في عام 1971، أطلق العالم النفسي البارع جورارد، سيدني إم.، تحفة فكرية تحمل عنوان “الذات الشفافة”، والتي تجسدت كمحطة مهمة في عالم علم النفس البشري. يقدم هذا الكتاب رحلة استكشافية معمقة إلى عقول البشر، حيث يقوم الكاتب بفك رموز الطبائع البشرية وكشف الطبقات الداخلية للفرد. يستعرض جورارد في هذا العمل الأصيل كيف يتورط الإنسان في لعب دور يخفي خلفه ذاته الحقيقية عن أعين غيره، مما يفضي إلى نتائج وخيمة تنمو عن اللعب بالأدوار.
يتأمل الكتاب بعمق في آليات الانغماس في الأدوار والأقنعة التي يضعها الإنسان لتكوين واجهة تتناسب مع توقعات المجتمع. وفي هذا السياق، يستعرض جورارد تداول الإنسان لذاته الحقيقية بما يتناغم مع متطلبات وتوقعات البيئة المحيطة به. ينقل الكتاب قصصاً وتحاليل نفسية تلقي الضوء على التناقضات بين الذات الظاهرة والذات الحقيقية، وكيف يتسبب هذا الانفصام في نتائج مدمرة على مستوى الفرد والمجتمع.
في إطار علم النفس، يركز الكتاب على فئة عريضة من المفاهيم المتعلقة بعلم النفس العام، حيث يقدم تحليلاً شاملاً للعديد من الجوانب المرتبطة بكيفية اختباء الإنسان والآثار الكارثية لهذا الأداء المسرحي. وبما أن الناشر هو Van Nostrand Reinhold، فإن هذا يعزز مصداقية وجودة المحتوى العلمي الذي يقدمه الكتاب.
من اللافت للنظر أيضاً، تاريخ النشر في يناير عام 1971، حيث يمثل هذا التوقيت علامة زمنية هامة في تطور علم النفس واهتمامات المجتمع تجاه فهم الذات البشرية. يعتبر هذا الكتاب إسهاماً مميزاً في تفكيك تفاصيل الطبائع الإنسانية والكشف عن أسرار العقل البشري، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل من يهتم بالتفكير النفسي وعلم النفس بشكل عام.