في كتابه الذي يحمل عنوان “الفساد في العراق: خراب القدوة وفوضى الحكم”، يقدم الكاتب موسى فرج رؤية متعمقة ومحازنة حول ظاهرة الفساد في بلاده، العراق. يتناول الكتاب بشكل شامل ثلاثية الثروة والفقر والفساد، ويرفع الستار عن الحقيقة المريرة لا يمكن تجاهلها بعد الآن.
تتمحور فكرة الكتاب حول رفض تسويق المفاهيم المألوفة حول الفساد، وذلك عبر التصوير الدقيق للفساد كظاهرة لا تقتصر على انحرافات بسيطة في السلوك الفردي، بل هو نتاج تراكمي لفشل نظام الحكم وغمر الطبقة السياسية في تهيئة البيئة الملائمة لممارسة الفساد وحماية مرتكبيه. يفهم القارئ بعمق أن الفساد ليس مجرد ظاهرة فردية، بل هو نظام متشعب يشمل الطبقة الحاكمة بأكملها.
باعتباره مفتشًا عامًا ومن ثم رئيسًا لهيئة النزاهة في العراق، يقدم الكاتب تحليلاً شخصيًا للمواجهة الميدانية للفساد. يسلط الضوء على أن مواجهة الفساد لا يمكن أن تكون فقط من خلال مطاردة الأفراد الصغار في الجهاز الحكومي، بل يجب إعادة بناء نظام الحكم على أسس المواطنة وسيادة القانون، وتحقيق شفافية كاملة ومساءلة حقيقية.
تعمل صفحات الكتاب، البالغ عددها 260 صفحة، على استعراض مفاهيم الفساد وأشكاله المتنوعة، بينما يركز الكاتب على دور الحكام والطبقة السياسية في تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة. يتناول الكتاب بعمق النتائج الكارثية التي نجمت عن الفساد في العراق، ويقدم تحليلاً حيويًا لكيفية الخروج من هذا الوضع المأساوي.
صدر هذا الكتاب عن دار النشر “نور للنشر” في عام 2017، ويأتي ضمن فئة الكتب السياسية، تحديدًا في فرع العلوم السياسية. يتميز الكتاب بغلاف ورقي يجسد جوانب من الواقع المرير الذي يتناوله، مما يجعله لا غنى عنه لكل من يسعى لفهم جذور وتداعيات الفساد في الساحة العراقية.