“يتناول كتاب “يُطلقون علينا دائمًا السيدات” للكاتبة جين هاريس حياة زميلاتها في سجن مصححة بيدفورد هيلز، حيث يسلط الضوء على هويات هؤلاء النساء، وكيف وصلن إلى السجن، ومعاملة النساء خلف القضبان. يعد هذا الكتاب تحفة أدبية تقوم على الوقائع والتفاصيل الحياتية للنساء اللاتي يعيشن في هذا الواقع القاسي.
تتألف صفحات هذا العمل الأدبي من قصص حقيقية ومشوقة ترصد رحلات هؤلاء النساء من خلال النظام القضائي، حيث يكشف الكتاب عن خفايا حياتهن وتفاصيل قصصهن التي أدت بهن إلى أروقة السجن. تقدم جين هاريس للقراء رؤية عميقة وإنسانية عن هذه النساء، حيث تتناول قضايا العدالة والمجتمع من خلال عيونهن.
إصدار الكتاب الذي أُنتِجَ عن طريق دار النشر سكريبنر في شهر أغسطس من عام 1988، يظل وثيقًا في ذاكرة المثقفين وعشاق الأدب الاجتماعي. يتميز هذا العمل بأسلوب كتابي رائع ووصف دقيق، مما يجعل القارئ يتفاعل بعمق مع تفاصيل الحياة داخل السجن ويفهم الظروف التي أدت إلى انتهاء هؤلاء النساء في هذا المكان الصعب.
تجسد الكاتبة في هذا العمل تفردًا لا يُضاهى في استعراض القضايا الاجتماعية العامة، مما يمنح الكتاب فعالية استثنائية ويجعله تحفة فنية ثرية بالمعاني والتأملات حول الإنسان والمجتمع. يُعتبر هذا الإصدار إضافة قيمة لفهم العدالة الاجتماعية وتأثيرها على حياة الفرد، مما يبرز دور الأدب في تسليط الضوء على قضايا الفقر والظلم بأسلوب يتخطى الحدود التقليدية للتعبير.
في ختام هذا النظرة الثاقبة إلى كتاب “يُطلقون علينا دائمًا السيدات”، نجد أن هذا العمل لا يقتصر فقط على أن يكون سجلاً وثائقياً لحياة النساء خلف القضبان، بل يمثل صوتًا قويًا ينادي بالعدالة والتأمل حول التحولات الاجتماعية والإنسانية. يظل هذا الكتاب مصدر إلهام للقراء الذين يبحثون عن فهم أعمق لتحديات المرأة في المجتمع وأثر الظروف الاجتماعية على مساراتها الشخصية.”