزارة الدفاع الأمريكية، وغيرها من الهيئات التي تتابع عن كثب تطورات الميزانيات العسكرية. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل أكثر 10 دول إنفاقاً على الدفاع في العالم، مع تحليل الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية لهذا الإنفاق، وتقديم بيانات موثوقة تسلط الضوء على الأرقام والاتجاهات.
1. الولايات المتحدة الأمريكية
تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول الأكثر إنفاقاً على الدفاع بفارق كبير عن أي دولة أخرى، حيث تستحوذ وحدها على حوالي 40% من الإنفاق العسكري العالمي. في عام 2024، بلغت ميزانية الدفاع الأمريكية نحو 877 مليار دولار أمريكي، وفقاً لتقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
العوامل المؤثرة:
-
الانتشار العسكري الواسع في أكثر من 70 دولة حول العالم.
-
الاستثمار في الأسلحة النووية، والطائرات الشبح، وحاملات الطائرات.
-
التزام طويل الأمد بالتحالفات مثل الناتو، والدفاع عن الحلفاء.
القطاعات الرئيسية:
-
القوات الجوية والفضائية.
-
الاستخبارات العسكرية.
-
البحث والتطوير في تكنولوجيا الأسلحة المتقدمة.
2. الصين
تحتل الصين المرتبة الثانية بميزانية دفاع بلغت 292 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وهو ما يمثل 13% تقريباً من الإنفاق العسكري العالمي.
الأسباب:
-
تعزيز الوجود البحري في بحر الصين الجنوبي.
-
التحديث الشامل للجيش الشعبي الصيني.
-
السباق التكنولوجي مع الولايات المتحدة، خاصة في الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار.
ملامح التطوير:
-
تطوير حاملات الطائرات الحديثة.
-
تعزيز القدرات السيبرانية.
-
تعزيز الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى.
3. روسيا
رغم التحديات الاقتصادية والعقوبات الدولية، بلغت ميزانية الدفاع الروسية حوالي 109 مليارات دولار أمريكي في 2024، مما يجعلها ثالث أعلى دولة في الإنفاق العسكري.
دوافع الإنفاق:
-
العمليات العسكرية في أوكرانيا.
-
تحديث الترسانة النووية.
-
تعزيز النفوذ في الشرق الأوسط وأفريقيا.
الجوانب البارزة:
-
الاستثمار في الأسلحة فوق الصوتية.
-
تطوير منظومات الدفاع الجوي (مثل إس-400 وإس-500).
-
زيادة عدد الأفراد العسكريين والتدريبات الواسعة النطاق.
4. الهند
أنفقت الهند حوالي 81.4 مليار دولار أمريكي في عام 2024، محتلة بذلك المرتبة الرابعة.
الأسباب:
-
التوترات الحدودية مع الصين وباكستان.
-
برنامج التحديث العسكري المستمر منذ عام 2016.
-
دعم الصناعات الدفاعية المحلية ضمن مبادرة “صُنع في الهند”.
أبرز القطاعات:
-
القوات الجوية (مقاتلات رافال وسوخوي).
-
الدفاع البحري (الغواصات النووية).
-
الدفاع السيبراني.
5. المملكة العربية السعودية
تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة عالمياً، والأولى عربياً، بميزانية دفاع بلغت 75 مليار دولار أمريكي تقريباً في عام 2024.
دوافع الإنفاق:
-
التحديات الأمنية الإقليمية، خاصة في اليمن والخليج العربي.
-
الشراكات العسكرية مع الولايات المتحدة وفرنسا.
-
تحديث الجيش ضمن رؤية السعودية 2030.
ملامح الإنفاق:
-
شراء أنظمة دفاع جوي متقدمة.
-
تعزيز القدرات الجوية والبحرية.
-
تطوير الصناعات العسكرية الوطنية.
6. المملكة المتحدة
بلغ الإنفاق الدفاعي للمملكة المتحدة حوالي 74.8 مليار دولار أمريكي، حيث تسعى لندن إلى الحفاظ على دورها كقوة عسكرية عالمية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
أبرز الملامح:
-
نشر القوات في البحر الأسود وأوروبا الشرقية.
-
الاستثمار في الغواصات النووية من طراز “فانغارد”.
-
دعم صناعة الطائرات المقاتلة (برنامج Tempest).
7. ألمانيا
وصل الإنفاق الدفاعي الألماني في عام 2024 إلى 66.7 مليار دولار أمريكي، وهو الأعلى في تاريخ البلاد منذ الحرب الباردة.
العوامل المؤثرة:
-
تغيير الاستراتيجية الدفاعية بعد الحرب في أوكرانيا.
-
تعزيز مساهمات ألمانيا في حلف الناتو.
-
دعم الصناعات الدفاعية الوطنية.
النقاط المحورية:
-
تحديث الدبابات والطائرات.
-
شراء طائرات F-35.
-
تعزيز الدفاع السيبراني.
8. فرنسا
أنفقت فرنسا حوالي 61.3 مليار دولار أمريكي، وهي من أبرز الدول الأوروبية في مجالي الدفاع والتصنيع العسكري.
الأهداف الاستراتيجية:
-
الحفاظ على النفوذ في أفريقيا.
-
دعم العمليات العسكرية في الساحل والصحراء.
-
تطوير القدرات النووية والدفاع الفضائي.
9. كوريا الجنوبية
بلغ الإنفاق الدفاعي لكوريا الجنوبية حوالي 54 مليار دولار أمريكي، مدفوعاً بشكل رئيسي بالتوترات المستمرة مع كوريا الشمالية.
ملامح الإنفاق:
-
تطوير صواريخ بعيدة المدى.
-
تحديث الأسلحة التقليدية.
-
التعاون العسكري الوثيق مع الولايات المتحدة.
10. اليابان
احتلت اليابان المرتبة العاشرة بميزانية دفاع بلغت 51.1 مليار دولار أمريكي في 2024.
خلفية الإنفاق:
-
التهديدات الإقليمية من الصين وكوريا الشمالية.
-
تخفيف القيود الدستورية على الإنفاق العسكري.
-
زيادة التعاون مع الولايات المتحدة والناتو.
جدول يوضح أعلى 10 دول إنفاقاً على الدفاع (2024)
| الترتيب | الدولة | الإنفاق الدفاعي (مليار دولار) | النسبة من الإنفاق العالمي |
|---|---|---|---|
| 1 | الولايات المتحدة | 877 | 39.5% |
| 2 | الصين | 292 | 13.1% |
| 3 | روسيا | 109 | 4.9% |
| 4 | الهند | 81.4 | 3.7% |
| 5 | السعودية | 75 | 3.4% |
| 6 | المملكة المتحدة | 74.8 | 3.4% |
| 7 | ألمانيا | 66.7 | 3.0% |
| 8 | فرنسا | 61.3 | 2.8% |
| 9 | كوريا الجنوبية | 54 | 2.4% |
| 10 | اليابان | 51.1 | 2.3% |
السياقات الجيوسياسية المرتبطة بالإنفاق العسكري
يُعد ارتفاع الإنفاق العسكري مؤشراً على التنافس العالمي المتصاعد، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الكبرى، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والصعود الصيني، وتوترات بحر الصين الجنوبي، والصراعات في الشرق الأوسط. هذه الديناميكيات تعيد تشكيل التوازنات الاستراتيجية وتجعل من الإنفاق الدفاعي أداة مركزية في صنع السياسات الخارجية.
أبرز ملامح الإنفاق في 2024:
-
توجه متزايد نحو الدفاع السيبراني.
-
زيادة الإنفاق على البحث والتطوير.
-
سباق في تطوير أنظمة الدفاع الفضائي.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للإنفاق الدفاعي
رغم أهميته في تعزيز الأمن القومي، فإن الإنفاق العسكري الكبير قد يطرح تحديات اقتصادية، حيث يؤدي أحياناً إلى تقليص الإنفاق على الصحة والتعليم. في المقابل، يشكل قطاع الدفاع محركاً للنمو الصناعي والتكنولوجي، خاصة في الدول المتقدمة.
مصادر ومراجع
-
معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) – تقرير الإنفاق العسكري 2024
-
تقرير الدفاع السنوي الأمريكي – وزارة الدفاع الأمريكية (DoD)
